الرياض – تهتم مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالحفاظ على البنية الثقافية والمعرفية للتراث العربي والإسلامي، وتشكل بعض مظاهر الحياة القديمة وامتداداتها حتى عصرنا الراهن جانبًا من هذا الاهتمام، ومنه ما يتعلق بالتراث الحيوي الذي يشكله الجمل أو سفينة الصحراء في الجزيرة العربية . ودرجت المملكة العربية السعودية وعلى مختلف العهود السعودية – الرعاية الكاملة والاهتمام لهذا التراث الحي المصاحب للمجتمع السعودي، خاصة وأن الحياة الصحراوية ما تزال تعتمد على الجمل في معايشة الواقع، وماتزال تربية الإبل من الأنشطة الصحراوية البارزة، فيما تقام مسابقات الهجن بين فترة وأخرى في جميع مناطق المملكة ويقام مهرجان الملك عبدالعزيز للابل سنوياً لدعم مربي الإبل وعشاق هذا التراث الوطني العميق . ويشتمل الكتاب على تقديم وخمسة فصول: الأول يتناول الجمل وقدراته وصفاته وتسمياته وأشكاله في الرسوم الصخرية، والثاني يسرد نشأة الجمل في الجزيرة العربية وتطوره، والثالث يعرض الجمل في الرسوم الصخرية في المملكة التي ترافقت مع الكتابات الثمودية واللحيانية ، والمسند الجنوبي والنبطي، والتي توزعت من حدود اليمن الى الأردن شمالاً ، خاصة في حائل وتيماء والفاو والعلا وكلوة ودرب البكرة والشويمس ومحيط كل هذه الأمكنة، وكذلك في الباحة ووادي الدواسر ووادي تثليث وجبال نجران ورنية وأطراف الربع الخالي، أما الفصل الرابع فيستعرض الوسوم والرموز القبلية والمالكين، أما الفصل الخامس فيذكر النتائج التي وصل إليها، والواقع الحالي لتطور المواصلات الحديثة مع بقاء الإبل رمزاً للمكانة ومصدر للفخر والاعتزاز . واشتمل الكتاب على 400 لوحة تصويرية لكل هذه النقوش التعبيرية والتماثيل والحفريات . وقد قام الدكتور مجيد خان بتتبع تاريخ الإبل من خلال تلك المواقع والرسوم والنقوش على مدى 35عاماً ، حيث صاغ وحلل تلك الدراسة العلمية الموثقة عبر هذا الكتاب . الجدير بالذكر أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، تحتوي على عدد كبير من المصادر والمراجع حول الإبل، تتمثل في عشرات الكتب النادرة عن الجمل باللغتين الانجليزية والفرنسية، كتب أغلبها قادة جيوش نتيجة مخالطتهم وتجاربهم واستعمالهم له، كوسيلة رئيسية لتنقلاتهم وأحمالهم العسكرية وحروبهم، ومعايشتهم اليومية للجمل لسنوات طويلة في الجزيرة العربية ومصر والسودان وبلاد الشام، فضلا على كتب ألفها رحالةٌ وعلماءُ مختصونَ بدراسة أحوال الجزيرة العربية.
مشاركة :