اختارت شركة «بايت دانس» الصينية، قبل أيام قليلة، «كونسورتيوم» تقوده شركة أوراكل لصفقة عمليات تطبيق «تيك توك» للمقاطع المصورة القصيرة في الولايات المتحدة متفوقًا بذلك على شركة مايكروسوفت المنافسة حسبما أعلنت «رويترز» ووكالات أنباء عالمية أخرى.وأجرت الشركة الصينية محادثات لبيع عمليات «تيك توك» في الولايات المتحدة لمشترين منذ أن هدد الرئيس دونالد ترامب الشهر الماضي بحظر الخدمة إذا لم يتم بيعها.وكانت مايكروسوفت وشركات أخرى من بين المتقدمين للشراء قبل أن تبلغها «بايت دانس» بأنها لن تبيعها عمليات تطبيقها في أمريكا وأنها ستحتاج لموافقة حكومتي الولايات المتحدة والصين على الصفقة.وليد كبيرويطرح ما آلت إليه الأمور مؤخرًا العديد من التساؤلات حول أسباب التنافس على شراء التطبيق الوليد الذي لم يتجاوز عمره 4 سنوات فقط، إذ أطلق في 2017، والإجابة ببساطة تتضمن أنه جذب نسبة غير قليلة من الشباب بين 13-18 عامًا على مستوى العالم، ليبلغ إجمالي عدد المستخدمين النشطين عليه نحو 800 مليون مستخدم، محتلًا المرتبة التاسعة ضمن شبكات التواصل الاجتماعي من حيث عدد المستخدمين، بعد «فيسبوك» و«تويتر» و«لنكد إن» وغيرها من المواقع الاجتماعية.فيما بلغ عدد مرات تحميل التطبيق حوالي 2 مليار مرة تحميل من منصات التطبيقات منها 315 مليون مرة خلال الربع الأول من العام الجاري 2020 فقط.مؤشرات نجاحوفيما يبلغ متوسط الوقت الذي يقضيه المستخدمون على موقع «فيسبوك» يوميًا حوالي 58 دقيقة، فإن المتوسط اليومي لـ«تيك توك» حوالي 52 دقيقة.ويبلغ متوسط المشاهدات اليومية لمقاطع الفيديو على التطبيق حوالي مليار مشاهدة يوميًا، مما يعادل 68 مليار ساعة يقضيها المستخدمون على التطبيق في الإجمالي.وعلى مستوى الإيرادات حققت شركة «بايت دانس» الصينية، صاحبة التطبيق، عائدات تصل لنحو 7 مليارات دولار أمريكي، وقالت الشركة إن «تيك توك» ما زالت في مراحل أولية حيث تأتي تلك الإيرادات من تطبيقات أخرى.الذكاء الاصطناعيوتقوم الفكرة الأساسية لـ«تيك توك» على تدشين فيديوهات على خلفية موسيقية أو حوار من أحد الأفلام أو الحوارات الشهيرة، وتعتمد تكنولوجيا الموقع على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التسلية وشبكات التواصل، وتحليل استخدامات المشتركين من خلال نموذج ذكاء اصطناعي معقّد يوفر المحتوى وفق تفضيلات المستخدمين ويضمن بقاءهم لوقت أطول على المنصة، ويمثل هذا النظام القائم على تعلم الآلة نقطة الخلاف الأساسية بين التطبيق وغيره من منصات التواصل الأخرى، التي تعتمد بنسبة أقل على الذكاء الاصطناعي، والغريب أن الموقع يمكنه التنبؤ بما يحبه المستخدم حتى من قبل أن يستخدم التطبيق من الأساس، بما يشبه نوعًا من قراءة الأفكار.خصوصية وتهديدوربما ما حققه التطبيق الصيني الشهير من نجاحات خلال فترة وجيزة، هو ما دفع الإدارة الأمريكية لأن تسعى لتقييد وصول المقيمين على أراضيها إلى التطبيق بسبب مخاوف من احتمال أن تستخدمه حكومة بكين كوسيلة لمراقبة الناس والدعاية لها.غير أن تقرير لـ «بيزنس إنسايدر» كشف أن المخابرات الأمريكية وعلى الرغم من تخوفها الواضح من ارتباط «تيك توك» بالسلطات الصينية، إلا أنها أعلنت أنه ليس هناك أي دليل واضح حتى الآن على أن السلطات الصينية تحصل على البيانات الخاصة بمستخدمي الولايات المتحدة من تطبيق تيك توك، وأن الشكوك الحالية كلها تصب في نقطة السيطرة الصينية بحكم أن الشركة تقع داخل بكين واحتمالية تبعيتها كبيرة، لكنه ليس هناك دليل مادي ملموس على ذلك.وكشف التقرير أن ذلك التطور الذي أعلنت المخابرات الأمريكية يضع صفقة الاستحواذ وبوضوح داخل أزمة واضحة مع الإدارة الأمريكية، لا سيما أن الرئيس ترامب قرر فرض مسألة استحواذ شركة أمريكية على تيك توك لعوامل الأمان الخاصة بالمستخدمين في الولايات المتحدة بسبب مخاوف تسريب البيانات.لوائح تنظيميةوتخطط «تيك توك» لمقاضاة إدارة ترامب على الأمر التنفيذي للرئيس الذي يحظر المعاملات مع التطبيق المملوك للشركة الصينية بايت دانس.فيما أعلنت الإدارة الصينية، عن عدد من اللوائح التنظيمية تلزم الشركات بالرجوع إلى الحكومة للموافقة قبل تصدير أو بيع بعض التكنولوجيات، ومنها أشكال معينة من الذكاء الاصطناعي مثل التعرف على الصوت، وتحليل البيانات وتوصية المحتوى.
مشاركة :