عواصم - وكالات: أعطت السلطات التركية رسمياً الضوء الاخضر للامريكيين لاستخدام قاعدة انجرليك الجوية (جنوب) لضرب مقاتلي تنظيم داعش في سوريا، على ما أعلن مصدر تركي رسمي أمس. وقال مصدر في وزارة الخارجية بعد ايام على اعطاء انقرة موافقتها المبدئية لواشنطن انه تم توقيع مرسوم حكومي وبات في امكان الامريكيين استخدام قاعدة انجرليك في اي وقت في اطار الائتلاف الدولي ضد المتشددين. والاتفاق الذي كان موضع مفاوضات طويلة مسبقة، سعت اليه واشنطن بقوة لان قاعدة انجرليك تحتل موقعا استراتيجياً لتقريب مقاتلات اف-16 الامريكية من اهدافها في حين هي مضطرة حالياً الى الاقلاع من قواعد ابعد في الاردن او الكويت مثلاً. الى ذلك شككت دمشق أمس في نوايا تركيا بالتصدي لتنظيم داعش، وذلك في اول رد سوري رسمي على الغارات التي نفذتها تركيا في نهاية الاسبوع الماضي على مواقع للتنظيم داخل الاراضي السورية. وذكرت وزارة الخارجية السورية في رسالتين متطابقتين الى رئيس مجلس الامن الدولي والامين العام للامم المتحدة اذا كانت تركيا قد شعرت الان بعد اربع سنوات ونيف مرت على الازمة في سوريا بأن من واجبها التصدي للارهاب، فإن ما ينطبق عليها هو المثل القائل: أن تاتي متاخرا خير من الا تاتي ابدا. وأضافت لكن هل النوايا التركية صادقة في مكافحة ارهاب داعش وجبهة النصرة والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة؟ ام انها تدعي ذلك بهدف ضرب الاكراد في سوريا والعراق وربما لاسباب داخلية اخرى؟. ولم تأتِ رسالة الخارجية على ذكر الغارات التركية بالتحديد. من جهة أخرى أدانت الحكومة العراقية الهجوم الذي بدأته تركيا منذ ستة أيام على المقاتلين الأكراد في شمال العراق ووصفته بأنه تصعيد خطير واعتداء على السيادة العراقية. وفي بيان نشر على موقع رئيس الوزراء حيدر العبادي على الإنترنت دعت بغداد تركيا لتجنب المزيد من التصعيد والسعي لحل للأزمة. ميدانياً شنت مقاتلات تركية الليلة قبل الماضية أعنف ضربات تستهدف المقاتلين الأكراد في شمال العراق، وذلك بعد ساعات من قول الرئيس رجب طيب إردوغان إن عملية السلام أصبحت مستحيلة. وذكر مكتب رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو أن الضربات أصابت أهدافاً لحزب العمال الكردستاني من بينها ملاجئ ومستودعات وكهوف في ست مناطق. وقال مسؤول كبير إن الهجوم هو الأكبر منذ بدء الحملة التركية، ودعا صلاح الدين دمرداش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد في تصريحات صحافية أمس لوقف العنف فوراً بعد الضربات الجوية. وأضاف نحن مستعدون للعمل مع كل السياسيين الذين يرغبون في تحقيق هذا. على صعيد متصل حذرت وزارة الخارجية الألمانية امس من هجمات محتملة تستهدف شبكة قطارات الأنفاق ومحطات الحافلات في مدينة اسطنبول التركية في أعقاب هجوم تركيا على المقاتلين الأكراد في شمال العراق. وقالت وزارة الخارجية في بيان على موقعها الإلكتروني ربما تزداد أنشطة حزب العمال الكردستاني الهجومية.