حماية حقوق المؤلف.. تعزّز ثراء المشهد الثقافي

  • 9/14/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أولت الدولة عناية خاصة لقوانين حماية الملكية في شتى المجالات.. وتحرص على حماية حقوق المؤلف وصون إبداعه، ووضعت في سبيل تحقيق هذا الهدف قوانين عديدة، وسنت تشريعات تكفل حصول المؤلف على حقوقه المادية والمعنوية.. ولعل هذا أحد الأسباب المهمة، التي تقف وراء الازدهار الثقافي الذي تعيشه الإمارات، حيث أدركت القيادة الرشيدة مبكراً أهمية العمل على حماية حقوق المؤلف التي هي أحد أهم مفاتيح الثراء في المشهد الثقافي المحلي، فما هي سبل تفعيل هذه الحقوق وهل يعيها المؤلف نفسه في علاقته مع الناشر؟ طلال الجنيبي طلال الجنيبي ضبابية التأويل يقول الدكتور طلال سعيد الجنيبي، أديب وشاعر: إن حقوق المؤلف في الساحة الأدبية العربية عموماً لا تخلو من ضبابية في التأويل والتفسير ضمن بنود اتفاقيات الحقوق على نحو لا يمتلك معه المبدع في الغالب فرصة حفظ الحقوق كما يجب، مضيفاً أن تفعيلها يتم من خلال اعتماد نماذج اتفاقيات منصفة تراعي حقوق الأطراف برعاية قانونية من الجهات الثقافية الرسمية مراعاة لمحدودية الفهم القانوني في مسألة الحقوق والواجبات والذي يمثل سمة أغلب المبدعين. عبدالله السبب عبدالله السبب أسئلة جوهرية وبدوره، يتساءل الكاتب عبدالله محمد السبب: قبل كل شيء ما هي حقوق المؤلف، قبل وبعد مرحلة خروج مؤلفاته إلى النور؟ ومن هي الأطراف المسؤولة عن منحه تلك الحقوق؟ وهل هو على دراية تامة بها وبما ينبغي عليه من فعل نحو استثمارها في ما يتعلق بمشاريعه من إصدارات في مختلف الفنون وضروب الثقافة؟!، مشيراً، إلى أن الأسئلة عديدة، ومن الضروري الإحاطة بها وبما يترتب عليها من إجابات من لدن المعنيين بالأمر، ولاسيما المؤسسات الثقافية بما تقره من خطط واستراتيجيات وموازنات من جهة، ودور النشر المختلفة من جهة أخرى، من حيث ما يربط تلك المؤسسات ودور النشر بالمؤلفين من عقود طباعة ونشر وتوزيع كتب مشتملة على حقوق وواجبات لكلا الطرفين. وتابع السبب: وهنا نؤكد ضرورة تمتع العقود بمرونة تنحاز إلى المؤلفين بالقدر المنطقي بما يؤدي إلى اطمئنانهم وتحفيزهم على مواصلة الحضور في المشهد الثقافي بمخرجات إبداعية، ورفد المشهد بمنتجات إبداعية أدبية وفكرية ثقافية بما يدعم المحصلات والمكتسبات الثقافية الوطنية، ويزيد من تلك المكتسبات في قابل الأيام بوصف المؤلف رافداً من روافد الإبداع والثقافة. سعيد الخوري سعيد الخوري إبراز دور المؤلف ومن جانبه، يوضح الكاتب سعيد عبدالله الخوري، أن تفعيل حقوق المؤلف من شأنه إعطاء الفرص المتساوية والمنصفة لكل كاتب، ويمكن ذلك من خلال إشراك المبدع في دورات نموذجية لتنمية معرفته بهذا المجال الهام، وتحفيزه للكتابة والإبداع وفتح الفضاءات الفكرية له دون تقييد بالمحتوى أو عدد الصفحات، وحفظ حقوقه من دور النشر التي لا تتقيد ببنود العقود المبرمة بينه وبينها عن طريق قسم مختص بـ (حقوق الكاتب)، وأن تكون له الأولوية بنشر كتبه في المؤسسات الحكومية عن غيره من الكُتاب العرب أو غيرهم ليبدع ويكتب أكثر فأكثر، وأخيراً إقامة الندوات والمحاضرات له لكي يكون له حضور وإثراء للمحتوى المكتبي من خلال التجارب والاحتكاك بالمؤلفين ودور النشر، مما يرتقي بالمنظومة الإبداعية وحقوق الملكية الفكرية، وخاصة أن دولة الإمارات تأتي في مصاف الدول المتقدمة المعنية بالثقافة والإبداع. وليد المرزوقي وليد المرزوقي الرقابة وبيّـن الإعلامي وليد محمد المرزوقي، أنه يمكن تفعيل حقوق المؤلف من خلال الجمعيات الثقافية للوصول إلى النتيجة المثلى التي يحتذى بها ثقافياً، وينبغي للجهات المعنية مثل المجلس الوطني للإعلام التواصل مع الكُتّاب وأصحاب الفكر، والمؤلفين بشكل عام والاطلاع على آرائهم للوصول إلى النقاط المهمة التي يمكننا من خلالها نشر المعرفة العميقة بحقوق الملكية وبمحتواها، ومراقبة بعض دور النشر وهل هناك أي تقصير من جانبهم، وإبراز أهمية دور المؤلف، وإرضاؤه هو المطلب الرئيسي والأساسي لأننا بالمؤلف نرتقي ونكون حاضرين ضمن كل المجالات الثقافية التي تبرز وعينا وثقافتنا وفكرنا أمام العالم.

مشاركة :