في الوقت الذي يجري العمل على صنع عالم جديد وتحديداً في الشرق الأوسط، ينشغل «حزب الله» وحلفاؤه بأمرين، الأول: أن تكون حقيبة وزارة المال بقبضته من الحصة الشيعية، والثاني: أن يمسك بالثلث المعطل في التشكيلة الحكومية الجديدة.لا يعير حزب الله وحلفاؤه ومن خلفهم النظام الإيراني اعتباراً لبيروت التي دمرت في 4 أغسطس، ولا إلى سبب الانفجار الذي حصل، وماذا كان يوجد في العنبر 12 بالمرفأ، كما لا يعير اهتماماً بأن كل اللبنانيين غير قادرين على الحصول على مدخراتهم من المصرف، وأن ما يزيد على نصف الشعب اللبناني بات تحت خط الفقر.أولوية حزب الله وإيران تختلف عن أولوية كل اللبنانيين، في كل خطاباته الأخيرة، كان أمين الحزب حسن نصرالله يتناول ملفات العواصم التي خرّبها بمليشياته والدول التي يهز استقرارها، وفي نهاية كل خطاب كان يقول مبتسماً: «أما بالنسبة لموضوع الداخل اللبناني...». فلطالما كان الداخل اللبناني عند حزب الله منذ 7 أيار 2008 بمثابة تحصيل حاصل، ممسوك من آخر تفصيل فيه.اليوم حزب الله يسقط المبادرة الفرنسية رغم كل التقديمات التي حملتها، يسقطها ليس من أجل أن يحصل الشيعة على وزارة المالية بل يسقطها من أجل ألا يحصل لبنان على ماليته المفقودة والمسلوبة.ليست القضية مجرد حقيبة وزارية، بقدر ما هي قضية أنماط في الاعتقاد والتفكير، ترفض وجود الدولة كدستور ومؤسسات. لقد سيطر الملالي على إيران فجعلوا أمام الجيش مليشيا اسمها الحرس الثوري، وسيطروا على العراق فجعلوا أمام الجيش العراقي مليشيا اسمها الحشد الشعبي، وسيطروا على لبنان فجعلوا الدولة داخل الدويلة.مخطئ من يظن أن حزب الله سيسلم سلاحه بتسوية أو تفاوض أو تنازل، حزب الله سيرفض تسليم سلاحه حتى لحزب الله، فالتسوية إن توصلت إلى معادلة مضحكة تقول أن يسلم حزب الله سلاحه لحزب الله فقيادة الحزب سترفض.الأزمة هي أزمة أنماط في الاعتقاد والتفكير، هي أزمة استحالة العيش والتعايش مع هكذا أجندات ومشاريع.< Previous PageNext Page >
مشاركة :