أشرف السعيد: أدانت قوى وفعاليات وطنية حادث التفجير الارهابي الذي وقع بقرية سترة فجر امس الثلاثاء- واسفر عن استشهاد اثنين من رجال الشرطة واصابة ثالث باصابة بليغة، وكانت المعلومات الاولية للحادث قد اشارت الى ان المتفجرات المستخدمة في التفجير الارهابي هي من نفس نوع المتفجرات التي تم احباط محاولة ادخالها من ايران الاسبوع الماضي، وتم الكشف عن الخلية التي قامت بذلك. واستطلعت "الأيام" آراء عدد من القوى والفعاليات حول الحادث حيث اكدوا على ان هذا الحادث زاد من تماسك اللحمة الوطنية بين ابناء البحرين المخلصين وبين القيادة الحكيمة، وشددوا على ان شعب البحرين هو خط الدفاع الاول عن هذا الوطن، كما طالبوا بأن يتحمل رجال الدين والعلماء والمفكرين والمثقفين مسؤولياتهم تجاه مجتمعهم وخاصة تجاه العناصر المخربة، وذلك بالقيام بحملات توعوية وارشادية لهم. كما ثمنوا دور وزارة الداخلية ورجال الشرطة في القيام بمهامهم تجاه حماية امن واستقرار ومقدرات الوطن. وقال د.عبداللطيف آل محمود رئيس تجمع الفاتح: ان هذا الحادث هو محاولة لاثبات وجود الخلايا النائمة في البحرين وان حديث المرشد الايراني علي خامنئي انما كان اشارة وكلمة السر لتحريك الخلايا النائمة في منطقة الخليج كلها، وهذا الحادث ياتي بعد ان وقف ابناء الشعب البحريني المخلصين مع القيادة مستنكرين ماحدث من تدخلات ايرانية في الشان البحريني، وهذا يغيظ النظام الايراني لانه اصبح هناك تحرك من بعض الدول العربية للنظر في كيفية صد هذه التدخلات وايقافها. وتابع : ورسالة المرشد الايراني للخلايا النائمة هي "استمروا في الافساد في الارض من قتل وتدمير وتخريب وانتهاك للحرمات وقتل للابرياء"، مضيفا "واعتقد ان القبض على الخلايا النائمة لايران في البحرين هو امر يزيد من حنقهم، ويحاولون اثبات وجودهم فقط، فضلا عن ان التحقيقات الامنية مع المقبوض عليهم كشفت الكثير من المعلومات التي تدل على تلك الخلايا والمخابئ التي يتم تخزين الاسلحة فيها. وزاد: وهذا التفجير الارهابي يأتي ايضا بعد النجاحات الامنية الاخيرة التي حققتها وزارة الداخلية،لذا فان الخلايا النائمة تحاول اثبات وجودها بمثل هذه التفجيرات، وهذا لا يعني ان الامن في البحرين في خطر انما هؤلاء يأتمرون بامر المرشد الايراني اصيبوا بغصة من خلال مواقف اهل البحرين مع القيادة وابدائهم الاستعداد للدفاع عن وطنهم في كل لحظة، وذلك لان اهل البحرين يقفون حجر عثرة امام كل هذه التدخلات الايرانية. وشدد آل محمود على ان العصابات التي تقوم بمثل هذه التفجيرات كلما يضيق عليها الخناق تحاول اثبات وجودها، لذا يتوجب على دول مجلس التعاون الخليجي اتخاذ اجراءات وتدابير حاسمة سياسية واقتصادية وامنية لاظهار هذا الموقف ووحدة التوجه الاستراتيجي للحد من الاعتداء على اي دولة من دول الخليج، لا سيما ان الضغط على البحرين ليس الا محاولة للحصول على موطئ قدم للوصول الى السعودية واثارة القلاقل فيها وبقية دول الخليج مثل الكويت والامارات وقطر. واعتبر د.عبدالعزيز آبل رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الانسان: ان الحادث الارهابي الذي وقع في قرية سترة فجر امس الثلاثاء- غريبا على المجتمع البحريني المعروف بسماحته والتعايش الدائم بين المواطنين والمقيمين بمختلف مذاهبهم واديانهم وخلفياتهم، بل غريب جدا على اهل البحرين لحدوث هذا التفجير وسقوط ضحايا. واكد آبل ادانته وادانة المؤسسة الوطنية لحقوق الانسان لهذا العمل الارهابي وكل اعمال العنف بشكل عام، مطالبا من الجميع ضبط النفس، والعمل على تعزيز الاستقرار والامن والامان، وان ينأي اهل البحرين بانفسهم وبالوطن عن اي منزلق او فتنة، ومشددا ان عمليات العنف مدانة. وردا على سؤال حول ما اذا كان هذا التفجير الارهابي هو رد فعل على دعم فئات الشعب لقيادتها ورفضها التدخل في شؤون بلادها قال آبل :"لا استطيع القول بانه رد فعل، لان