استفاق اللبنانيون الثلاثاء على نيران اشتعلت في مبنى صممته المهندسة المعمارية العراقية زها حديد في وسط بيروت، بعد أسبوع تخلله اندلاع حريقين، أحدهما ضخم، في مرفأ العاصمة المدمر جراء انفجار مروّع قبل أكثر من شهر. ومنذ الصباح، تداول لبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي وسط حالة من الذهول صوراً ومقاطع فيديو لحريق نشب داخل المبنى المغلق في أسواق وسط بيروت. وسخروا بمرارة من تكرار مشهد النيران المشتعلة وأعمدة الدخان. وسارعت فرق الإطفاء إلى المكان، وتمكّنت من إخماد الحريق الذي ترك بصماته على المبنى قيد الإنشاء الذي يأخذ شكلاً دائرياً، وتفحمت إحدى واجهاته. وقال أحد عناصر فوج إطفاء بيروت لصحافيين في المكان "حين وصلنا كانت النيران قوية جداً"، مشيراً إلى أن "الحريق نشب في العوازل التي تفصل الجزء الخارجي عن الداخلي" من دون أن يتمكن من تحديد سبب اندلاعه. واندلع الخميس حريق ضخم في مرفأ بيروت طال مساعدات إنسانية في بلد لا يزال يعيش تحت وقع صدمة الانفجار الذي وقع في الرابع من آب/أغسطس. وبعد 20 ساعة من العمل المتوصل، تمكنت فرق الدفاع المدني والإطفاء من إخماده. وتحدّث وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار عن "معلومات أولية" تفيد بأن "أحدهم كان يقوم بورشة تصليح، مستخدماً (أداة للتلحيم) ما أدى الى تطاير شرارة واندلاع الحريق". وأثار اندلاع الحريق الخميس خشية لدى سياسيين وحقوقيين على ما وصفوه بـ"مسرح الجريمة"، خصوصاً أنه جاء بعد حريق محدود اندلع الثلاثاء الماضي أيضاً في المرفأ. وسخر لبنانيون على وسائل التواصل الاجتماعي من اندلاع حريق ثالث في مدينتهم خلال أيام معدودة، فيما لم يتمكنوا حتى الآن من تخطي هول انفجار المرفأ الذي أسفر عن مقتل أكثر من 190 شخصاً وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح. وتحدثت مصادر أمنية بعد الانفجار عن أعمال تلحيم قد تكون تسببت في اندلاع الحريق فيه قبل أن يأتي على مئات الأطنان من مادة نيترات الأمونيوم ويتسبب بوقوع الكارثة التي شردت نحو 300 ألف من منازلهم. ونقلت وسائل إعلام محلية أن الحريق في مبنى زها حديد قد يكون ناتجاً أيضاً عن "أعمال تلحيم". وكتب المخرج المسرحي يحيى جابر على فيسبوك "سياسة الأرض المحروقة ومن بعدي النيران. اغتيال بيروت عن سابق تصور وتصميم وتلحيم". وكتب الناشط عماد بزي على تويتر "جمهورية تلحيميا الكبرى".
مشاركة :