نكبة الصحافة والصحافيين السودانيين

  • 7/29/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مرة أخرى يتعرض الصحافيون السودانيون للتوقيف، وتتعرض الصحف السودانية للمصادرة والتوقف عن الصدور أيضاً. ولعل أبرز الأحداث الصحافية هذا الأسبوع هو اعتقال ثلاثة صحافيين فجر الجمعة الماضي، بعد وصولهم إلى مطار الخرطوم، عائدين من رحلة عمل في الخارج. ويسلط هذا الحدث الضوء مرة أخرى على القمع الذي يتعرض له الصحافي السوداني في بلاده. وكان الصحافيون الثلاثة قدموا من أوغندا، بعد مشاركتهم في أحد المؤتمرات عن الشفافية والفساد، واقتادتهم عناصر الأمن بعد إنهاء إجراءات وصولهم، للتحقيق معهم في مكاتب جهاز الأمن السياسي، وصادرت أمتعتهم الشخصية، وجوازات سفرهم وهواتفهم، قبل اعادتها إليهم في ما بعد. وتعكس هذه الممارسات الخوف الذي تحس به السلطات من الكلمة المكتوبة التي لها قوة الرصاصة، والقلم المسلول الذي له مضاء السيف. ويفرض جهاز الأمن والمخابرات السوداني قيوداً صارمة على الحريات الصحافية، وحرية تداول ونشر المعلومات، بما في ذلك الرقابة السابقة للنشر. وتم التحقيق معهم بطريقة فردية عن معلومات شخصية وسيرهم الذاتية، وعن مناسبة سفرهم إلى أوغندا، وطبيعة تلك المناسبة. وتم التحقيق مع كل منهم، بطريقة منفردة، وتطرق إلى جوانب شخصية ومهنية، وأسئلة عن المناسبة التي شاركوا فيها، وطبيعتها، وأهدافها، ومنظميها. ويتعرض الصحافيون في السودان للتوقيف والاعتقال، وتتعرض الصحف للمصادرة وتعليق الصدور بأسباب ومن دون أسباب ايضاً. فقد علق مجلس الصحافة والمطبوعات صدور صحيفة الميدان الأحد الماضي، ليوم واحد، بعد شكوى مقدمة من جهاز الأمن ووزارة الإعلام، بينما صادرت السلطات الأمنية صحيفة الانتباهة، صباح الجمعة الماضي، من المطبعة من دون ابداء أسباب. ودرج جهاز الأمن على معاقبة الصحف بأثر رجعي، بعد رفع الرقابة القبلية عنها، عبر مصادرة المطبوع من أي صحيفة تتخطى المحظورات، وهو الأمر الذي تترتب عليه خسائر مادية ومعنوية على الصحف. وصادر جهاز الأمن السوداني، قبل فترة قصيرة جداً 17 طبعة من الصحف السودانية المختلفة. وبلغت جملة المصادرات التي تعرضت لها الصحف، منذ مطلع العام الجاري، نحو 57 عملية مصادرة. وعلّق جهاز الأمن والمخابرات السوداني صدور خمس صحف يومية الشهر الماضي، عاودت أربع منها الصدور.

مشاركة :