دعا المبعوث الأممي الى اليمن مارتن غريفيث، اليوم (الإثنين) إلى ضرورة وقف الهجوم على محافظة مأرب شرق صنعاء "المكتظة بمئات الآلاف من النازحين" من كافة أنحاء اليمن، مع تواصل المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين. واختتم غريفيث أمس الأحد زيارة رسمية إلى الرياض عقد فيها اجتماعات "بناءة" مع مسؤولين يمنيين لمناقشة التعديلات الأخيرة على مسودة الإعلان المشترك، بحسب بيان للمبعوث الأممي. وذكر البيان "أن المناقشات ركزت على العواقب الإنسانية الوخيمة المترتبة على التصعيد العسكري في مأرب وما حولها، خاصة أن مأرب تمثل ملاذًا آمنًا لمئات الآلاف من النازحين اليمنيين". وجدد المبعوث الأممي تشديده على ضرورة وقف الهجوم على مأرب. ويشن الحوثيون منذ عدة أسابيع هجمات هي الأعنف على محافظة مأرب النفطية الواقعة على بعد (170 كلم شرق صنعاء). وتمكن الحوثيون من التوغل في مديريتي رحبة وماهلية جنوبي المحافظة، وفي مديرية مدغل ومجزر (شمالا)، فيما تدور المعارك على أشدها في مناطق عدة بمديرية صرواح غربي محافظة مأرب. ومع اشتداد المعارك في عدد من مديريات المحافظة يشن الحوثيون بين الحين والآخر هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة مفخخة على أهداف في مدينة مأرب عاصمة المحافظة التي تحمل الإسم ذاته، ما خلف خسائر في صفوف المدنيين. وذكر المتحدث باسم القوات الحكومية العميد الركن عبده مجلي، في بيان أن الدفاعات الأرضية اعترضت ودمرت طائرتين مسيرتين متفجرتين أطلقهما الحوثيون مساء السبت باتجاه الأحياء السكنية في مدينة مأرب، بالتزامن مع إطلاق صاروخ باليستي أسفر عن إصابة سبعة أشخاص، بعضهم جراحاتهم خطيرة. وتواصلت اليوم المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين غداة تحقيق الحوثيين تقدما محدودا في مناطق جديدة بمديرية رحبة. وقال مصدر محلي مسؤول اليوم لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المعارك تدور في منطقة "المناقل" ومناطق أخرى في تخوم مديرية "الجوبة" الاستراتيجية. ويستخدم الطرفان في المعارك مختلف الأسلحة، فيما يدعم التحالف العربي بقيادة السعودية القوات الحكومية بضربات جوية ضد أهداف مختلفة للحوثيين. وذكرت قناة (المسيرة) الناطقة باسم الحوثيين اليوم أن "أربعة مدنيين، بينهم اثنان من المهاجرين الأفارقة استشهدوا، وأصيب اثنان آخران في غارة لطيران العدوان السعودي استهدفت شاحنة في الطريق العام بمديرية ماهلية بمحافظة مأرب". وحذرت منظمة مدنية يمنية من نُذر كارثة إنسانية ستحل بالمدنيين في مأرب. ووثقت منظمة (حماية) للتوجه المدني، وهي منظمة مدنية في مأرب، في بيان مقتل وإصابة 37 مدنيا معظمهم نساء وأطفال، ونزوح وتهجير نحو 1800 أسرة جراء المعارك الدائرة في مديريات الجدعان وماهلية ورحبة في مأرب خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين. وتشير تقديرات إلى أن محافظة مأرب تضم أكثر من مليوني نازح يمني. وتضم محافظة مأرب أكبر حقول النفط والغاز في اليمن، وتتخذ القوات الحكومية من المحافظة النفطية مقرا لقيادة عملياتها العسكرية ضد الحوثيين منذ العام 2015.
مشاركة :