صادق المجلس الدستوري في ساحل العاج الإثنين على ترشيح الرئيس الحسن وتارا لولاية ثالثة مثيرة للجدل، ورفض ترشيحي سلفه لوران غباغبو وزعيم المتمرّدين السابق ورئيس الوزراء السابق غيوم سورو للانتخابات الرئاسية المقرّرة في 31 تشرين الأول/أكتوبر. ومن أصل 44 مرشّحاً للانتخابات الرئاسية لم يصادق المجلس الدستوري سوى على أربعة ترشيحات. والمرشّحون الثلاثة الباقون الذين صادق على ترشيحاتهم المجلس الدستوري هم هنري كونان بيدييه، رئيس الجمهورية السابق، وباسكال آفي نغيسان، رئيس الوزراء السابق في عهد غباغبو، وكواديو كونان بيرتان، النائب المنشقّ عن حزب بيدييه. وأدّى إعلان وتارا (78 عاماً) ترشّحه لولاية ثالثة في آب/أغسطس إلى أعمال عنف أوقعت 15 قتيلاً. ووعد وتارا بالفوز في الانتخابات المقبلة بـ"الضربة القاضية" أي من الدورة الأولى، كما حدث في 2015 عندما فاز بأكثرية 83,7 في المئة من الأصوات. وأثار ترشّح وتارا لولاية ثالثة جدلاً دستورياً في البلاد بين السلطة والمعارضة مردّه إلى اختلاف الطرفين في تفسير الدستور الجديد الذي أقرّ في 2016، ففي حين تقول السلطة إنّ عداد الولايات الرئاسية أعيد إلى الصفر مع تبنّي الدستور الجديد، تقول المعارضة إنّ وتارا حكم لولايتين متتاليتين ولا يحقّ له الترشّح لولاية ثالثة عملاً بأحكام الدستور، وهو تفسير رفضه المجلس الدستوري. وسورو (74 عاماً) الذي ساهم في وصول وتارا إلى السلطة يعيش في المنفى في فرنسا بعدما حكم عليه في ساحل العاج بالسجن لمدة 20 سنة بتهمة "التستر على اختلاس أموال عامة". وقد رفض المجلس الدستوري ترشيحه بسبب هذه الإدانة. أما لوران غباغبو الذي برّأته المحكمة الجنائية الدولية في حكم ابتدائي من تهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فمحكوم عليه بدوره في بلده بالسجن لمدة 20 سنة بتهمة ضلوعه في "سرقة" المصرف المركزي لدول غرب أفريقيا خلال أزمة 2010-2011، بعدما أجبرت حكومته المصرف على صرف أموال خلافاً لإرادته. وهذه الإدانة هي سبب رفض المجلس الدستوري ترشيحه. ويخشى أن يؤدّي رفض ترشيحي غباغبو وسورو إلى أعمال عنف جديدة في بلد شهد قبل 10 سنوات مواجهات مسلّحة أوقعت ثلاثة آلاف قتيل واندلعت في أعقاب رفض رئيس الجمهورية في حينه لوران غباغبو الاعتراف بهزيمته أمام الحسن وتارا في الانتخابات الرئاسية في 2010. أما هنري كونان بيدييه الذي تولّى الرئاسة بين 1993 و1999 والبالغ من العمر 86 عاماً، فقد دعم وتارا في انتخابات 2010 و2015 وكان ينتظر أن يردّ الأخير له الجميل في انتخابات 2020 بعدما رشّحه إليها الحزب الديموقراطي لساحل العاج.
مشاركة :