أردوغان يستغل الحرب على «داعش» لضرب الأكراد

  • 7/29/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن اضطر لمحاربة تنظيم داعش بعد اقترابه من حدود تركيا يستغل الرئيس رجب طيب أردوغان الفرصة لكبح جماح خصم آخر إذ يقصف المسلحين الأكراد الذين يعتبرهم مصدر تهديد لسلامة أراضي الدولة التركية. وتصور تركيا العمليات على أنها حرب على الجماعات الإرهابية دون تمييز ونفذت ضربات جوية ضد داعش في سوريا للمرة الأولى الأسبوع الماضي وسمحت للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية بعد أن أحجمت عن ذلك لفترة طويلة. كما قصفت معسكرات في شمال العراق تابعة لحزب العمال الكردستاني للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات على الأقل. وألقي القبض على مئات ممن يشتبه في انتمائهم لتنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني في مداهمات بأجزاء مختلفة من تركيا. وينطوي خوض حرب على جبهتين على مخاطر كبيرة على تركيا عضو حلف شمال الأطلسي فهو يعرضها لتهديد يتمثل في هجمات الإرهابيين الانتقامية ولخطر إعادة إشعال حركة التمرد الكردية التي أودت بحياة 40 ألف شخص على مدار ثلاثة عقود. ويخشى دبلوماسيون غربيون منذ فترة طويلة من أن تكون إسطنبول وهي واحدة من مدن العالم التي تتردد إليها أعداد كبيرة من السائحين أو منتجعات تركيا على بحر إيجة أو البحر المتوسط أهدافاً سهلة. وأعادت الهجمات التي قتل فيها عشرات السائحين الأجانب في وقت سابق من العام الحالي هذه المخاطر إلى الأذهان. وقال ولفانجو بيكولي من شركة تينيو انتليجنس لأبحاث المخاطر في مذكرة زاد تبني أنقرة لسياسات حازمة في الآونة الأخيرة تجاه حزب العمال الكردستاني وداعش من خطر الهجمات الإرهابية والاضطرابات الأهلية المستمرة داخل البلاد بدرجة كبيرة. لكن على الجبهتين يبدو أن أردوغان يأمل في استغلال الفرصة للخروج من أزمة. إنه يسعى لتحسين موقف تركيا على الساحة الدولية من خلال اتخاذ موقف أقوى من داعش لكنه في الوقت نفسه يضعف المعارضة المؤيدة للأكراد ويعزز دعم القوميين في الداخل من خلال الهجمات على حزب العمال الكردستاني. وقال سنان أولجن الباحث الزائر في مركز كارنيجي أوروبا ورئيس مؤسسة إيدام البحثية ومقرها اسطنبول سير الأحداث في سوريا كان يجري ضد المصالح التركية... أولاً، داعش كانت تتوسع في اتجاه الشمال الغربي وتواصل الاستيلاء على أراض على الحدود. ثانيا، كان هناك خوف من أن توسع وحدات حماية الشعب الكردية يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى إقامة أراض كردية تمتد من العراق إلى البحر المتوسط. هذان العاملان أجبرا تركيا على التحرك. ويقول أولجن إن أنقرة تعي أيضاً أن وحدات حماية الشعب الكردية بإثباتها أنها شريك يمكن الاعتماد عليه على الأرض للضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة تكتسب درجة غير مناسبة من النفوذ في واشنطن وهو ما دفع تركيا لتدرك الحاجة للتدخل والتحرك ضد تنظيم داعش حتى تتجنب تهميشها. وأضاف تأجيل المشاركة الكاملة مع التحالف المناهض لداعش كان ثمنه كبيراً من الناحية الأمنية وعلى صعيد المصلحة القومية لتركيا. وتابع لو كانت تركيا استطاعت تبني هذا الموقف قبل عام لاختلفت الأمور كثيراً. وقال بريت مكجيرك نائب المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش على تويتر لا توجد صلة بين الغارات الجوية ضد حزب العمال الكردستاني والتفاهمات الأخيرة لتعزيز التعاون الأمريكي التركي ضد تنظيم داعش. لكنه لم ينتقد الضربات الجوية التي تنفذها تركيا في العراق. وكتب يقول نحترم تماماً حق حليفتنا تركيا في الدفاع عن نفسها. (رويترز)

مشاركة :