يحتفل العالم يوم الخميس 17 سبتمبر 2020م بـ «اليوم العالمي لسلامة المرضى» الذي أقرته منظمة الصحة العالمية منذ العام الماضي بموجب القرار ج ص ع 72-6 في مايو 2019م. بهدف تعزيز الفهم العالمي لسلامة المرضى وتكثيف مشاركة الجمهور في مأمونية الرعاية الصحية والنهوض بإجراءات عالمية ترمي إلى تحسين سلامة المرضى والحد من الأذى الذي يصيبهم. ويترسخ أصل هذا اليوم في المبدأ الأساسي للطب ألا وهو "عدم الإضرار في المقام الأول". ويأتي احتفال هذا العام في ظل تحدي وتهديد كبير لم يسبق له مثيل على الاطلاق لنظم الرعاية الصحية في دول العالم من حيث سلامة المرضى بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19) التي لا تزال تعصف بدول العالم اذ اصابت حتى الآن 29,293,253 شخص في 213 بلد وإقليم حول العالم أعلاها الولايات المتحدة الأمريكية بـ 6,721,925 إصابة توفي منهم 198,691، الهند 4,878,042 توفي 80,026، البرازيل 4,335,066 توفي 131,736، روسيا 1,068,320 توفي 18,635، البيرو 729,619 توفي 30,710، كولومبيا 716,319 توفي 22,924 واحتلت المملكة العربية السعودية المركز 16 بـ 326,258 إصابة توفي منهم 4,305 شخص. وقد ضغطت الجائحة على النظم الصحية في جميع أنحاء العالم، ولا يمكن للنظم الصحية أن تؤدي وظائفها دون العاملين الصحيين، ومن الأساسي وجود قوى عاملة صحية مطلعة ومؤهلة ومتحمسة لتوفير رعاية مأمونة للمرضى. وبحسب ما نشرته منظمة الصحة العالمية بهذه المناسبة على موقعها الإلكتروني فإن جائحة كوفيد-19 سلطت الأضواء على التحديات الهائلة التي يواجهها العاملون الصحيون حالياً على الصعيد العالمي. فالعمل في ظل ظروف مجهدة يفاقم المخاطر التي تتعرض لها سلامة العاملين الصحيين وتشمل إصابتهم بالعدوى ومساهمتهم في حدوث فاشيات في مرافق الرعاية الصحية، وحصولهم المحدود على معدات الوقاية الشخصية وغيرها من وسائل الوقاية من العدوى ومكافحتها أو تقيدهم المحدود باستخدامها، والتسبب في أخطاء يمكن أن تلحق الأذى بالمرضى وبأنفسهم. ويتعرض العاملون الصحيون في عدة بلدان بصفة متزايدة لمخاطر الإصابة بالعدوى والعنف والحوادث والوصم والإصابة بالمرض والوفاة. وقد حثت المنظمة جميع الجهات صاحبة المصلحة على "تأييد سلامة العاملين الصحيين". وبهذه المناسبة تعتزم المنظمة تنظيم مجموعة من الأنشطة الافتراضية والأنشطة الأخرى لإحياء اليوم العالمي لسلامة المرضى والاحتفال به بإضاءة المعالم الأثرية والمواقع الشهيرة والأماكن العامة باللون البرتقالي بالتعاون مع السلطات المحلية، كعلامة مميزة للحملة العالمية، وهي أيضاً بادرة احترام وامتنان إزاء جميع العاملين الصحيين. ويهدف احتفال هذا العام إلى إذكاء الوعي على المستوى العالمي بأهمية سلامة العاملين الصحيين وصلاتها بسلامة المرضى، إشراك العديد من الجهات صاحبة المصلحة واعتماد استراتيجيات متعددة الوسائط لتحسين سلامة العاملين الصحيين والمرضى، تنفيذ إجراءات عاجلة ومستدامة من جانب جميع الجهات صاحبة المصلحة للاعتراف بسلامة العاملين الصحيين كأولوية لضمان سلامة المرضى والاستثمار في هذا الصدد، التقدير الواجب لتفاني العاملين الصحيين وعملهم الدؤوب، ولا سيما في السياق الحالي لمكافحة مرض كوفيد-19. ومن هذا المنطلق ادعو إلى اغتنام هذه المناسبة بتذكر العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين فقدوا حياتهم من أجل سلامة مرضى «كوفيد-19»، وذلك بكتابة أسمائهم باللون البرتقالي على كافة بوابات الوزارات الصحية الإلكترونية والمستشفيات التي عملوا بها وتقديم الاوسمة التقديرية لأسرهم، وفاء منا لهم ولأسرهم وزملائهم الذين شاركوهم تلك التضحية، وتوعية وتثقيف منسوبي قطاعات التعليم بجميع مراحله بأن سلامة العاملين الصحيين أساس لسلامة المرضى وأن غسل اليدين والتعقيم أساس لسلامة المرضى وحمايتهم من العدوى، والتأكيد على أهمية تكثيف المواد الدراسية العلمية التي تعنى بسلامة المرضى في جميع البرامج الاكاديمية الصحية والطبية بدء من سنتها الأولى وحتى التخرج. كما أدعوا عموم الكتاب والإعلاميين بذكر أحد أسماء أبطال الصحة الذين أصيبوا أو فقدوا حياتهم في موجهة جائحة كورونا وبدوري أذكر فقيدة المدينة المنورة الممرضة الراحلة نجود خليل الخيبري ذات الـ 45 ربيعاً والأم لـ 4 أبناء (3 بنات وأبن) التي توفيت في يونيو الماضي بعد إصابتها بفيروس كورونا المستجد أثناء عملها، ودشن أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز مستشفى باسمها تكريماً لها، وقال وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، إنه تم تسمية المستشفى باسم "مركز نجود الطبي"، تقديرا لجهود الممرضة الراحلة نجود الخيبري في خدمة المرضى وعرفاناً لجهود الممارسين الصحيين. واختم دردشتي هذه بقول الشاعر محمود الوراق: وكم من مريضٍ نعاهُ الطبيبُ *** إِلى نفسِه وتَوَلىَّ كئيبا فماتَ الطبيبُ وعاشَ المريضُ *** فأضحى إِلى الناسِ ينعى الطبيبا
مشاركة :