ذكر بيل وميليندا غيتس في تقرير "جول كيبرز" السنوي لمؤسستهما التي يترأساها معا، والذي نُشر يوم الاثنين، أن جائحة كوفيد-19 اختبار حقيقي للمجتمع العالمي يتطلب استجابة عالمية مشتركة. في التقرير، الذي يتشاركان في إعداده سنويا، دعيا العالم إلى التعاون في تطوير التشخيص واللقاحات والعلاج؛ وعمل الاختبارات وتصنيع الجرعات في أسرع وقت ممكن؛ وتقديم هذه الأدوات بشكل منصف على أساس الحاجة بدلا من القدرة على الدفع. يقول التقرير إن البيانات الجديدة تظهر كيف تسببت الآثار المتتالية لكوفيد-19 في إيقاف 20 عاما من التقدم نحو أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (الأهداف العالمية). وذكر التقرير أنه وفقا كل مؤشر تقريبا، شهد العالم تراجعا، مشيرا إلى أنه "بسبب جائحة كوفيد-19، ازداد الفقر المدقع بنسبة 7 في المائة. وتغطية اللقاح، وهي مقياس بديل جيد لقياس كيفية عمل النظم الصحية، تنخفض الآن إلى مستويات شوهدت آخر مرة في التسعينيات، ما أعاد العالم إلى الوراء حوالي 25 عاما في غضون 25 أسبوعا". ويقول التقرير إن الضرر الاقتصادي الناجم عن كوفيد-19 يعزز عدم المساواة. فقد كان للجائحة تأثير غير متناسب على النساء والأقليات العرقية والإثنية، والأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع. وفي جميع أنحاء العالم، تواجه النساء عبئا متزايدا من زيادة الطلب على إجمالي أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر وتتحمل نسبة الأغلبية من فقدان الوظائف. ويضيف التقرير أنه حتى في الولايات المتحدة، فإن النسبة المئوية للأشخاص السود واللاتينيين الذين يقولون إنهم لا يستطيعون دفع إيجارهم هي ضعف النسبة المئوية للأشخاص البيض. "لقد أظهرت لنا الاستجابة لجائحة كوفيد-19 بعضا من أفضل ما في الإنسانية: ابتكار رائد، وأعمال بطولية قام بها العاملون في الخطوط الأمامية، وأشخاص عاديون يبذلون قصارى جهدهم من أجل عائلاتهم وجيرانهم ومجتمعاتهم"، حسبما كتب بيل وميليندا غيتس. ويوضح التقرير أنه لن يكون بمقدور أي دولة بمفردها مواجهة هذا التحدي. وإن أي محاولات من قبل دولة لحماية نفسها مع إهمال الآخرين لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد المصاعب التي تسببها الجائحة. وإن تطوير اللقاحات وتصنيعها لن ينهي الجائحة بسرعة ما لم يتم تسليمها بشكل عادل. ووفقا لنمذجة صادرة عن جامعة نورث إيسترن بالولايات المتحدة، فإنه إذا اشترت الدول الغنية أول ملياري جرعة من اللقاح بدلا من التأكد من توزيعها بشكل منصف، فقد يموت ضعف عدد الأشخاص بسبب كوفيد-19. ويتوقع صندوق النقد الدولي أنه على الرغم من الـ18 تريليون دولار أمريكي التي أنفقت بالفعل على تحفيز الاقتصادات حول العالم، فإن الاقتصاد العالمي سيخسر 12 تريليون دولار أو أكثر بحلول نهاية عام 2021 -- وهي أكبر خسارة للناتج المحلي الإجمالي العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. في بعض البلدان، حال الإنفاق على التحفيز في حالات الطوارئ والحماية الاجتماعية دون حدوث نتائج أسوأ. ولكن هناك حدودا متأصلة لما يمكن أن تفعله البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل لحماية اقتصاداتها، بغض النظر عن مدى فعالية إدارة تلك الاقتصادات. يقول التقرير إنه على الرغم من هذه القيود، فإن البلدان تبتكر لمواجهة التحديات. يتم تطوير المزيد من اللقاحات والعلاجات بشكل أسرع من أي وقت مضى. وتشمل الابتكارات التي تركز على الجائحة تتبع المخالطين في فيتنام والاختبار المجمع في غانا، بينما تصل برامج التحويلات النقدية الرقمية الجديدة أو المحسنة إلى 1.1 مليار شخص في 131 دولة. وقالت ميليندا غيتس إن "أحد أكثر الأشياء إثارة للقلق بشأن هذه الجائحة هو أنه نتيجة الخلل الذي أصاب الأنظمة الصحية والاقتصاد العالمي، بدأ يتلاشى التقدم الذي أحرزه الناس نحو عيش حياة أكثر صحة وإنتاجية"، مضيفة "تقريرنا يسلط الضوء على الإجراءات التي يمكن أن يتخذها العالم لتغيير الأمور". وذكرت أن الباحثين قريبون جدا من تطوير لقاحات آمنة وفعالة لفيروس كورونا الجديد، لكن الاختراق المذهل في العلم لابد أن يقابل باختراق مذهل في الكرم. "نحتاج إلى قادة في الحكومة وصناعة الأدوية للتأكد من أن الجميع، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه، يمكنهم الوصول إلى هذه اللقاحات. ونأمل أن يحدث ذلك".
مشاركة :