انطلق آلاف اللبنانيين أمس في تظاهرة من أمام مبنى قصر العدل في بيروت باتجاه القصر الجمهوري في بعبدا، احتجاجًا على ما آلت إليه الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان، وتنديدًا بعدم وصول التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت لأي نتائج.ورفع المتظاهرون لافتات تدعو إلى «إسقاط المنظومة السياسية برمتها ومحاسبة الفاسدين والسارقين ومحاكمة المسؤولين عن انفجار المرفأ»، كما رفعوا الأعلام اللبنانية مع استبدال اللون الأحمر بالأسود، تعبيرًا عن الحزن الذي أصاب بيروت جراء انفجار المرفأ، وسط انتشار لعناصر الجيش والقوى الأمنية.شارع ضد آخروعمد التيار «الوطني الحر» الذي يرأسه صهر الرئيس جبران باسيل إلى تنظيم تظاهرة أخرى داعمة للعهد، أي بمثابة شارع ضد شارع، مما أدى إلى وقوع مواجهات بين القوى الأمنية وشبان من مجموعات الحراك المدني على بعبدا، بعد أن حاول الشبان تجاوز الحاجز البشري الذي تقيمه القوى الأمنية للفصل بين مظاهرة الحراك المدني وتلك التي ينظمها أنصار «الوطني الحر». وتم إطلاق النار الكثيف من جانب الجيش بعد أن عمد عدد من المتظاهرين إلى رمي الحجارة باتجاه الجيش الذي يرد عناصره بالمثل. وعمد عناصر من الجيش بالرد بعنف على الثوار عبر إطلاق النار الحي في الهواء من دون أوامر من ضبّاطها.وقال الجيش: نعمل على تشكيل حاجز بشري للفصل بين تظاهرتين في محيط القصر الجمهوري، واضطررنا لإطلاق النار في الهواء بعدما قام متظاهرون برشق عناصرنا بالحجارة وضربهم بالعصي وحاولوا الوصول إلى القصر الجمهوري.لبنان سيد حرواعتبر بيان من ناشطين أن اختيارهم التجمع أمام قصر العدل هو «للتأكيد على أن لبنان وطن سيد حر مستقل وجمهورية برلمانية ديموقراطية تقوم على مبدأ الفصل بين السلطات، وأن مقدمة الدستور تضمن حقوق الشعب والمطالبة بها».وسألت: «أين التحقيق وأين المتهمون ولماذا لم يدن أحد بتفجير المرفأ؟». وتوجّهت إلى القضاء قائلة: «لا تغمضوا أعينكم عن الفاسدين ولا تخافوا إذا كان الشعب كله يدعمكم ويقف خلفكم، نظفوا أنفسكم من الطفيليات ولا تحموا المجرمين والفاسدين».عقوبات أوسعوعلمت «اليوم» من مصادر مطلعة أن «واشنطن تحضّر لدفعة أوسع من العقوبات على شخصيات لبنانية ستصدرها الخزانة الأمريكية قريبًا، وتم إبلاغ المسؤولين اللبنانيين بأن اللائحة طويلة وستضم أسماء سياسية وغير سياسية، تهمتهم الوقوف إلى جانب «حزب الله» وتأمين الحماية السياسية له، ومشاركته في الفساد، خدمة لتحقيق مصالحة على حساب مصلحة الدولة اللبنانية».متورّطين بالفسادوذكرت المصادر أن العقوبات ستكون من خلال قانون مكافحة أعداء أمريكا وقانون «ماغنيتسكي» وسيطال شخصيات سياسية متورّطة بالفساد ورجال أعمال، متورّطين بصفقات فساد وهدر للمال العام بالشراكة مع رموز السلطة. وأشارت المصادر إلى أن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل سيكون على لائحة هذه العقوبات، على أساس أنه أحد أهم حلفاء «حزب الله» المُصنّف إرهابيًا، ويشكل للحزب غطاء سياسيًا في خدمة الأجندة الإيرانية. وقانون «ماغنيتسكي» صدر عام 2017 وبموجبه فرضت واشنطن عقوبات على إيران وكوريا الشمالية وروسيا.وأفادت المصادر لـ«اليوم» بأن «اللائحة قد تضم ما بين سبعة وعشرة أشخاص من الذين ينتمون إلى أحزاب سياسية وتيارات مختلفة حليفة للحزب، ومن طوائف مختلفة، (حريق المرفأ 2) قيد التحقيق».