موسكو – قال البروفيسور فيتالي نعومكن رئيس معهد الاستشراق التابع للأكاديمية الروسية للعلوم بأن قرار مملكة البحرين التوقيع على إعلان تأييد السلام مع إسرائيل هو قرار سيادي يخصها وحدها ولا يحق لأي دولة أن تعترض على ذلك. وأكد البروفيسور فيتالي نعومكن بأنه تحدث مع العديد من أصدقائه ضمن القيادات الفلسطينية ونصحهم بأن لا يتعاملوا مع هذه الخطوة البحرينية بتطرفٍ، كسحب السفراء والهجوم اعلامياً على البحرين والامارات، لسبب بسيط هو أن الفلسطينيين أنفسهم قد اعترفوا بدولة إسرائيل ضمن حلِّ الدولتين، وهو عملياً، ومن حيث المبدأ، الحل الذي بنت عليه مملكة البحرين معاهدة السلام مع إسرائيل. كما أكد البروفيسور فيتالي نعومكن أن هذه الإتفاقية، وبالرغم من أنها الثانية في منطقة الخليج العربي، بعد دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أنها ستجعل من مملكة البحرين قائدة لنشر السلام بين دول الخليج وإسرائيل، لأن مملكة البحرين ممثلةً بجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، لديها من العلاقات الدولية والإقليمية والعربية والإسلامية ما يكفي من أجل توضيح أهداف السلام في منطقة الشرق الأوسط وهو السلام الذي سينهي عقوداً من الحروب والدماء والتشتت والكراهية والحقد الذي ورثه جيلين كاملين من الفلسطينيين والإسرائيليين، والذي أعاق تقدم الشعبين اقتصادياً وعلمياً واجتماعياً وأمنياً، ولذلك يجب على قادة الجانبين أن يتخذوا هذه القرارات التاريخية التي تمنع الحروب وتصنع السلام بين الجميع. وأكد البروفيسور فيتالي نعومكن أن هذه الفترة حساسة للغاية بالفعل، ويخشى من أن تقوم بعض الجماعات المتطرفة في كلا الجانبين الإسرائيلي والعربي بمحاولاتٍ لتعطيل هذه الإتفاقية السلمية بين الجانبين، ليس بسبب اعتراض هذه الجماعات المتطرفة على السلام بين الدولتين، وإنما لغاياتٍ سياسية خاصة، لا تخدم السلام في الشرق الأوسط، ولا تخدم الفلسطينيين ولا تخدم الإسرائيليين. وتابع البروفيسور فيتالي نعومكن قائلاً: (يتوجب على كلا الجانبين البحريني والإسرائيلي أن يوضحا مدى التأثير الإيجابي الكبير لاتفاقيات السلام على العلاقات بين كلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، لأن الحروب لا تصنع اقتصادات متطورة لشعوبهم، ولا تحل مشاكل اللاجئين الفلسطينيين، ولا توقف بناء المستوطنات الإسرائيلية، ولا توقف عمليات الضم التي تجري لبعض الأراضي الفلسطينية). وقال انه يجب ان يستشعر الفلسطينيون بالفوائد الإقتصادية من اتفاقيات السلام بين الدول العربية والإسرائيلية عليهم لأن أوضاعهم المعيشية سيئة جدا في ظل الإحتلال وعندها سيتغير موقفهم تجاه التطبيع وعملية السلام كلياً. وأعرب البروفيسور نعومكن عن إستعداد معهد الاستشراق للمشاركة في ندوة عبر الإتصال المرئي مع شخصيات سياسية من البحرين وإسرائيل والولايات المتحدة لبحث التأثيرات الإيجابية من هذه المعاهدة على منطقة الشرق الأوسط.
مشاركة :