تفكيك المغرب «خلية إرهابية» يلقي الضوء على مخاطر منطقة الساحل

  • 9/14/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب، عبد الحق الخيام، في حوار مع وكالة الصحافة الفرنسية، إنّ الخلية التابعة لتنظيم داعش التي جرى تفكيكها أخيراً كانت تحضّر لتنفيذ اغتيالات تطال «شخصيات» و«مقار للأجهزة الأمنية». وأوضح الخيام أنّها «كانت خلية خطيرة جاهزة للتحرك في أي وقت»، مبدياً قلقه إزاء نفوذ التنظيم في ظل سياق إقليمي معقّد.وأوقف 5 مغاربة الخميس، وعثر على معدّات متفجرة في عدّة مواقع، في طنجة وأماكن مختلفة ضمن الرباط، على يد المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. وأبدى عنصران «مقاومة شرسة»، وأصيب شرطي إصابة بالغة. وأتاحت عمليات التفتيش في متاجر ومساكن كان يستخدمها الموقوفون العثور على أحزمة متفجرة وعدّة مكوّنات كيميائية تتيح صنع متفجرات، بينها 3 كيلوغرامات من نترات الأمونيوم، إضافة إلى معدّات إلكترونية وأقنعة وأسلحة بيضاء.وقال الخيام لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنها خصوصية هذه الخلية: نحن لم نقف على عتاد يستخدمه الإرهابيون منذ اعتداءات 2003» الذي أسفر عن 33 قتيلاً في الدار البيضاء، ثم إثر استهداف «بقايا» الشبكة في 2007.وعثر المحققون، الخميس أيضاً، على «شعار» لتنظيم داعش، فيما أكدت التحقيقات الأولية أنّ «عناصر الخلية كانوا يتطلعون إلى الولاء للتنظيم».وكان الزعيم المزعوم للخلية، وهو بائع سمك متجوّل يبلغ 37 عاماً، قد أدين في 2004 بجريمة، وبدأ مسار تطرّفه منذ ذلك الحين. وعلى غرار قتلة سائحتين اسكندينافيتين في ديسمبر (كانون الأول) 2018، فإنّ المشتبه بهم الحاليين الذين تتراوح أعمارهم بين 29 و43 عاماً يمارسون مهناً صغيرة، كالزراعة أو النجارة.ووفق المسؤول المغربي، لا يبدو أنّ للخلية أي اتصال مباشر بتنظيم داعش، وكانت تعدّ لاستهداف «شخصيات عامة وعسكرية، ومقار للأجهزة الأمنية». وقال إنّ «التحدي الماثل أمام كل أجهزة مكافحة الإرهاب في العالم هو التكنولوجيا، الإرهاب السيبراني».وأوضح أنّ «الخطاب العنيف المتطرف روّج له (مناصرو) داعش. والآن، يمكن لأي شخص للأسف الانضواء مباشرة تحت هذه الآيديولوجيا من دون وجود علاقة مع المنّظرين»، مضيفاً: «حتى لو هزِم (داعش) في المشرق، في سوريا والعراق، فإنّ آيديولوجيته منتشرة، ولا تحتاج إلى بلد؛ بمقدورها النمو حيث تجد لها مؤيدين»، ونظراً إلى ذلك فإنّ «الخلايا تتحرك في الخفاء كخلايا نائمة، وفي غالبية الحالات لا وجود لأي علاقات فيما بينها».التحدي الآخر، وفق الخيام، يتمثل في أنّ تنظيم داعش، بعد تراجعه في سوريا والعراق، نما في منطقة الساحل والصحراء في ظلّ النزاع في ليبيا «وفي دول على غرار مالي لا تسيطر على أمنها».وقال إنّ «الخلايا الإرهابية والإرهاب ينموان في المنطقة، وكذلك شبكات الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والأسلحة والبشر»، وتابع أنّ «كل هذا يجعل منطقة الساحل، في رأيي، قنبلة موقوتة».

مشاركة :