في محاولة منها لتجنب الانتقادات؛ قامت شركة آبلبطرح مجموعة جديدة من الإرشادات الخاصة بمتجرها تسمح بوجود خدمات بث الألعاب بعد أن قامت بحظرها سابقًا في متجر آب ستور، حيث يمكن الآن لشركتي مايكروسوفت وجوجل أن تطرحا خدمتي (xCloud) و (Stadia) لمستخدمي نظامي التشغيل iOS و iPadOS عبر متجر آبل. ولكن هذا التحديث الجديد يأتي بشروط جديدة، وهي: خدمات بث الألعاب مثل: (إستاديا) Stadia من جوجل، و(إكس كلاود) xCloud من مايكروسوفت، مسموح بها صراحةً. ولكن بشرط تنزيل الألعاب المعروضة في الخدمة مباشرةً من متجر التطبيقات، مما يعني أنه يجب تقديم كل لعبة متاحة في هذه الخدمات إلى آب ستور كتطبيق مستقل.إذاً ماذا يعني هذا؟ ببساطة يجب على كل مطور خدمة بث ألعاب تضمين كل لعبة على حدة في متجر آبل، بمعني إذا كانت خدمة بث الألعاب لديها 100 لعبة، فيجب أن تُعامل كل لعبة كتطبيق منفرد – ما يعني أن الخدمة يكون لديها 100 تطبيق ألعاب متاح في متجر آبل – بالإضافة تقديم خيار شراء داخل التطبيق باستخدام نظام معالجة الدفع من آبل، الذي بموجبه تحصل آبل على نسبة 30% من الإيرادات. قبل هذه الشروط الجديدة، انتقد العديد من مطوري خدمات بث الألعاب قرار حظر تطبيقاتها في متجر آب ستور، مثل: فيسبوك التي اضطرت إلى إطلاق خدمتها (ألعاب فيسبوك) Facebook Gaming في متجر آب ستور بدون أي ألعاب متضمنة، وأعربت عن استيائها من عدم قدرتها على تضمين أي ألعاب. وفي هذا الوقنت؛ أوضحت آبل أنها تقوم بمراجعة محتوى التطبيق لحماية المستخدمين قبل السماح به في متجر التطبيقات، ونظرًا إلى أن خدمات بث الألعاب هذه تقدم مجموعة متغيرة باستمرار من عناوين الألعاب فإن هذه الأنواع من التطبيقات غير مسموح بها في متجر التطبيقات الخاص بها.ولكن لماذا تعتبر الإرشادات الجديدة غير منطقية؟ لأن هذه الإرشادات الجديدة لا تتوافق تمامًا الغرض من آلية عمل خدمات بث الألعاب، حيث قال متحدث باسم مايكروسوفت: “تظل هذه تجربة سيئة للعملاء، إذ يرغب اللاعبون في الانتقال مباشرةً إلى لعبة من قائمتهم المنسقة داخل تطبيق واحد تمامًا، كما يفعلون مع الأفلام أو الأغاني في تطبيقات خدمات بث الفيديو مثل: نتفليكس”. وأضاف: “لا يريد اللاعبون أن يضطروا إلى تنزيل أكثر من 100 تطبيق لتشغيل ألعاب فردية من السحابة، ونحن ملتزمون بوضع اللاعبين في صلب كل ما نقوم به، وتقديم تجربة رائعة هي جوهر هذه المهمة”. ويبدو أن مايكروسوفت لديها حجة قوية في هذا الأمر، فشركة آبل لا تطالب خدمات بث الأفلام والموسيقى، مثل: نتفليكس وسبوتيفاي بتقديم قائمة بكل فيلم أو عرض تلفازي أو ألبوم قبل الموافقة عليه، وبدلًا من ذلك تحتوي هذه الخدمات على كتالوج يتم تحديثه دائمًا بمحتوى الوسائط المتعددة الذي يمكن الوصول إليه مباشرة من داخل التطبيق. ومن ثم يرى متحدث مايكروسوفت أنه ليس من المنطقي أن يتم التعامل مع ألعاب الفيديو بشكل مختلف تمامًا، وهذا يعني أنه إما أن تسيء شركة آبل فهم كيفية عمل خدمات بث الألعاب بشكل أساسي أو أن هذه الإرشادات مصممة فقط لدرء الانتقادات التي توجه لها، من خلال السماح لخدمات بث الألعاب بالعمل تقنيًا، ولكن مع وجود متطلبات مرهقة للغاية بحيث لا تقوم الشركات الناشئة بالمحاولة أصلا في تطوير مثل هذه الخدمات مع معرفتهم سابقًا بأنهم لن يتمكنوا من الوصول إلى مستخدمي هواتف آيفون أو أجهزة آيباد. وبالنظر إلى الصراع القانوني الدائر الآن بين شركة آبل وشركة Epic Games المطورة للعبة فورتنايت، التي جذبت انتباه المنظمين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، نجد أن آبل تحاول بكل جهدها أن تُظهر للجميع بأنها لا تقوم بأي عمليات احتكارية أو مناهضة للمنافس في متجرها. ولكن رغم ذلك، تظهر آبل عكس ذلك تمامًا، وهذا بسبب أن خدمات بث الألعاب التابعة للجهات الخارجية يمكن أن تُشكل منافسة بارزة لها من واقع أنها تحقق أرباحًا مالية كبيرة جدًا سواء من نشر ألعابها الأصلية عبر متجر آب ستور، أو من خلال حصولها على مبالغ كبرى من عمليات الشراء داخل التطبيق المتعلقة بالألعاب التابعة للجهات الخارجية.
مشاركة :