هل أخطأت الإدارات الأمريكية في الحرب على الإرهاب؟

  • 9/15/2020
  • 21:06
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من غير المقبول أو المنطقي الادعاء بأنه تمت هزيمة تنظيم «داعش» تمامًا؛ حيث إنه ما زال متواجدًا في عددٍ من الدول العربية وغيرها من دول العالم، ومن حين لآخر تتردد أنباء هجماته التي ينشرها موقع أعماق الإخباري التابع له.ويرى الخبير الإستراتيجي الأمريكي أنتوني كوردسمان أن السياسة هي السياسة، لكن هناك مخاطر جادة في الزعم بالنسبة للقدرة على هزيمة الإرهاب بوجه عام - وداعش بوجه خاص، وأن من أهم عيوب الطريقة التي خاضت بها الإدارتان الديمقراطية والجمهورية «الحرب ضد الإرهاب هي أنهما عاملاها إلى حد كبير كنضال عسكري ضد حركات إرهابية ومتطرفة منفردة، بدلًا من أن تكون حملة على نطاق أوسع للتعامل مع مجموعة من التهديدات التي لا يمكن هزيمتها بدون نجاحات مهمة ضد مجموعة كبيرة من الحركات التي تتغيّر باستمرار، وكذلك بدون بذل جهود كبيرة للحد من أسباب الإرهاب».وقال كوردسمان في تقرير نشره مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأمريكي إن نتيجة ذلك الآن هي أن الولايات المتحدة حققت أحيانًا انتصارات على مستوى عسكري، لكن كل الحركات الإرهابية الأجنبية، التي استهدفتها الولايات المتحدة ظلت باقية أو تمحورت إلى تنظيمات مختلفة بأسماء مختلفة.والأمر الأكثر سوءًا هو أنه إذا رجع المرء إلى ما حدث في 11 سبتمبر عام 2001، فسيجد أنه لم يتم تقليص أي من الأسباب الرئيسية، التي كانت سببًا في استمرار بقاء الحركات المتطرفة والإرهابية، والتي تؤدي إلى ظهور تهديدات جديدة.والسجل الحقيقي للحرب ضد الإرهاب واضح تمامًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأفريقيا جنوبي الصحراء، وأفغانستان، وأمريكا اللاتينية، وآسيا. وحتى عندما تحقق الولايات المتحدة تقدمًا عسكريًا كبيرًا ضد حركة معيّنة، فإن الحركة إما تتعافى أو يظهر مكانها شكل جديد من أشكال الإرهاب.ومن الممكن أن تتعاون الولايات المتحدة في بعض الأحيان مع حلفائها وشركائها الإستراتيجيين للحد من الإمكانات العسكرية لحركة إرهابية معيّنة ولتقليص واحتواء قدرتها على الانتشار، ولكن هذا لا يُعتبر هزيمة دائمة للإرهاب.والأمر الأسوأ هو أنه إذا ما ضعف الجهد الأمريكي لاحتواء حركة معيّنة، فمن المرجح تمامًا أن يعود الإرهاب والتطرف.وأضاف كوردسمان إن النجاحات التكتيكية ضد الحركات الإرهابية لا تهزم الإرهاب، وداعش ليس استثناء. فهو ما زال نشطًا في سوريا، وإيران، وغيرهما من الدول. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التقارير الرسمية لأجهزة المخابرات والجيش توضح ذلك تمامًا، بغض النظر عن المزاعم السياسية، التي تنطوي على عكس ذلك.وتغيير اسم مصدر التهديد في العراق من القاعدة إلى تنظيم داعش في العراق وسوريا لم يكن انتصارًا يُذكر. وينطبق نفس الشيء على الجهود الأمريكية لهزيمة الإرهاب والتطرف في الفترة من 2002 إلى 2011 حتى الاحتواء كان غير مؤكد تمامًا في دولة مثل أفغانستان، حيث اضطرت الولايات المتحدة إلى السعي لتحقيق السلام؛ إذ كان يجب عليها محاولة استغلال حركة إرهابية مثل طالبان لمساعدتها في التصدي لانتشار حركة إرهابية أخرى هي داعش في نفس الدولة.وربما تكون الولايات المتحدة قد ساعدت في القضاء على حلم داعش في إقامة خلافة في العراق وسوريا، لكنها لم تهزم داعش تمامًا. وعلاوة على ذلك، فإنه حتى لو كانت الولايات المتحدة قد نجحت في طرد داعش من سوريا والعراق، لم يكن يُعتبر هذا هزيمة تامة للإرهاب لو أدت نفس الأسباب حينئذ إلى ظهور حركات جديدة.وبالإضافة إلى ذلك، أدى القتال للقضاء على خلافة داعش إلى فتح الدولتين لأشكال جديدة من إرهاب الدولة من نظام الأسد في سوريا والنظام الديني السلطوي في إيران.

مشاركة :