الإمارات والبحرين توقعان اليوم اتفاقي سلام مع إسرائيل | | صحيفة العرب

  • 9/15/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - توقع إسرائيل الثلاثاء في البيت الأبيض اتفاقيتين تاريخيتين مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين أدتا إلى زعزعة التوازن في الشرق الأوسط ويعول الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تقديم نفسه من خلالهما على أنه "صانع سلام" قبل سبعة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية. ويستضيف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حفلا لتوقيع اتفاقيتي السلام بحضور كبار المسؤولين في الحكومة الأميركية ووفود الإمارات والبحرين وإسرائيل. ويمثل إسرائيل في المراسم الاحتفالية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما يمثل الإمارات وزير خارجيتها عبدالله بن زايد والبحرين وزير خارجيتها عبداللطيف الزياني. ووفقا لما أوضحته هيئة البث الإسرائيلي فإن الاتفاقية مع دولة الإمارات تعتبر اتفاقية سلام، وستصوت عليها الحكومة والكنيست لاحقا لإقرارها، أما بالنسبة إلى البحرين فإنه سيتم توقيع إعلان فقط معها تمهيدا لإنجاز اتفاقية تطبيع "لأنه لم يكن هناك متسع من الوقت لصياغة نص الاتفاقية كاملا". وأضافت أنه قبل المراسم بساعة، سيلتقي نتنياهو بالرئيس الأميركي "لمناقشة عدة مسائل منها بيع طائرات إف 35 للإمارات". وعشية التوقيع، قال نتنياهو إن "دولا أخرى" ستقوم أيضا بإبرام اتفاقات سلام مع إسرائيل. وبموجب الاتفاق الذي لم يتم الكشف بعد عن بنوده وتفاصيله بالكامل، فإن الإمارات والبحرين ستقيمان علاقات دبلوماسية وتجارية واقتصادية مع إسرائيل التي لم تخض حربا ضدهما من قبل، وسيعزز الاتفاقان تحالفا غير رسمي ضد التهديدات الإيرانية والمطامع التركية، ويمهد الطريق أمام الإمارات للحصول على صفقات أسلحة أميركية متطورة. اقرأ أيضا مراسم في البيت الأبيض لتوقيع الاتفاق بين إسرائيل والإمارات والبحرين وبتوقيع الاتفاقيتين، ستصبح الإمارات والبحرين ثالث ورابع دولتين عربيتين تقرران إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بعد مصر (1979) والأردن (1994) على أساس مبدأ "السلام مقابل السلام". وتستمر التسريبات حول نقاشات يجريها البيت الأبيض مع عدة دول عربية أخرى، من بينها سلطنة عمان والمغرب والسودان للانضمام وتوقيع اتفاقات سلام مع إسرائيل. ولم يستبعد مسؤول أميركي كبير مصافحة تاريخية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والممثلين العرب، مؤكدا أن جميع المشاركين سيخضعون قبل ذلك لفحص فايروس كورونا المستجد. وتشترك الإمارات والبحرين مع إسرائيل في العداء المشترك تجاه إيران التي تعد أيضًا العدو اللدود لواشنطن في المنطقة. وأقامت العديد من الدول النفطية العربية بتكتم علاقات مع السلطات الإسرائيلية لسنوات، لكن هذا التطبيع يؤمن فرصا غنية، لا سيما الاقتصادية منها، لتلك البلدان التي تحاول التخلص من عواقب أزمة فايروس كورونا. ويؤكد ديفيد ماكوفسكي من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "إنه إنجاز من الدرجة الأولى" ، مشددا على أنه "لا ينطوي على مخاطرة" للإسرائيليين "بالدرجة نفسها" التي واجهها مناحيم بيغن "عندما تخلى عن سيناء" لمصر، أو اسحق رابين عندما وافق على التفاوض مع ياسر عرفات. وكانت "رؤية السلام" التي قدمها دونالد ترامب في وقت سابق من هذا العام بهدف إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل نهائي، بعيدة عن النجاح. فقد رفضتها السلطة الفلسطينية التي لا تريد أن يقوم الرئيس الأميركي حتى بدور وسيط منذ أن اتخذ سلسلة قرارات مؤيدة لإسرائيل. وصرح رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن الثلاثاء سيكون "يوما أسود" في تاريخ العالم العربي، منتقدا "الانقسامات" فيه. ودعا الفلسطينيون الذين اعتبروا الاتفاق "طعنة في الظهر" من قبل الدولتين المتهمتين بعقد اتفاق مع الدولة العبرية من دون انتظار ولادة دولة فلسطينية، إلى تظاهرات الثلاثاء. لكن إدارة ترامب قالت دائما إنها تريد هز المنطقة بشكل أعمق عبر تحقيق تقارب بين إسرائيل والعالم العربي في شكل من اتحاد مقدس ضد إيران. ويعكس الاتفاقان هذا التغيير وينقلان القضية الفلسطينية إلى مرتبة أدنى، كما كان يأمل البيت الأبيض. وقال ديفيد ماكوفسكي "لم يعد هذا الشرق الأوسط الذي كان في عهد أبي بل منطقة جديدة" رفضت فيها الجامعة العربية، في حدث استثنائي ، إدانة قرار الدولتين الخليجيتين. وقال الدبلوماسي الأميركي السابق إن "الفلسطينيين سينتظرون ليروا ما سيحدث في الانتخابات الأميركية، لكن عندما تهدأ الأمور سيتعين عليهم إعادة التفكير في موقفهم". ويشكل الاتفاقان انتصارا لبنيامين نتانياهو ويقربان إسرائيل من هدفها بأن تكون مقبولة في المنطقة. ويرى دونالد ترامب الذي يسعى لولاية ثانية ولم يحقق حتى الآن تقدما دبلوماسيا يُذكر للناخبين، في ذلك نجاحا يعترف فيه حتى خصومه الديمقراطيون. ومنذ الإعلان في 13 أغسطس عن الاتفاقية الإسرائيلية الإماراتية التي تلاها الأسبوع الماضي اتفاق مماثل مع البحرين، لا يكف معسكر الملياردير الجمهوري عن الإشادة بعمله الذي يستحق برأيه جائزة نوبل للسلام. لكن خلافات ظهرت بالفعل بشأن الشروط المرتبطة بالاتفاق مع الإمارات. ففي نظر دول الخليج، وافقت إسرائيل على "إنهاء استمرار ضم الأراضي الفلسطينية". لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي قال له إنه "لم يتخل" عن ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية المحتلة، بل أن الأمر "مؤجل" فقط. من جهة أخرى قال نتانياهو إنه يعارض، للحفاظ على التفوق العسكري لبلاده في المنطقة، بيع الإمارات مقاتلات أميركية من طراز “اف-35” تريد أبوظبي شراءها.

مشاركة :