There›s no place like home | ثقافة

  • 7/30/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا يعتبر الكثير من الكويتيين السفر رديف الغربة، كما يحدث مع إخواننا العرب الذين يتركون أوطانهم لعقود، لدرجة أنهم لا يعودوا يعرفونها! فالكويتي حينما يجول في رحاب أوروبا الباردة وفي حدائقها الخلابة، يعلم تمام اليقين، أن رحلته، مجرد لوحة خلفية تمتد أسابيع ليعود إلى وطن سخي جميل، لم يلحقه بحمدالله الدمار الذي تخلفه الحروب، ولم تشوهه الندوب السياسية، كفانا الله شرورها. بل إنه لربما يكون السفر، فرصة لتزيين الحوار الدائر بين الوطن والمواطنين، حيث يعود الكويتي إلى بلاده بعد 25 يوما ليجد المكان هو المكان والسماء البيضاء الصافية هي ذات السماء، فيما يغيب العربي عن وطنه لـ 25 سنة، وإن قرر أن يعود إلى وطنه من منفاه، فإنه يجد أنه بات غريباً، ولم يعد يعرف وطنه القديم إلا من خلال نبش الذكريات! وأكاد أزعم أن المرء سيجد الكثير من الكويتيين العائدين إلى أرض الوطن مع نهاية أغسطس المقبل، كانوا قد سرحوا مع الكويت وتذكروا عبيرها ورائحتها في رحلة سفرهم السريعة... ونستطيع أن نقول، ان للكويت خصوصيتها، لدرجة أن الوافدين بين ربوعها يرددون لحظة عودتهم إليها المقولة الشهيرة There›s no place like home، وكأن الكويت باتت وطنهم، بحكم أنها المكان الأكثر إرضاء، وإقناعا، وقبولا في الوجود بالنسبة إليهم. إذن دعونا نتساءل هنا... لماذا يكون الكويتيون منزعجين ومتذمرين خلال حديثهم عن وطنهم وهم بين ربوعه.... رغم أنه في وطنهم، شيء ما- أجهله- يجعلك تساكنه في كل لحظة، وتحن إلى رؤيته، لتشتم رائحته وتلمسه بمجرد ركوبك الطائرة، وكأنك حينما تغادر الكويت، تحس أنك لم تغادرها! بالطبع تتعدد الأسباب، لكني تذكرت في هذا السياق مقولة الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر في مسرحيته No Exit، حينما كتب يقول: «الجحيم هو الآخر Hell is other people»! وأقصد مما سبق، أن أكثر ما ينفر الكويتيين- باعتقادي- هو رائحة مكاتبهم، أو لنكون أكثر دقة، ذلك الجو الخانق للمسؤول الظالم في أروقة الوزارات والدوائر، حيث تحتشد هموم الإنسان الموظف المكافح، وعذاباته وخيباته في مواجهة افتتانه بالوطن! يقف هذا المسؤول المجحف المفتري، كرعب سام، يقف حائلا أمام اشتمام عبير الوطن بشكل متدفق، يخنقك بأسى من حرير الوطن! يبدد طاقتك! ويجبرك على أن تختزل الوطن في موظف، تمضي حياتك وأنت تغالبه! * أستاذ النقد والأدب aliali2222@hotmail.com

مشاركة :