أوضحت صور الأقمار الاصطناعية التي نشرتها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ووكالة الفضاء الأوروبية، رصد تراجع شهدته الصين خلال شهرى يناير وفبراير في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين، التي تنتج في الغالب عن استخدام الوقود الأحفوري ونجم ذلك عن التباطؤ الاقتصادي الذي شهده هذا البلد، خلال فترة الحجر الصحي نتيجة انتشار فيرس COVID-19 المستجد الذى ألزم العالم بالحجر الصحى لتفادى انتقال العدوى .وتفيد نتائج استخلصها باحثون من مركز "أبحاث الطاقة والهواء " المتخصص في دراسة التبعات الصحية لتلوث الهواء، بأن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناجم بدوره عن استخدام الوقود الأحفوري، تراجعت هي الأخرى، بنسبة 25 في المئة بسبب الإجراءات المتخذة لاحتواء التفشي الوبائي للفيروس .ومواجهة انبعاثات الغاز المسببة لظاهرة الاحتباس الحرارى تحتاج لإعادة ترتيب تأثير الأنشطة البشرية بما في ذلك التنقل والسفر وايقاف الصناعة. وقال الدكتور خالد فهمى وزير البيئة السابق، ان توقف الانشطة اليومية عامة أدى الى انخفاض معدلات تلوث الهواء كما لاحظ القمر الصناعي تحسينات جذرية في العديد من المناطق التي كانت تخضع للحجر الصحي التقييدي بسبب ظهور فيرس COVID-19".واوضح وزير البيئة السابق فى تصريحات خاصة لـ" صدى البلد "أن فيرس كورونا تسبب في اثار اقتصادية وبيئية، وتحسنت البيئة وقل تلوث الهواء وانبعاثات غازات الاحتباس الحرارى لكن هناك تحديات قادمة يجب ان تستوقنا جميعا وهى ركود بالاقتصاد العالمى لتوقف الصناعة والطيران وأشكال النقل الأخرى.وتابع أن توقف الانشطة الاقتصادية يؤدى الى مكاسب بيئية وذلك يتعارض مع مبدأ الاستدامة لتحقيق تنمية اقتصادية والحفاظ على التوازن البيئى فى نفس الوقت، مؤكدا ان النجاح هو تحقيق الاستدامة من خلال استمرار الصناعة وخفض الملوثات .وأكمل أنه قبل ظهور فيرس كورونا كان هناك مؤشرات بحدوث ازمة اقتصادية، وبعد ظهور COVID-19 اصبح هناك ازمة اقتصادية مؤكدة نتيجة توقف انشطة السياحة والطيران على سبيل المثال فلن تعود حركة الطيران والسياحة الى معدلات نموها الطبيعية، مؤكدا ان ظهور الازمة الحالية كانت مؤكدة وسنواجهها عاجلا ام اجلا نتيجة الثورة الصناعية الرابعة.وتابع إن التئام ثقب الأوزون فوق القطب الشمالي له تداعيات وأهمها اتفاقية مونتريال، مضيفا أن تجميد الأنشطة الاقتصادية نتيجة انتشار فيرس كورونا تسبب في ظهور النتيجة بشكل أسرع، ولكن هذه الحلول المؤقتة غير مستدامة وغير حقيقية.وأضاف انه مع عودة الحياة إلى طبيعتها ستحدث تفاعلات كيمياية في طبقات الغلاف الجوى، مما يؤدي إلى عودة ثقب الأوزون مرة أخرى، ولكن هناك دروس مستفادة من أزمة فيرس كورونا في المجال البيئي، وأهمها ما هي الإجراءات السريعة المتبعة حال وجود ملوثات بيئية حادة، ويجب وضع حلول سريعة وموضوعية لحل أي أزمة خاصة بالبيئة، ويجب أن يكون هناك استدامة بيئية.وأكد فهمى أن توقف الأنشطة الاقتصادية بنسبة ٥٠% لعدة أشهر، أدى إلى خفض الملوثات بنسبة ٣٠%، ولكن هذا الوقوف المؤقت ليس هو الحل لخفض الملوثات، ولكن النجاح الحقيقي هو النجاح من خلال تحقيق الاستدامة البيئية مع الاقتصاد وما حدث من نتائج إيجابية لجودة الهواء وخفض أحمال تلوث الهواء في هذه الفترة لن يكون الحل للنجاة من تدهور البيئة منذ اندلاع الثورة الصناعية.وأوضح أن آثار التغيرات المناخية متدهورة منذ ٨٠ عاما، وتراجع حالة الملوثات خلال أزمة فيرس كورونا لبضعة أشهر ليست حلا، وهناك مخاطر أخرى نواجهها.كما أن الهدف الرئيسي لبروتوكول مونتريال هو حماية طبقة الأوزون من خلال اتخاذ تدابير لمراقبة الإنتاج العالمي واستهلاك الإجمالي للمواد المستنفدة للأوزون، مع الإبقاء على الهدف النهائي المتمثل في القضاء على هذه المواد عن طريق تطوير المعارف العلمية والتكنولوجية البديلة.يذكر أن خدمة "كوبرنيكوس" لرصد الغلاف الجوى أعلنت عن التئام أكبر ثقب لوحظ فى طبقة الأوزون في القطب الشمالي قد أغلق، إذ اكتشف العلماء علامات تشكله في أواخر مارس، ويعتقد أنه كان نتيجة درجات الحرارة المنخفضة في القطب الشمالي.
مشاركة :