بعد أكثر من 40 عاماً على الحظر بناء أول «ناطحة سحاب» فى باريس

  • 7/29/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في حين أن أفق “لندن” يزدحم بالابراج الجديدة الشاهقة والمذهلة، نجد ان منافستها الابدية “باريس” اتخذت النهج المعاكس ، فبعد بناء برج” مونبارناس Tour Montparnasse” في عام 1973، تم حظر بناء ناطحات السحاب بقانون فعال يحدد ارتفاع 36 مترا كحد أقصى لاى مبان جديدة بالمدينة.. و قد ساهم هذا الحظر على الحفاظ على الرومانسية والجمالية الفريدة من نوعها لمدينة باريس، التي صاغها و حدثها ” البارون هوسمان Haussmann ” فى القرن 19 ، حيث الشوارع الشهيرة، والحدائق العامة، والكتل السكنية الدائرية المزودة بالشرفات . ولكن في عام 2010 تم رفع القيود الخاصة بارتفاع المبانى ، و هو ما تمخض بعد 42 عاما من الحظر على البدء فى تشييد ناطحة سحاب هرمية زجاجية بارتفاع 180 مترا في الجنوب الغربي من مدينة ، و هو الامر الذى سيمزق صفاء و جمال المدينة . البرج الزجاجى الذى يطلق عليه ” البرج المثلث Tour Triangle ” و المثير للجدل و الذى يمثل خروجا جذريا عن التقاليد الباريسية ، تقوم ببنائه شركة “هرتزوج & دي ميرون Herzog & de Meuron” السويسرية المدعومة من قبل أكبر مجموعة عقارية في أوروبا “يونيبيل رودامكو Unibail Rodamco”، و تبلغ كلفة بنائه نحو 555 مليون دولار و يضم نحو 70.000 متر مربع من المساحات المكتبية، فضلا عن المساحات المخصصة للإقامة الفاخرة والمرافق ترفيهية و فندق اربعة نجوم مكون من 120 حجرة .. وبعد تسع سنوات من اقتراح تشييده ، وافق على المشروع مجلس مدينة باريس نهاية يونيو الماضى باغلبية ضئيلة بعد جولتى تصويت ، حيث رُفضت خطط البناء في نوفمبر 2014، و لكن تاييد عمدة المدينة “آن هيدالجو Anne Hidalgo” للمشروع باعتباره جالب لللفرص الاقتصادية ، حسم الموقعة لصالح البرج المثلث . و قد صرح نائب عمدة المدينة “جان لويس ميسيكا Jean Louis Missika” لصحيفة اللومند الفرنسية، ان رفض هذا المشروع يمثل كارثة لاقتصاد باريس، فالمشروع يوفر ما لا يقل عن 3الاف فرصة عمل دائمة ناهيك عن كم الاموال المستثمرة التى سيتم ضخها بالمشروع . على الجانب الاخر ، يكشف مسح جماهيرى أن نحو 62 % من الباريسيين يعارضون ناطحات السحاب من حيث المبدأ، بل لن تشييد البرج المثلث يواجه معارضة شرسة. وقال المتحدث باسم التجمع ضد البرج – وهى مجموعة ضغط محلية – ان الباريسسسن يرفضون بنائه لانه لا يحمل اجابات و لا يفيد فى تلبية احتياجاتهم ، فالبرج لا يعالج نقص و مشاكل الإسكان ، فالمدينة بها فائض من مساحات المكاتب ، كذلك قد يتسبب بمشاكل مع وسائل النقل العام، ناهيك عن الاضرار البيئية و استهلاك المزيد من الطاقة و المياه و هو ما قد يتسبب فى تدهور البيئة المعيشية مع السياسات الحضرية غير ملائمة.

مشاركة :