كتب: جميل سرحانكم هو جميل أن نختلف في وجهات النظر وأن يكون لكل واحد منّا رأيه الخاص في أي موقف وقضية، سواء كانت تستحق المناقشة وإبداء الرأي أم لا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يجرّنا هذا الاختلاف إلى ساحة الجدال العقيم، والتراشق فيما بيننا، والاستنقاص من قدر وقيمة الطرف الآخر، وهذا الموضوع نظرًا إلى أهميته يفترض أن يكون على بساط أبيض وواضح ومفهوم لدى الجميع.أنا كشخص رياضي متابع لفعاليات كرة القدم وأقوم بتغطيتها منذ سنوات، سبق أن بيّنت وجهة نظري في أكثر من موقف بخصوص مسابقات الكرة وكيفية إدارتها، بالإضافة إلى طرح وجهات نظر تختلف مع بعض رؤى وآراء مسؤولي اتحاد كرة القدم، ولم ألق للأمانة إلا القبول منهم وبرحابة صدر، كما هو الحال بالنسبة لي تجاههم، وذلك يبيّن ويوضح أن عملية الاختلاف هي ثقافة محمودة وناشئة من تقدير واحترام الطرف الآخر، ولا علاقة لها بشخصه إن حدث أي تقصير، وإنما الأمر يتعلّق بطريقة إدارة العمل، وسبل نجاحه وتطويره نحو الأفضل.الاختلاف لا يعني التجريحمسؤولو اتحاد الكرة ومن رأس الهرم المتمثل في الشيخ علي بن خليفة بن أحمد آل خليفة رئيس اتحاد الكرة، وبقية الأعضاء لهم كل الاحترام والتقدير على جهودهم التي يقومون بها في سبيل النهوض بواقع كرة القدم المحلية بشكل عام، ومساعدة الأندية على اختلافها في الوصول إلى واقع أفضل، وكما هو معروف أن أنديتنا هي أساس منتخباتنا الوطنية، وكل منهما يكمّل ويعزز الآخر، ويساعده في الارتقاء والازدهار على مختلف الأصعدة.ونحن في هذا الموسم الاستثنائي تعرضنا لجائحة فيروس كورونا كغيرنا من دول العالم، وعمل الاتحاد وبالتنسيق مع الجهات الرياضية المختصة في الدولة على إعادة المسابقات واستكمال ما تبقى منها، والهدف والغاية هو أن يضمن كل ذي حق حقه، ولا يتعرض أي ناد للظلم إن صحّ التعبير، وتم تسيير المسابقات الكروية في ظروف استثنائية، وللعلم فقد دوّنت موقفي تجاه فترة الراحة بين كل مباراة وأخرى وأبديت اعتراضي على أن الفترة يجب أن تقل إلى ثلاثة أيام كحد أقصى كما حصل في المسابقات الأوروبية، حتى يتم الانتهاء من الموسم بأسرع وأقرب وقت، وحتى لا ندخل في دوامة متى سيبدأ الموسم الجديد.وقد كان لاتحاد الكرة رأيه الخاص في عملية إصدار جداول المسابقات الكروية للدرجتين الأولى والثانية، وهو ما يخالف الرأي الذي طرحته شخصيا، ومع ذلك فأنا أكن كل التقدير والاحترام والمحبة للإخوة في الاتحاد، ورأيي ورأيهم محترم في النهاية.التأجيل المتكررلاحظنا في الفترة الماضية أن مسابقتي دوري ناصر بن حمد الممتاز وكذلك دوري الدرجة الثانية تعرضتا لعملية تأجيل متكرر، بناء على ظروف الأندية، والجانب الصحي الذي هو الأساس في إقامة هذه المسابقات، وانتظامها كان الفيصل في عملية التأجيل المتكررة، فقد تعرض أكثر من ناد للحجر الاحترازي بناء على إصابات حدثت في صفوفهم، واستوجبت إيقاف المباريات الخاصة بهم لحين الحصول على الإذن الطبي والرسمي من وزارة الصحة.هذا التأجيل لا يعني الاتحاد بالدرجة الأولى بقدر ما يخص ويتعلق بالجانب الصحي للاعبي الأندية، وعملية التأجيل جاءت من باب الحصول على الطمأنينة بعدم تعرض أي لاعب لأي مكروه أو إصابة قد لا يحمد عقباها، وفي المقام الأول هذه العملية عملية إنسانية، وتدل على الحس الوطني الذي يتحلى به الإخوة في الاتحاد، ولهم منّا كل التحية والإجلال، كما لا يمكن أن نغفل هنا دور الأندية وإشعارها للمسؤولين في الاتحاد بوجود الإصابات لديها، إيمانا منها بأن هذه العملية الصحية تكاملية بين الطرفين.التعاون مطلوبوهنا أوجّه رأيي الخاص إلى جميع الإخوة بالأندية الوطنية ومجالس إدارتها التي أكنّ لها المحبة والتقدير بأهمية إرساء دعائم التعاون بينها وبين مسؤولي الاتحاد والعكس صحيح، حتى نضمن أن تكون المسابقات خالية من أيّ معكّرات أو منغصات قد تنعكس سلبيا على عطاء كل جهة سواء كان الاتحاد أو النادي.وفي النهاية أقول: إن اتحاد الكرة هو جهة منظمة لعمل الأندية وتحكمه لوائح وقوانين داخلية خاصة، ويسعى من دون شك لمراعاة المصلحة العامة لجميع الأندية على حد سواء، وبدون تحيّز أو تجاهل لناد على حساب ناد آخر، وفي النهاية كل طرف هو مكمّل لعمل الطرف الآخر، ويفترض من الجميع التعاون للمصلحة العامة، لكي تنعم مسابقاتنا بالتميز والجدارة المستحقة.
مشاركة :