قال الدكتور حنيف القاسم رئيس مجلس إدارة مركز جنيف لحقوق الإنسان إن المنطقة العربية تواجه تحديات ممنهجة ومنعطفات خطرة جراء محاولات تصدير الإرهاب والعنف وإثارة الفتن الطائفية مؤكداً جدية الدولة وحكمة قيادتها في اتخاذها الإجراءات الكفيلة بالتصدي لهذه الأخطار حرصاً على حماية المكتسبات وتنمية للإنجازات الحضارية للمجتمع الذي يقف بكل فئاته داعماً لقيادته ومؤيداً وفاعلًا لقراراتها الحاسمة التي تطرحها لمواجهة تلك التحديات. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها مجلسه الثقافي وتناولت محاضرة قدمها الكاتب والباحث السعودي مشاري الزايدي حول مشاهد العنف المتزايد في المنطقة العربية والشرق أوسطية وذلك بحضور عبد الله المزروعي واللواء عبد الرحمن رفيع والعميد محمد الملا وعبد الله العتيبي وعدد من الشخصيات العامة والأكاديمية والمهتمين بالشأن العام وأضاف القاسم إن الإرهاب لا يعترف بوطن أو حدود ولكنه ينتشر بصور مبالغ فيها ومدعوم من مؤسسات وأنظمة حاكمة تسعى للعنف وزرع الفتن الطائفية بين مجتمعات الوطن العربي مشيراً إلى أن تداعيات هذه الأخطار بلغت مداها من خلال محاولات اختراق المناهج التعليمية في المراحل المختلفة بهدف استقطاب الأجيال الجديدة نحو العنف وتنمية ثقافة الكراهية بين فئات المجتمع وعلى مختلف الصعد وطرح أفكار مضللة وادعاء تطبيقها للشريعة الإسلامية وفق هياكل خاطئة ومشوهة للمبادئ الإسلامية الصحيحة وأشار القاسم إلى أن المبادرات الإماراتية لمكافحة هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعاتنا العربية مستمرة وتتكامل مع جهود عربية وعالمية في هذا الشأن خاصة بعد نجاح بعض التنظيمات الإرهابية في محاولات لتجسيد شرعيتها الزائفة ومن ناحية أخرى أوضح الكاتب والباحث السعودي مشاري الزايدي في محاضرته بالندوة أن فكرة الدولة تمثل الخطر الأكبر لمجموعات ما يسمى ب(الإسلام السياسي) وتبذل تلك الجماعات جهوداً مضنية للقضاء على مقومات الدولة وسيادتها وتتخذ في سبيل ذلك كل التجاوزات الإرهابية فكرياً وواقعياً من خلال المشاهد غير المسبوقة لقتل الأبرياء والاغتيالات السياسية وغيرها من العمليات العنيفة ضد مؤسسات الدول ونظمها السيادية مشيراً إلى أن هذا المنهج يشكل جوهر الفكر الذي تتبناه جماعة الإخوان المسلمين التي خرج تحت مظلتها ودعمها كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية بأسمائها المتعددة. وأكد مشاري الزايدي أن فكرة الدولة الموسعة أو دولة الخلافة كما تطلق عليها بعض الجماعات تشكل فلسفة عمل جماعة الإخوان التي تحاول تسويقها في مواجهة الدولة الوطنية وذلك لجذب الشباب وإقناعهم أن هذه الممارسات تشكل الهيكل الرئيسي والفاعل للدين الإسلامي والتاريخ المزدهر للخلافة الإسلامية في محاولات لاستنساخ التاريخ لتقويض سلطات الدولة الوطنية مشيرا إلى أن تلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية لن تستمر طويلاً وفقاً لمعطيات كثيرة وأهمها مناهجها الخاطئة نحو التشريعات الإسلامية مشدداً على أهمية مراجعة خطابنا الإسلامي والعمل الجاد على تصحيح الرؤى والجهود المتكاملة بين مؤسسات الدولة وخاصة التربوية والتعليمية والإعلامية مؤكداً الدور الحيوي الذي ينبغي أن تقوم به النخبة الثقافية في تعزيز الوعي المجتمعي وتشجيعه على التصدي للأخطار الداهمة التي تواجهها الدول ومؤسساتها وأفرادها وأشاد الزايدي بتجربة دولة الإمارات وممارساتها العملية في التصدي للإرهاب بأشكاله وآلياته المختلفة من خلال التوعية الحكيمة والإيجابية لأبناء مجتمعها وخاصة الأجيال الجديدة إلى جانب إجراءاتها القوية والصارمة لمواجهة الأخطار والتداعيات التي تشهدها المنطقة مؤكداً أن القانون الجديد الذي أصدرته مؤخراً لمكافحة التمييز وازدراء الأديان يشكل نموذجاً ينبغي أن تأخذ به المجتمعات العربية والإسلامية في معركتها ضد الإرهاب.
مشاركة :