اتفق مختصون ومغردون على أن تويتر يعد إحدى وسائل تشكيل الرأي العام رغم الإمكانات المحدودة التي يتيحها في مجال التدوين، وأوضحوا لـ «عكاظ» أن تويتر يقوم بوظائف الاتصال والإبلاغ ونقل قضايا المجتمع وأحداثه، وهي ذات الوظائف التي تضطلع بها وسائل الإعلام التقليدي، ورأوا أن تويتر قضى على أهمية شريط عاجل في القنوات الإخبارية بفضل سرعة نشر وتداوله الأخبار خلاله، لافتين إلى أنه في المقابل لعب مؤثر في نشر الشائعات وساهم في هذا الإطار في تعميق الكثير من الصراعات التي تنشأ عن هذه الشائعات، وحول ذلك: أوضح المدير الإقليمي بالشرق الأوسط للاتحاد الدولي للإعلام الإلكتروني الدكتور علي ضاحي، أن تويتر يعد أحد مواقع التواصل الاجتماعي القوية التي تقدم خدمة تدوين مقننة لا ترتقي لأن تكون إعلاما حقيقيا متكاملا، واستدرك قائلا: «لكن من خلال إحداثياته وسرعة انتشاره يمكن اعتباره إحدى الوسائل الإعلامية الحديثة في الإعلام الجديد خاصة أنه أصبح منبرا قويا لإيصال معلومة عامة أو خبر معين»، و رأى أن تويتر يكاد يكون من أقوى الوسائل الحديثة في تشكيل الرأي العام وإن كان يطغى عليه تشكيل رأي سلبي أكثر من الرأي العام الإيجابي نظرا لعدم تقنين إحداثياته وعدم مصداقية ما ينشر بين ثناياه أحيانا. ومن جانبه، رأى المهندس خالد العلكمي أحد الناشطين في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أنه عند العودة للأساسيات فإن الهدف الرئيس للإعلام ينحصر في وظيفة التأثير، وشبكات التواصل الاجتماعي تؤدي هذه الوظيفة، وقال: «نحن نشهد مرحلة انتقال من الإعلام الكلاسيكي القديم إلى شكل جديد من الإعلام البديل وفي هذا السياق نلاحظ أن كتاب المقالات في الإعلام التقليدي يلجأون إلى تويتر لتحقيق انتشار أعلى لمقالاتهم وهذا اعتراف بأهمية تويتر وأهمية التخاطب من خلاله». وأضاف: «كل مستخدمي تويتر يعتبرونه وسيلة إعلامية مستقلة، لاسيما أنه قضى على الشريط الأحمر (عاجل) في القنوات الفضائية، حيث تصل الأخبار العاجلة إلى تويتر قبلها، وأعتقد أن مستقبل الإعلام التقليدي ربما ينحصر في الرأي فقط لا الخبر». وبدوره، أشار الإعلامي عبدالقادر عياد البلوي، إلى أن استيعاب مفهوم الإعلام يقودنا إلى الإيمان أن تويتر يعتبر ممثلا حقيقيا للإعلام ويقوم بوظيفة الاتصال والإبلاغ ونقل قضايا المجتمع وأحداثه، معتبرا أن تويتر استطاع أن يحقق معادلة سرعة نقل ومواكبة الحدث ومرونة وإمكانية التواصل واستيعاب الرأي، وهذه الخصائص بوأت تويتر مكانة متقدمة في قائمة مصادر الخبر، لافتا إلى أن المصداقية والتوثيق مازالت تشوب دوره كوسيلة إعلام بشكل منفردة وموثوقة، حيث يعج في هذا الإطار بأسماء المجهولين، معتبرا أن المقياس الحقيقي للرأي العام هو إتاحة الفرصة للأفراد للتعبير عن آرائهم بحرية تامة ودون قيود، وفي ضوء ذلك فإن تويتر يتيح التعبير عن الآراء بتلقائية، موضحا أن الحصول على اسم مستخدم في تويتر مجاني ومتاح للكل، وكذلك المشاركة في إبداء الرأي دون أي توجيه أو تأثير أو انتقاء، لافتا إلى أن المأخذ على تويتر يتمثل في مسألة قياس الرأي العام لأن حرية نقل المعلومات التي يتيحها تفتح المجال للشائعات والمعلومات المغلوطة، وتساهم في سرعة انتشارها وتناقلها دون قيود.
مشاركة :