تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان القدير فؤاد المهندس، أحد أبرز الفنانين الكوميديين في مصر والوطن العربي.فتح الستار لأول مرة عن فرقة ساعة لقلبك المسرحية بمدينة بورسعيد وكانت مسرحية الافتتاح هي "مراتي صناعة مصرية"، وكانت البطولة المطلقة فيها لفؤاد المهندس وهو الدور الذي كان يقومه به حسين عبدالنبي، ولم تكن الجماهير تعرف فؤاد المهندس معرفة جيدة فكانوا يعرفون كصوت في الإذاعة إذ أنه كان يقدم برنامج "عيلة مرزوق أفندي"، كذلك كانت الأفلام التي ظهر فيها قليلة.وكان قد قام ببطولة فيلم واحد وهو بنت الجيران الذي أخرجه محمود ذو الفقار، بعد أن رآه ونحن نقدم في الجامعة مسرحية الدلوعة فأعجب به لأول مرة رغم أن فؤاد كانت تربطه علاقة حميمة بشقيقة صلاح ذو الفقار الذي لم يكن قد دخل عالم الفن بعد، كذلك كانت تربطهم جيرة فهم من سكان العباسية في ذلك الوقت.بعد رفع الستار كلما دخل أحد الممثلين المسرح من أعضاء ساعة لقلبك والمميزين أصواتهم مثل محمد يوسف الفتوة قوبل بعاصفة من التصفيق فكلهم نجوم لامعة يعرفها الجمهور حق المعرفة، ولكن لما دخل فؤاد المهندس قابله الجمهور بصمت ولم يحييه التحية المفروض أن يحيوه بها.كان فؤاد المهندس، في أحد مشاهدها يقدم مشهد رجل سكران، وكان فؤاد حتى هذه اللحظة لم يكن ذاق طعم الخمر ولا يعرف تأثيرها، ولا يعرف تأثيرها على شاربها، ورغم ذلك أدى المشهد بعبقرية لفتت أنظار الجمهور، فأخذ يصفق بين الحين والآخر، وكلما تجاوب معه الجمهور ازداد اندماجًا واتقانًا. وما أن أسدل الستار وارتفع لكي يحيي الفنانون الجمهور حتى انعكس الوضع فبعد أن تتابع الممثلون على المسرح لتحية الجمهور، ظهر فؤاد المهندس ليحي جمهوره فالتهبت الأكف بالتصفيق لمدة طويلة ووقفوا احترامًا له. انتهى موسم بورسعيد وجميع أبطال الفرقة شاعرين بأهمية فؤاد المهندس، وأنهم لا يستطيعون تحمل مسؤولية تقديم عرض مسرحي بدونه. بعد ذلك انتقلوا إلى رأس البر وقدموا نفس المسرحيات وكان نجاحها غير مسبوق، وكان موسم رأس البر قصيرًا جدًا إذا كان لمدة 4 أيام. وطالبت الجماهير التي لم تشهد المسرحية لفترة أخرى غير أنه في آخر ليالي العرض جاءهم اتصال من القاهرة ليعلن لهم أن زوجة فؤاد المهندس وضعت مولوده الأول "أحمد" 19-9-1959.
مشاركة :