عادت سفينة الأبحاث التركية "أوروتش ريس" إلى مياه أنطاليا بعد أن كانت تواصل عملياتها لاستكشاف الغاز الطبيعي في البحر المتوسط وأججت خلافا حادا بين أنقرة وأثينا، وهو من شأنه خفض حدة التوتر في شرق لمتوسط. أظهرت بيانات ريفينيتيف لتتبع السفن أن سفينة التنقيب التركية "أوروتش ريس" عادت إلى مياه قريبة من إقليم أنطاليا بجنوب تركيا اليوم الأحد (13 سبتمبر/ أيلول 2020) في خطوة قد تخفف التوتر بين أنقرة وأثينا بشأن الموارد الطبيعية في البحر. وتتداخل حدود الجرف القاري لكل من تركيا واليونان العضوين في حلف شمال الأطلسي وتتشابك مطالبهما بالأحقية في موارد الطاقة المحتملة في شرق البحر المتوسط. وتصاعد التوتر الشهر الماضي بعدما أرسلت أنقرة السفينة لتحديد آفاق التنقيب عن النفط والغاز في مياه تتنازع على السيادة فيها اليونان وقبرص وتركيا. وكانت البحرية التركية قد أصدرت إخطاراً هذا الشهر، جاء فيه أن السفينة ستواصل عملياتها في المنطقة حتى 12 سبتمبر/ أيلول. وسبق لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن أكد أن السفينة ستواصل عملياتها الاستكشافية لفترة أطول لكن لم يصدر تمديد للإخطار حتى ظهر اليوم الأحد. وتنقب تركيا عن موارد النفط والغاز في البحر الأسود أيضاً واكتشفت حقلاً للغاز يحوي 320 مليار متر مكعب. ووصف المتحدث باسم الحكومة اليونانية، ستيليوس بيتساس مغادرة السفينة المنطقة بأنه "خطوة إيجابية"، في تصريحات لقناة "سكاي نيوز" اليوم الأحد. ويطالب رئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس بمزيد من الخطوات من تركيا لتسوية النزاع الإقليمي بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي "ناتو". وتأتي هذه الخطوة بُعيد إعلان رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس عن "برنامج مهم" لتعزيز القدرات العسكرية للبلاد وخصوصاً شراء أسلحة بينها 18 مقاتلة رافال فرنسية، سيتم الإعلان عن مزيد من تفاصيله في مؤتمر صحافي الأحد. ووسط تصاعد التوتر مع تركيا في شرق المتوسط، قال ميتسوتاكيس أن اليونان ستحصل على 18 طائرة رافال فرنسية وأربع فرقاطات متعددة المهام وأربع طائرات مروحية إضافة إلى تجنيد 15 ألف جندي وضخ مزيد من التمويل في قطاع صناعتها الدفاعية. من جانب آخر، حض وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو خلال زيارة إلى لقبرص، تركيا على وقف الأنشطة التي تُثير توتّرا في شرق البحر المتوسّط، داعياً جميع الأطراف إلى دعم السبل الدبلوماسيّة. وقال بومبيو للصحافيّين في نيقوسيا السبت بعد اجتماع مع رئيس جمهوريّة قبرص نيكوس أناستاسيادس ووزير الخارجيّة نيكوس خريستودوليدس: "ما زلنا نشعر بقلق عميق من عمليّات الاستكشاف التي تقوم بها تركيا في مناطق تؤكد اليونان وقبرص أنها تخضع لسلطتها في شرق المتوسط". وأضاف "إنّ التوتّر العسكريّ المتزايد لا يساعد أحداً سوى الخصوم الذين يرغبون في رؤية الانقسام في وحدة" دول الحلف الأطلسي، مؤكدا أن الشراكة الإقليميّة "ضروريّة للغاية لأمن الطاقة الدائم". ح.ز/ ع.غ (د ب أ / رويترز)
مشاركة :