معظم فئات الشعب البحريني ادانت اي تدخل خارجي في شؤون البحرين، ومشددا ان هذا مرفوض بالنسبة للبحرين، فضلا عن ان حكومة وشعب البحرين اصدقاء للجميع وان مواقف البحرين على المستويين المحلي والدولي هي محبة وسلام. ومن جهته تمنى السفير حسين الصباغ السفير الاسبق للبحرين لدى ايران : الامن والامان والاستقرار والرخاء للبحرين، ومطالبا بان تقطع ايدي المجرمين الآثمين مرتكبي هذه التفجيرات، وذلك لان مسيرة البناء والتطور والمشروع الاصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لا يتأتى الا بالاستقرار. وتابع : لان اي انسان عاقل ومخلص لوطنه لابد ان يكون امينا على ما وصلت اليه البحرين من تطور ورخاء، وما حدث شئ يحز في النفس، ومطالبا ايران ان تهتم بشؤونها وبشعبها ومشاكلهم وقضاياهم، بدلا من تصدير المشاكل الى جيرانها والتدخل في شؤونهم الداخلية،لان هذه المنطقة بحاجة الى استقرار ويجب ان يعم جميع الناس في البحرين سواء مواطن ومقيم يحس بالامن والاستقرار، بل ان يعزز بعدم تدخل الدول الاخرى في الشان الداخلي،لان دول الخليج العربي لا تكن الا كل خير للجميع ونتمنى ان يقابل ذلك بالمثل. وشدد الصباغ على ضرورة المزيد من التكاتف الخليجي بعد ان قطع مجلس التعاون الخليجي شوطا كبيرا منذ انشائه في عام 1981لكن المواطن الخليجي يحتاج الى المزيد، لأنه لن يكون هناك بناء الا في وجود امن واستقرار ونحن كعرب يجب ان نتكاتف فلا تبنى الاوطان الا في وجود لحمة وطنية بين ابنائها. اما الشيخ عدنان القطان ..رئيس الدائرة الشرعية لمحكمة التمييز فقد أشار الى ضرورة الاعتبار مما يحدث في الدول المجاورة للبحرين وان ناخذ الدروس والعبر مما يحدث في سوريا والعراق والتي يعيش اهلها في فوضى وعدم استقرار وفقدان الامن، ومتسائلا لماذا ستظل هذه العمليات الارهابية؟ والى متى؟ ومضيفا "كل أبناء الشعب البحريني المخلصين يدينون ويستنكرون هذا الحادث الارهابي". وتابع: ولاشك اننا نقدر جهود وزارة الداخلية وعلى راسها معالي الوزير وكافة افراد الامن، وندعو لمن فقدوا في اثناء تادية واجبه ان يغفر لهم ويرحمهم ويلهم أهلهم وذويهم الصبر، كما ندعو للجرحى بتماثل الشفاء العاجل. ودعا القطان: العلماء والعقلاء والمفكرين والمثقفين الى ان يكون لهم دورا في المرحلة الراهنة في توجيه هذه الفئات المخربة بضرورة الكف عن هذه الاعمال العبثية التي خربت البلاد وافقدت الامن لدى كثير من الناس، كما تؤثر مثل هذه الاعمال التخريبية على اقتصاد البلاد فينصرف المستثمرون عن استثمار اموالهم في المملكة، ومشددا ان العمل التخريبي هو ازهاق للارواح وقتل وكبيرة من كبائر الذنوب توعد الله سبحانه وتعالى بالعذاب الشديد لمرتكبها. وحمل القطان: اولياء الامور والاسر المسؤولية وكذلك العلماء ورجال الدين في المساجد والحسينيات في ضرورة القيام بحملات توعوية وارشادية جادة وتوضيح خطورتها لمنع مثل هذه العمليات المتكررة وتوجيه الشعب لبناء البلد. ومن جانبه اكد كاظم السعيد رجل الاعمال وعضو الهيئة الاستشارية لدول مجلس التعاون الخليجي: ان مثل هذه الحوادث تزيد ابناء البحرين تماسكا فيما بينهم مع القيادة، وعلى الصعيد الاقتصادي فلا تاثير لمثل هذه الحوادث على الاقتصاد البحريني،وذلك لان معظم الدول تعاني وتمر بهذه الاحداث ولا تؤثر سلبيا على الاقتصاد. وتابع: والحقيقة أن البحرين هي نموذج مثالي لبلد التسامح حيث يحتضن كل الطوائف والمذاهب، ويعيشون بحرية سواء مسلم او مسيحي او بوذي فالمسجد بجوار الكنيسة والمعبد،ولازلنا والحمد لله نموذج يحتذى في ذلك، ومطالبا وزارة التربية والتعليم بمعالجة مثل هذه الامور منذ مرحلة الروضة والحضانة والصفوف الاولى في التعليم، والحث على نبذ الفرقة والطائفية بما يتضمنه ديننا الحنيف الذي يدعو الى التسامح، الى جانب وسائل الميديا جميعا من صحافة وفضائيات واذاعة وتليفزيون وتواصل اجتماعي وغيرها.
مشاركة :