نقل موقع "بلومبرغ" الأمريكي عن مسؤولين مقربين من رئيس الوزراء الليبي فايز السراج أنه يعتزم الإعلان عن استقالته قريباً مع الاحتفاظ بمنصبه بشكل مؤقت لقيادة المفاوضات الخاصة بتشكيل حكومة جديدة المقررة الشهر المقبل في جنيف. وبمساعدة تركيا، تمكن رئيس الوزراء المعترف به من طرف الأمم المتحدة والذي تسيطر حكومته على أجزاء فقط من غرب ليبيا، تمكن في يونيو- حزيران الماضي من الصمود في وجه هجوم عسكري استمر عاماً على العاصمة الليبية طرابلس شنه القائد الشرقي خليفة حفتر. لكن طرابلس انزلقت منذ ذلك الحين في صراع سياسي داخلي، وواجه السراج أيضاً ضغوطاً من حركة شعبية احتجاجية ضد الفساد وسوء الخدمات. وأشار مسؤولان لـ"بلومبرغ"، لم يشكفا عن هويتهما، أن إعلان السراج استقالته سيخفف بعض الضغط عن نفسه في الوقت الذي يمهد فيه الطريق لخروجه من المسؤولية بعد محادثات جنيف. بحسب المصدر نفسه، سيُطلب من الطرفين المتنافسين خلال مفاوضات جنيف الاتفاق على هيكلية جديدة للمجلس الرئاسي توحد الإدارات المتناحرة في البلاد والتحضير لانتخابات مقبلة. ومن المتوقع أن تلقى الخطوة ترحيباً من داعمي حفتر في الأقاليم الليبية وخارجها بما في ذلك مصر والإمارات العربية المتحدة، حيث سيتم تسهيل المحادثات لتوحيد الدولة الشمال إفريقية التي تسيطر على أكبر احتياطيات نفطية في القارة والتي مزقتها الصراعات منذ الإطاحة بالرئيس معمر القذافي في العام 2011.مسؤول: أنقرة في محادثات مع طرابلس للبدء بعملية التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا بعد خلاف دام 6 أشهر...مجلس الأمن يتفق على تسمية مبعوث أممي خاص إلى ليبيا و"منسق" نواب من طرفي النزاع في ليبيا يجتمعون في المغرب وأضافت "بلومبرغ" أن دبلوماسيين عرب وغربيين أكدوا أن حفتر نفسه أفسح المجال سياسياً بشكل متزايد لعقيلة صالح، رئيس البرلمان الذي اقترح مبادرة سياسية لتوحيد مؤسسات البلاد، ويقود الآن محادثات سياسية لتوحيد المعسكر الشرقي. وقال أربعة مسؤولين إن السراج ومساعديه ناقشوا خططه مع شركاء ليبيين ودوليين. وقال مسؤولان آخران إنه من المتوقع أن يدلي بإعلانه بحلول نهاية الأسبوع. وامتنع متحدث باسم السراج عن التعليق على خطط رئيس الوزراء. وأدى الصراع الأخير الذي بدأ في البلاد في نيسان-أبريل 2019 بزحف حفتر نحو العاصمة طرابلس، إلى تدخل عسكري قادته كل من تركيا والإمارات وروسيا، قبل أن يتفق الجانبان على وقف إطلاق النار. وخلال المحادثات التي عقدت في سويسرا في وقت سابق من هذا الشهر، اتفق الخصمان على إجراء انتخابات في غضون 18 شهراً وإعادة هيكلة الحكومة. وعززت الاجتماعات أيضا المفاوضات لاستئناف إنتاج النفط بعد إغلاق كل المنشآت من طرف حفتر في يناير- كانون الثاني الماضي. وقالت السفارة الأمريكية في وقت سابق هذا الأسبوع إن القائد وافق على فتح الحقول بحلول 12 سبتمبر- أيلول الجاري، لكن الموعد مر دون أي قرار.
مشاركة :