منذ 120 ألف عام بما يعرف الآن بشمال السعودية، توقفت مجموعة صغيرة من الإنسان العاقل للشرب والأكل في بحيرة ضحلة كانت ترتادها أيضا جمال وفيلة أكبر من أي نوع نراه اليوم. وربما يكون البشر اصطادوا الثدييات الكبيرة، لكنهم لم يبقوا طويلا هناك، مستخدمين برك المياه كنقطة طريق في رحلة أطول. تعلن #هيئة_التراث عن تفاصيل الاكتشاف الأثري الجديد "آثار أقدام لبشر وحيوانات مفترسة تعود لأكثر من 120 ألف سنة".#وزارة_الثقافةpic.twitter.com/6mj66f4HBq— هيئة التراث (@MOCHeritage) September 16, 2020 اكتشف فريق آثار سعودي دولي آثار أقدام لبشر وفيلة وحيوانات مفترسة حول بحيرة قديمة جافة على أطراف منطقة تبوك يعود تاريخها إلى 120 ألف سنة.الرئيس التنفيذي لهيئة التراث د. جاسر الحربش:"هذا الاكتشاف الأثري المهم يمثل الدليل العلمي الأول على أقدم وجود للإنسان في أرض الجزيرة العربية." pic.twitter.com/s0cRDWieNT— عبد العزيز الخميس (@alkhames) September 16, 2020 وأعاد الباحثون بناء هذا المشهد التفصيلي في دراسة جديدة نُشرت في مجلة Science Advances يوم الأربعاء 16 سبتمبر، بعد اكتشاف آثار أقدام بشرية وحيوانية قديمة في صحراء النفود الكبير التي ألقت ضوءا جديدا على الطرق التي سلكها أسلافنا القدامى أثناء انتشارهم خارج إفريقيا. واليوم، تتميز شبه الجزيرة العربية بصحاري قاحلة شاسعة كانت غير مضيافة للناس الأوائل والحيوانات. لكن الأبحاث التي أجريت على مدار العقد الماضي أظهرت أن هذا لم يكن دائما هو الحال، نظرا لتغير المناخ الطبيعي، فقد شهدت ظروفا أكثر اخضرارا ورطوبة في فترة تُعرف باسم آخر عصر جليدي. Ancient footprints in Saudi Arabia show how humans left Africa https://t.co/jAUyGIYzYZpic.twitter.com/bFQvIOeKMj— CTV News (@CTVNews) September 16, 2020 Ancient footprints in Saudi Arabia show how humans left Africa @ScienceAdvanceshttps://t.co/cYhiblI5id— Phys.org (@physorg_com) September 16, 2020 New Era of Saudi historical discoveries @azizalhinde New discovery in Saudi Arabia: Human footprints on the bank of an ancient lake in Al-Nafud desert in Tabuk Region dated back to 85,000 years. via @spagovhttps://t.co/Ydxf4iudDX— ReemZeyad (@Reem01763878) May 19, 2018 وكانت شبه الجزيرة العربية في ذلك الوقت أقرب إلى الأراضي العشبية شبه القاحلة في السافانا الإفريقية الحديثة. وقال المؤلف الأول للورقة ماثيو ستيوارت من معهد ماكس بلانك للبيئة الكيميائية في ألمانيا، لوكالة فرانس برس، إن آثار الأقدام اكتُشفت خلال عمله الميداني للدكتوراه في عام 2017 بعد تآكل الرواسب التي تعلوها في بحيرة قديمة يطلق عليها اسم الأثر بالعربية. وأضاف أن "آثار الأقدام هي شكل فريد من أشكال الأدلة الأحفورية من حيث أنها تقدم لقطات في الوقت المناسب، وعادة ما تمثل بضع ساعات أو أيام، وهي دقة لا نحصل عليها من السجلات الأخرى". ووقع تأريخ الآثار باستخدام تقنية تسمى التلألؤ المحفز البصري، وهو تفجير الضوء على حبيبات الكوارتز وقياس كمية الطاقة المنبعثة منها. وفي المجموع، تم تحديد سبعة من مئات الآثار المكتشفة على أنها أشباه البشر، بما في ذلك أربعة تم تفسيرها، نظرا لاتجاهها المماثل، والمسافات عن بعضها البعض والاختلافات في الحجم، على أنها شخصان أو ثلاثة أفراد يسافرون معا. ويجادل الباحثون بأن هؤلاء ينتمون إلى البشر المعاصرين تشريحيا، على عكس إنسان نياندرتال، على أساس أن أبناء عمومتنا المنقرضين لم يكن معروفا وجودهم في منطقة الشرق الأوسط الأوسع في ذلك الوقت. وقال ستيوارت: "نعلم أن البشر كانوا يزورون هذه البحيرة في نفس الوقت الذي كانت تتواجد فيه هذه الحيوانات، وعلى غير العادة بالنسبة للمنطقة، لا توجد أدوات حجرية"، ما يشير إلى أن البشر أقاموا مستوطنة طويلة الأجل هناك. وتابع: "يبدو أن هؤلاء الناس كانوا يزورون البحيرة بحثا عن الموارد المائية ولمجرد البحث عن الطعام في نفس الوقت الذي يزورها فيه الحيوانات"، وربما لصيدهم أيضا. وكانت الأفيال، التي انقرضت في منطقة بلاد الشام المجاورة منذ نحو 400 ألف عام، من المفترض أن تكون فريسة جذابة بشكل خاص، كما يشير وجودها أيضا إلى موارد المياه العذبة الوفيرة والمساحات الخضراء. وبالإضافة إلى آثار الأقدام، تم العثور على نحو 233 حفرية. وأوضح ستيوارت إنه كان معروفا سابقا أن البشر الأوائل انتشروا إلى أوراسيا عبر جنوب اليونان والشام، مستغلين الموارد الساحلية على طول الطريق، لكن البحث الجديد أظهر أن "الطرق الداخلية، التي تتبع البحيرات والأنهار، ربما كانت ذات أهمية خاصة أيضا". وأضاف كبير مؤلفي الدراسة مايكل بيتراجليا من ماكس بلانك: "إن وجود الحيوانات الكبيرة مثل الفيلة وفرس النهر، جنبا إلى جنب مع الأراضي العشبية المفتوحة والموارد المائية الكبيرة، ربما جعل شمال الجزيرة العربية مكانا جذابا بشكل خاص للبشر الذين ينتقلون بين إفريقيا وأوراسيا". المصدر: phys.orgتابعوا RT على