بيروت: «الخليج»، وكالات حذر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فرنسا، امس الثلاثاء، من أن جهودها لحل الأزمة في لبنان قد تضيع سدى إذا لم يتم التعامل على الفور مع مسألة تسلح ميليشيات «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران، معرباً عن أسفه لأن فرنسا ترفض تصنيف «حزب الله» كله كمنظمة إرهابية، كما فعلت دول أوروبية أخرى، وقيّدت تقدم الاتحاد الأوروبي في نفس الإجراء، مؤكداً في الوقت ذاته أن استراتيجية الاسترضاء لا تفعل شيئاً. وقال بومبيو لإذاعة فرانس إنتر «الولايات المتحدة اضطلعت بمسؤوليتها وسنمنع إيران من شراء دبابات صينية ونظم دفاع جوي روسية ثم بيع السلاح لحزب الله ونسف جهود الرئيس ماكرون في لبنان». وأضاف «لا يمكن أن تدع إيران تحصل على المزيد من المال والنفوذ والسلاح وفي الوقت نفسه تحاول فصل حزب الله عن الكوارث التي تسبب بها بلبنان». ورأى بومبيو في مقال كتبه في صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أمس، أن باريس تحافظ، بدلاً من ذلك، على الوهم القائل بوجود جناح سياسي ل«حزب الله»، رغم سيطرة إرهابي واحد هو حسن نصر الله، مشيراً الى أن الدليل على ذلك هو أنه مع تطبيق خطة العمل الشاملة المشتركة، ارتفعت الميزانية العسكرية لإيران بشكل كبير، وكان لدى الميليشيات والإرهابيين المدعومين من إيران المزيد من الأموال لتثبيت أنفسهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط. كما قامت إيران ببناء أكبر قوة صاروخية بالستية في الشرق الأوسط، وانتهكت العديد من البنود المتعلقة بالأنشطة النووية، لافتاً الى أن الشكوك التي كانت لدى العديد من القادة الفرنسيين بشأن الصفقة أثناء المفاوضات تبدو الآن مبررة أكثر من أي وقت مضى، مبيناً أن الرئيس دونالد ترامب، يعتبر أن الضغط الأقصى فقط على النظام، وليس التهدئة، هو الذي يمكن أن يؤدي إلى التغييرات في السلوك التي نسعى إليها جميعًا. لهذا السبب فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على النظام، واستعادت الردع العسكري ضده، وأبرزها إخراج قاسم سليماني من ساحة المعركة. وأوضح بومبيو أن حملتنا تعني أيضًا التأكد من عدم قدرة إيران على شراء أو بيع أسلحة تقليدية. هذا ما فعله مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من خلال تطبيق قيود على نقل الأسلحة إلى إيران على مدى السنوات ال 13 الماضية، لكن واضعي خطة العمل المشتركة الشاملة ارتكبوا خطأً فادحاً في وضع تاريخ انتهاء صلاحية على هذه العقوبات وهو 18 اكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام. وقال: يخشى حلفاؤنا الأوروبيون من أنهم إذا حمّلوا إيران مسؤولية سلوكها المزعزع للاستقرار، فإن إيران ستنتهك الصفقة بشكل أكبر ردًا على ذلك، مؤكداً أن استراتيجية الاسترضاء هذه لا تفعل شيئًا. إنها حملة ابتزاز دبلوماسي ناجحة، صنعها سلفي الوزير جون كيري، متسائلاً: كيف يمكن لفرنسا أن تصوت على إلغاء حظر الأسلحة لمدة أسبوع، ويلتقي الرئيس ماكرون بمسؤول كبير في «حزب الله» في بيروت في الأسبوع التالي؟
مشاركة :