شما بنت محمد: الأم منبع القيم والإلهام

  • 9/13/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الأم ينبوع الوجود وسبب بقاء الإنسانية ومدرسة القيم، هذا ما أكدته الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان في المحاضرة الفكرية والثقافية المهمة التي نظمها مساء الخميس الماضي صالون «الملتقى الأدبي» بعنوان «علمتني أمي حمدة»، وجاءت المحاضرة بكلماتها النابعة من القلب والفكر والوجدان لتنسكب كقطرات روحانية في قلوب كل من استمع إلى ذلك البوح الوجداني العميق والمفعم بالمحبة والوفاء والاحترام. لم تكن الدكتورة شما بنت محمد تتحدث فقط عن والدتها الشيخة حمدة، وإنما كانت أيضاً تقدم بعفوية وبساطة وصدق درساً مثالياً لكل منا كيف يعامل أمه ويتحدث عنها، سواء كان صغيراً أو كبيراً. وأكثر من ذلك، أن لهجة الصدق ودفء الحنان وبر الوالدة، جعلتنا نشعر بكل فخر واعتزاز بأن الشيخة حمدة هي أمنا جميعاً. واستهلت الشيخة شما حديثها قائلة: لابد أن أشكر أمي حمدة على وجودها وحضورها معنا اليوم، وأشكر كل الأمهات اللواتي يسمعنني الآن. أمي حمدة، تكريمك لنا بالحضور اليوم هو إنجاز يضاف إلى حياتي فعطاؤك ومحبتك تملأ عالمي المعرفي والفكري وتحمّلني مسؤولية الاستمرار في العطاء لوطننا الغالي الإمارات العربية المتحدة ومجتمعنا الحبيب، فأنت رئة الحياة والمعرفة بالنسبة لي. شكراً أمي حمدة، ما زلت أتعلم منك. لحضورك اليوم قيمة معنوية بالنسبة لي، حفظك الله لنا جميعاً. ثم توجهت إلى جمهور المستمعين قائلة: اليوم حديثي عن الأم التي هي سبب الإنسانية، فكل أم بالنسبة لأبنائها هي كل العالم. وحديثي عن أمي حمدة هو حديث عن كل أم في العالم. الحديث عن تجربتي الإنسانية وما علمتني أمي حمدة حديث مشحون بالمشاعر النقية والمحبة الصافية والذكريات العابرة لمناطق اللاوعي والوعي. كثير من ذكرياتنا الأولى تسكن في منطقة اللاوعي، والتي تراكمت منذ أن كنا أجنة تتكون وأطفالاً تحبو فشكلت الكثير من أفكارنا. القيم التي تعلمتها من أمي حمدة كثيرة، وأهم ما تعلمت أن كل ما أقوم به من عمل يجب أن يكون له أثر إيجابي، لأن كثيراً من ذكرياتنا تكمن في اللاوعي، وكثيراً مما يجري في أدمغتنا يرسخ تلك القيم، ليس بالكلمات ولكن بالسلوك، مصنفة أهم القيم التي تعلمتها في ثلاثة عناوين: 1- قيمة المحبة: وهي الأساس الذي يربط العلاقات الإنسانية. وفي لقاء مع أحد المفكرين قال: ليس هناك محبة بلا هدف، واختلفت معه لأن الهدف يعني الرضا، وهناك محبة واحدة بلا أهداف ولا مصالح، إنها محبة الأم لأبنائها، المحبة في التكوين الأول للإنسان، محبة الأم غير مشروطة وهي تعطي بلا حدود، والعطاء واحد للجميع. 2- القيمة الثانية هي مساعدة الآخرين. الإنسان يحب الحياة، ويجب أن يكون الناس كلهم سعداء، وقيمة الحياة تتمثل بالتعاون ومساعدة الآخر. والأم حمدة كانت حريصة دائماً على أن تضع الحَب والماء للطيور، وكان هناك طير اعتاد أن يكون بين الطيور التي تأتي إلى صحن الدار ويأخذ نصيبه من الحَب، وحين غاب وافتقدته الوالدة حمدة طلبت من ابنتها أن تبحث عن السبب، فاكتشفت أن هناك ورشة عمل تقوم بإصلاح بعض التمديدات، فطلبت منهم تأجيل العمل، وعاد الطير إلى البيت ليأخذ نصيبه. ولفتت الشيخة شما إلى أن الطيور صارت كثيرة في ظروف جائحة كورونا وأخذت تبني أعشاشها، وأردنا تنظيف المكان، لكن الأم حمدة قالت لهم: حتى الطيور أصابها قلق وخوف، خلوا الطيور تبني أعشاشها، لأن المساعدة لا تكون فقط وقت الحاجة والطلب، بل هي مستمرة دائماً. وتساءلت: كم من الأشخاص مروا في حياتنا ولم نسأل عنهم؟ جميل جداً أن نتواصل مع من نحب بالكلمة أو بالفعل. 3- قيمة الإصرار على الوصول للهدف وتخطي أي معوقات. واستشهدت بمقولة غاندي: «المجد في محاولة الوصول إلى الهدف، وليس بالوصول إليه». المهم أن نمتلك إرادة الوصول إلى الهدف كي لا نتوقف. وأضافت مؤكدة: «أعجز أن أنقل كل ما علمتني إياه أمي حمدة». وبعد عرض هذه الأهداف الثلاثة، وجهت إلى جمهور المحاضرة السؤال التالي: «هل يمكن أن تعيدوا المحاولة لتحقيق هذه الأهداف؟ وكم من الوجوه كنتم سبب ابتسامتها؟»، وختمت الشيخة د. شما رحلة المحبة والسعادة والعطاء بقولها: «شكراً أمي حمدة». وفي هذه الجلسة الافتراضية التي نظمها صالون «الملتقى الأدبي»، بحضور عدد كبير من الشيخات وأساتذة الجامعات، ومنهم: د. رفيعة غباش، ود. حصة لوتاه، ود. منى البحر، ود. فاطمة الشامسي، ود. سليمان الجاسم، أدارت الجلسة أسماء صديق المطوع، مؤسسة الملتقى، مرحبة بالشيخة د. شما كما رحبت بالضيوف من الأديبات والأكاديميات اللواتي شاركن بالحديث عن أهمية المحاضرة مبينات معرفتهن الودية الحميمة بالشيخة حمدة وسيرتها العطرة في أعمال الخير والمحبة والعطاء والسلام، وقد أشرن إلى القصيدة التي كتبتها الشاعرة عوشة السويدي عن الشيخة حمدة «أم خليفة». إطلاق «جلسة قرائية» لتعزيز الفضاء المعرفي أطلقت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، برنامج «جلسة قرائية» الافتراضي عبر منصة«تيمز» التعليمية وذلك استمراراً لسلسلة البرامج التي تنظمها جمعية محمد بن خالد آل نهيان لأجيال المستقبل. ويأتي البرنامج ضمن سلسلة من البرامج القرائية الافتراضية التي تبنتها الشيخة الدكتورة شما بنت محمد إسهاماً منها في تعزيز الفضاء القرائي والمعرفي في ظل جائحة «كوفيدـ 19» التي فرضت على القراء التباعد الاجتماعي، وإيماناً منها بالدور الرائد الذي تضطلع به مؤسسات العمل الخدمي الاجتماعي في تفعيل الجهود التطوعية لخدمة المجتمع والارتقاء بمفهوم الثقافة وامتلاك المعارف. ويعنى برنامج «جلسة قرائية» الافتراضي الذي نفذته مكتبة أجيال المستقبل بحضور الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان في المقام الأول بنشر ثقافة القراءة الجماعية التي تستهدف الأسرة ككيان متكامل فيكون الآباء شركاء في سرد القصص ومشاركة أطفالهم النقاش حول الأفكار والمضامين التي تعززها هذه القصص، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على صحة الطفل النفسية والعاطفية والفكرية ويساهم في لم شمل الأسرة حول مائدة متنوعة وغنية من قصص الأطفال المميزة والمحفزة للقيم الإيجابية في شتى المجالات وقد أشارت إلى ذلك كونها المعزز للتفكير الإبداعي لدى الأطفال والبالغين على حد سوء.

مشاركة :