أعربت الامارات الثلاثاء قبل ساعات قليلة من توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، عن أملها في أن تؤدي هذه الخطوة إلى تحول نحو "خفض التصعيد" و"الحوار" في الشرق الأوسط. وتستعد الامارات لتوقيع اتفاقية تاريخية مع إسرائيل في البيت الأبيض لتصبح أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تقيم علاقات مع الدولة العبرية، بينما توقّع البحرين كذلك اتفاقية تمهّد لإقامة علاقات شاملة. وقوبلت الخطوتان الإماراتية والبحرينية بانتقادات شديدة من قبل الفلسطينيين الذي رأوا في تطبيع العلاقات "خيانة" لقضيتهم المطالبة بإنهاء احتلال إسرائيل لأراضيهم وإنشاء دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. لكن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية انور قرقاش دافع عن الاتفاق قبيل التوقيع عليه في حفل كبير يترأسه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مجددا القول أنه "ليس موجها ضد أحد". وقال في لقاء مع صحافيين في دبي "آمل أن يؤدي هذا الامر إلى تحول نحو خفض التصعيد في المنطقة، وأن يؤدي إلى تحول نحو الحوار والتواصل، وفهم أن سياسة الاستقطاب كانت كارثية حقا للمنطقة وشعوبها". وأضاف "نشعر أن (...) هناك حاجة إلى اختراق استراتيجي"، مشددا على أن سياسة الدولة العربية "في عدم التواصل مع إسرائيل لم يؤد في الواقع إلى حل النزاع وتلبية تطلعات الشعب الفلسطيني". وأكد على ان الإمارات "لم تغير موقفها السياسي" وانها تدعم قيام دولة فلسطينية، معتبرا ان الاتفاق يمثل أيضا "فرصة لإسرائيل لإظهار السلام الذي يؤدي في الواقع إلى نتائج إيجابية". ودعا الفلسطينيون إلى تظاهرات الثلاثاء بالتزامن مع حقل التوقيع. وبموجب الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي الذي انتقدته إيران كذلك بشدة، قبلت الدولة العبرية بتعليق ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. وذكر قرقاش أنّ "الالتزام بتعليق الضم واضح جدا بالنسبة لي، وأعتقد أيضا أن وجود الولايات المتحدة كوسيط وكمحاور يؤكد حقا أن هذا التعليق حقيقي وطويل الأمد". ويقيم العديد من الدول النفطية العربية بتكتم اتصالات مع السلطات الإسرائيلية منذ سنوات، لكن تطبيع العلاقات يؤمن فرصا كثيرة، لا سيما الاقتصادية منها لتلك البلدان التي تحاول التخلص من عواقب أزمة فيروس كورونا المستجد. وتشترك غالبية دول الخليج مع إسرائيل في عدائها للجارة إيران، العدو الأكبر للدولة العبرية، وتتهمها بالعمل على زعزعة استقرارها الداخلي. ويرى مراقبون أنّ البحرين لم تكن لتقدم على خطوتها لولا غطاء من السعودية التي تصر على إقامة علاقات مع إسرائيل بعد حل النزاع مع الفلسطينيين، لكنّها ستسمح للرحلات بين الإمارات وإسرائيل بعبور أجوائها. وقال قرقاش "أن العبء الأكبر كان الحاجز النفسي (...)لكنني أعتقد أنه بمجرد أن تدرك أن ما كنت تفعله على مدار سنوات عديدة لم ينجح، وبمجرد أن تتخذ هذا القرار لكسر هذا الحاجز، فإن كل شيء آخر يصبح أكثر قابلية للتعامل معه".
مشاركة :