ملعقة من ذهب

  • 9/12/2020
  • 23:12
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قال: حياتي مع المستحيل. وبدأ يسرد لي قصته مع الواقع الجديد ، حياته في زمن الكورونا ، والحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي وعدم رؤية وجوه وابتسامات احبابه وأصدقائه والمنتفعين منه ، والذين كانوا يضحكون لنكاته ، ولم يعد يسمع كلمات الاطراء العبثية ، في الفاضية والمليانة ، وحكي لي كيف كان يقضي وقته طوال اليوم والاسابيع والاشهر في عزلة قاتلة. وتحشرج صوته بالبكاء ، فقلت له : ما بك ، قال لي : لم تنفعني ملعقة الذهب ، ولا الاطباق المذهبة التي كنت اتباهي بها في كل فرصة ، عندما نأكل في المنزل انا وأصدقائي او في احد المطاعم الفاخرة حول العالم ، ولم استطع ان ارتدي بذلتي المصنوعة من الحرير الطبيعي ، او أحمل شنطتي الجلدية الفاخرة وأسافر بها. وقال: فتحت خزنتي في المنزل وجدتها مليئة بالمال ، ولكن لا أستطيع أن أفعل اي شئ بنقودي ، حتي العلاج في ارقي مستشفيات العالم لم يعد ممكنا ، وتنهد وقال ،حتي اصدقائي ، لا استطيع ان اراهم كالعادة بعد منتصف كل ليلة حتي الفجر. ببساطة ، لقد فقدت اعز ما املك في هذه الحياة ، الطمأنينة ،وحريتي ، والناس. وهناك من قفزت ثروته من الملايين الي البلايين مثل الون ماسك وامازون وعلي بابا ومايكروسوفت وآبل الخ. وذلك عن طريق ابتكار افكار جديدة للتعايش والتعامل مع تحديات تفادي عدوي الكورونا ، وآخرون اعادوا اكتشاف انفسهم ومارسوا هواياتهم واصبحوا مبدعين في التشكيل والكتابة والقراءة والموسيقي ، وصنعوا قصص نجاحاتهم. والاهم من كل هذا وذاك ، هو من يفكر اليوم ويبتكر منظومة جديدة لاعادة بناء طرق عيش مختلفة علي كوكب الارض ، تمكننا من تفادي الكوارث البيئية والازمات الطبيعية وان نحافظ على البحر والشجر والحجر ، وان تعيش البشرية في امن وسلام ووئام.قال لي أريد أن أكتب قصة حياتي ، قلت له اسرد لي الصعاب التي مررت بها. بدأ بقوله : ولدت وفي فمي ملعقة من ذهب ، استطيع ان اقتني ما احلم به في اي وقت ، ولم اواجه أية صعوبات في حياتي. فقاطعته وقلت له اذهب واصنع لنفسك أولا مهمة صعبة ومن ثم انجزها ، ثم اكتب اعظم قصة مع المستحيل. وذهب ولم يعد ، والبارحة فاجأني بمكالمة قال لي بصوته الجهوري ، لقد وجدتها ، قلت له ماذا؟. كل انسان علي سطح كوكب الارض لديه قصة عظيمة يجب ان تحكي وتكتب وتسجل في يوميات زمن الكورونا سواءا كان غنيا ام فقيرا ، كبيرا ام صغيرا ، حتي الاطفال سوف تسجل ذاكرتهم معاناتهم وحرمانهم من ممارسة الخروج الي المدارس والشارع والجري واللعب في الملاهي مع اقرانهم. قصص النجاح والابداع والابتكار غالبا ما تتوهج في زمن الصعاب والشدائد ، كما هو حاصل معنا في هذه الفترة من حياتنا ، زمن الكورونا ، فهناك من الاذكياء من صنع الامجاد بتحديه لصعوبات ممارسة الحياة عن بعد في العمل والتعليم والصحة وغيرها ، فصنع منصات التخاطب المرئية الالكترونية ، والتطبيقات البرمجية واجهزة المتابعة الصحية والتداوي عن بعد الخ ،،.

مشاركة :