نظمت هيئة الشارقة للآثار محاضرة عن بعد بعنوان «مئذنة الحدباء - أيقونة الموصل المفقودة في العراق» عبر برنامج «زوم» وعلى البث المباشر أيضاً لتطبيق إنستغرام الخاص بالهيئة بحضور عدد من المُهتمين وطلاب كليات الآثار تجاوز عددهم 80 منتسباً. واستعرضت المحاضرة، التي قدمها أمس الدكتور عماد هاني العلاف، من قسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة في جامعة الموصل بالعراق، لمحة تاريخية عن مئذنة الحدباء الشهيرة التي يبلغ عمرها نحو ألف عام والتي دمرها تنظيم داعش الإرهابي في 2017 خلال سيطرته على مدينة الموصل وتبنت دولة الإمارات إعادة إعمار المسجد النوري ومنارته الحدباء، نظراً لقيمته الثقافية والتاريخية عبر اتفاقية موقعة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو». وناقش الدكتور عماد هاني العلاف خلال الندوة سبل إعادة بناء المئذنة التاريخية فعلياً ورقمياً وفق المواثيق الدولية للحفاظ على التراث العمراني العالمي.. مقدماً لمحة تاريخية عن أعمال الترميم والحماية المختلفة التي أجريت على المئذنة وشارحاً بالتفصيل خصائصها الحضرية والمعمارية وسبل إعادة إعمارها. وكشف عن أن بناء الجامع النوري في الموصل ومعه مئذنة الحدباء تم في عهد الملك الأيوبي نور الدين زنكي، وذلك نتيجة لزيادة عدد الناس في المدينة ومعاناة المصلين من ضيق الجامع فيها، واستمر بناء الجامع 3 سنوات من 1171 ميلادية حتى 1173. وقال الدكتور العلاف إنه رغم تشابه مئذنة الحدباء مع عدة مآذن معاصرة لها بالعراق كمئذنة اليوسفية وسنجار وغيرهما إلا أنها فضلاً عن ارتفاعها الذي جعلها أعلى مئذنة في العراق بارتفاع 50 متراً فهي تمتاز بزخارفها الهندسية المتناسقة الناجمة عن تباين قطع الطوب الأحمر المغلفة لواجهتها وتفنن المعمار في أسلوب صف الطابوق وقصه بأشكال هندسية معينة. وتناولت الندوة أسباب الانحناء الشهير والمتزايد لمئذنة الحدباء على مر العصور، الذي تم تفسيره بأنه بفعل تأثير الرياح الغربية السائدة في مدينة الموصل، والتفاوت في أسس المئذنة وتأثير المياه الجوفية والفشل في تحمل المادة الرابطة للأوزان فوقها في بعض الأماكن من المئذنة بدون غيرها. كما تم التطرق إلى واقع حال عمليات الترميم الجارية للمسجد والمئذنة مع عرض صور حديثة للموقع وآخر العمليات الجارية فيه. يُذكر أن هيئة الشارقة للآثار تحرص على تجسير التواصل مع المهتمين بالآثار والمتخصصين وذلك في إطار جهودها الحثيثة في مجال حماية الآثار وصون المكتشفات الأثرية واتباع أفضل المعايير لحماية المواقع الأثرية والمناطق التاريخية. تابعوا فكر وفن من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :