اعترفت الممثلة السورية ديمة بياعة، بأنها المسؤولة عن عدم نيلها ما تستحقه فنياً على مستوى الأدوار، مبررة ذلك باعتذارها عن العديد من العروض الجيدة التي قُدمت لها لـ«ظروف عائلية».ولفتت في حوار مع «الراي» إلى أنها لا تفكر في المستقبل ولا تخطط له «لأن التخطيط يخيفني وأخشى العراقيل والإحباط وأفضّل أن أترك الأمور على سجيتها».بياعة، الممثلة والأم والزوجة، والتي تقيم حالياً في دبي، تحتل الأمومة والعائلة المرتبة الأولى في سلّم أولوياتها، وهي ترجمت هذه القناعة فعلاً وليس قولاً فقط عندما حرصتْ على أن تلعب دورها كأمّ على أكمل وجه حين كان ولداها طفلين، وفي مرحلة لاحقة عندما كبرا. • هل ترين أنك نلتِ ما تستحقينه فنياً على مستوى الأدوار؟- كلا، ولكنني المسؤولة عن ذلك، لأنني تلقيتُ الكثير من العروض والأدوار الجيدة، إلا أنني اعتذرتُ عنها بقرار شخصي بسبب ظروفي العائلية، ولا علاقة لشركات الإنتاج بذلك.• هل تفكرين بالتعويض مستقبلاً؟- لا أفكر في المستقبل ولا أخطط له، لأن التخطيط يخيفني وأخشى العراقيل والإحباط وأفضّل أن أترك الأمور على سجيتها، وشقيقتي تلومني دائماً على ذلك. في لحظة واحدة يمكن أن أنهي كل شيء.• هل لأنك سبق أن خططتِ في الماضي لمستقبلك وفشلت؟- كلا، بل لأنني يمكن أن أتراجع فوراً. لكن شغفي بالتمثيل كبير جداً، وأنظر إليه بطريقة خاصة جداً، وأعتبر أن الممثل كلما كان عفوياً وطبيعياً كلما كان أقرب للناس.• ما الأعمال التي تابعتِها ولفتتك في رمضان الفائت؟- أحببت «حارس القدس»، كما أعجبني مسلسل «مقابلة مع السيد آدم» وتابعتُ حلقات عدة منه. وأيضاً تابعتُ حلقات عدة من «النحات» و«الساحر»، ولكن المسلسل الذي تابعته كاملاً هو «أولاد آدم».• ما رأيك بأعمال الـ15 حلقة كـ«النحات» و«الساحر» وهل أساءت إلى نجومها؟- هذان العملان أُجبرا على أن يكونا من 15 حلقة بسبب أزمة «كورونا». ولكن الأعمال المؤلفة من 10 أو 15 حلقة كالتي تُعرض على «نتفلكس» جيدة جداً، وتُغْني عن التطويل. لكننا محكومون برمضان وبإنتاج مسلسلات من 30 حلقة.لم أتابع كل حلقات «النحات» و«الساحر» ولا أريد أن أظلمهما، إذ حُذفت منهما بعض المَشاهد بسبب وقف التصوير نتيجة أزمة «كورونا»، عدا عن أن ظروف التصوير سيئة جداً.• كيف هي علاقتك بـ«السوشيال ميديا»، وخصوصاً أنك تصبحين «ترند» بمجرد نشر صور لك أو خبر عنك؟- التوفيق من الله. أنا قريبة من الناس، ولا أجد نفسي مضطرة للكذب والادعاء. لستُ مع فكرة تصوير بيتي وعرْضه عبر «السوشيال ميديا»، والتباهي بما أملك، ولا يمكن أن أفعل ذلك حتى لو كنتُ من أثرى الأثرياء. كما أنني لا أنشر صور أولادي وزوجي إلا في بعض المناسبات، على عكس زوجي.مَن يَظْهر عبر «السوشيال ميديا» يجب أن يكون هادئاً كي يتمكن من استيعاب الأشخاص الذين يحملون هواتفهم لأنهم من مستويات أخلاقية مختلفة، وهناك مَن يتقنّعون بأخلاق لا تشبه أخلاقهم الحقيقية وراء هذا الجهاز ويسيئون إلى الفنان بتعليقاتهم، وتالياً يفترض بالفنان أن يكون هادئاً وقادراً على استيعابهم كي لا يتعقّد نفسياً أو «يعصّب».• سبق أن أعلنتِ عن رغبتك في إنجاب طفلة صغيرة، فهل هذا الأمر سيبقى في إطار التمني في ظلّ الظروف الصعبة التي نعيشها؟- أتمنى أن أنجب طفلةً وأن يحقق الله أمنيتي. فجأة صار عندي شعور بأن أولادي كبروا وصاروا شباباً ولهم حياتهم ومشاغلهم، وصرتُ أفكّر متى كبروا. أنا أحب الأولاد كثيراً.• تقيمين في دبي، فهل لدراسة أولادك دور في ذلك؟- أقيم في دبي منذ وقت طويل وربما نغادر إلى السويد، لأنه أصبح بإمكان زوجي أن يحصل على جنسيتها، ولكن ورد سيتخرّج بعد سنتين ومن الصعب أن نغادر دبي حالياً، عدا عن أن الجو البارد لا يناسبني.• المزاجية صفة عند غالبية الفنانين، فهل تعتبرين نفسك إنسانة مزاجية؟- أنا شخص متردّد ومزاجي، ولكنني لست من النوع الذي ينقلب فجأة من الفرح إلى الحزن. مزاجية لناحية خروجي من البيت أو لناحية اختيار الطعام، وغالباً ما أحتاج إلى مساعدة القريبين مني. كثيرون هم الفنانون الذين يتحدثون عن المزاجية، وربما يعود السبب إلى ضغوط العمل.• علاقتك بزوجك أحمد الحلو مميّزة، لكن كيف تردّين على تعرّضكما للكثير من الانتقادات، حتى أن هناك مَن يتّهمكما بالتحرر الزائد عندما ترقصان معاً أو تتعانقان؟- هذه الانتقادات لا تهمّني، وأستغرب كيف أن الناس يمكن أن يتقبّلوا دوراً أقبّل فيه زميلاً ممثلاً أو مشهدَ رقصٍ معه أو أن أشارك في برنامج للرقص، ولا يتقبلون رقصي مع زوجي. وكأن الرقص مع الغريب حلال والرقص مع زوجي حرام. عقليات الناس مختلفة بحسب البيئة التي ينتمون اليها. مَن يتعرفون إليّ عن قُرب، يقولون إنني أملك شخصية مختلفة عن تلك التي أطلّ عبرها على الشاشة.• تتميزين بصراحتك وعفويتك وبُعدك عن التصنع، وهي صفات نادرة بين النجوم، هل يمكن أن تؤذيك هذه الصفات؟- هي لا تؤذيني، ولم تعرّضني يوماً لأي موقف سلبي. أتصرف بشخصيّتي الحقيقية ولا أجيد ارتداء الأقنعة، إما أن أحبّ الآخَر أو أحذفه من حياتي، وعندما أنزعج من شخص أعبّر له عن انزعاجي، ومن المستحيل أن أقاطع أي شخص تضايقتُ منه. التعامل بهذه الطريقة مريح جداً، ولسنا مضطرين لخسارة أشخاص لمجرد أنهم ارتكبوا هفوة في حقّنا عن غير قصد، لأننا أحياناً قد نسيء فهْم الآخَر. هذه الطريقة تريحني في الحياة، وأنا أربي أولادي على هذا النهج، وأقول لهم «لا تحبسوا في قلوبكم»، وأي شخص سواء كان قريباً من قلبكم أو بعيداً عنه، حقه عليكم أن يعرف سبب تجاهلكم له أو انزعاجكم منه. التجاهل أمر سيئ، لأن مَن نتجاهلهم هم أرواح، ويمكن أن نُلْحِق الأذى بهم، إذا كان تصرّفهم عن غير قصد. أنا لا أؤذي أحداً ولا أحد يؤذيني.
مشاركة :