نيودلهي - اتهم وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ، الثلاثاء، الصين بانتهاك الاتفاقيات الحدودية المبرمة بين البلدين، في وقت تشهد فيه الحدود المتنازع عليها اشتباكات متقطعة بين جنود الطرفين، ما أثار مخاوف جدية من اندلاع مواجهة عسكرية بين القوتين النوويتين. وقال سينغ في تصريح أدلى به في البرلمان، إن محاولات الصين أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن تعد انتهاكا للاتفاقيات الثنائية. وأشار إلى أن الصين نشرت جنودا في منطقة لاداخ، ما دفع الهند بالمقابل إلى إرسال وحداتها العسكرية إلى المنطقة. وأعرب عن ثقته بأن القوات المسلحة الهندية ستتعامل مع الوضع بنجاح، مضيفا “نحن مستعدون لحماية سيادتنا ووحدة أراضينا”. وعلى مدى الشهرين الأخيرين، يواصل كلا البلدين تعزيز قواتهما العسكرية على جانبي الحدود المتنازع عليها. وعاد التوتر من جديد على الحدود الصينية – الهندية، إذ دخل جنود من الجانبين في عراك عنيف، وسط تبادل اتهامات بين الدولتين عن المتسبب الجديد بهذا التوتر على حدود تعيش خلافا يعود إلى حقبة استعمار بريطانيا للمنطقة. وفتحت نيودلهي وبكين، ولأول مرة منذ 10 سنوات، النار ضد بعضهما البعض في منطقة حدودية منزوعة السلاح، وفق اتفاقية وقعت بينهما في العام 1996. وينتشر المئات من الجنود من الجانبين على طول الحدود التي اندلع فيها اشتباك بالأيدي في يونيو أسفر عن مقتل 20 جنديا هنديا. ويلتزم كلا الجانبين ببروتوكول قائم منذ فترة طويلة يقضي بتجنب الصدام بالأسلحة النارية على الحدود المتوترة التي لم يتم ترسيمها، إلا أن هذا الاتفاق لم يكن حائلا دون سقوط قتلى وجرحى. وعقد قادة عسكريون ودبلوماسيون عدة جولات من المحادثات منذ يوليو للحد من التوتر، لكنهم لم يحرزوا تقدما يذكر لتقليص حجم القوات في المرتفعات القاحلة التي تطالب كلتا الدولتين بالسيادة عليها وتعتبرها بالغة الأهمية بالنسبة لأمنها. ويستمر هذا الخلاف الحدودي منذ عقود، إذ تقول الهند إن طول الحدود يبلغ 3.500 كلم، بينما تعلن وسائل الإعلام الرسمية الصينية أن الحدود يجب أن تكون 2000 كلم عند احتساب مطالب الصين في غامو وكشمير ولداخ ومناطق أخرى.
مشاركة :