أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أن تبني المهارات الاستباقية والاستشرافية لم يعد مجرد خيار كمالي، بل قرار استراتيجي، حيث نعيش في عالم متسارع في تغيراته، وكثيرة هي تحدياته، ولن نتمكن من بلوغ مداه والعيش في غداه إلا بدراسة مستقبله والغوص في أعماقه وفواصله. وأضاف المالك، خلال كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لورشة العمل التدريبية حول التخطيط الاستراتيجي لاتخاذ القرار، التي انطلقت أعمالها اليوم الخميس، وتستمر على مدى يومين في جامعة الأخوين بمدينة إفران المغربية، وتعقدها الإيسيسكو بالتعاون مع مؤسسة كونراد أدينهاور الألمانية، لفائدة عدد من المديرين التنفيذيين وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة. وقال الدكتور المالك إن جائحة كوفيد 19 وما يصحبها من غموض ومخاوف تمس مستقبل البشرية، ما هي إلا ناقوس خطر أوضح مدى هشاشة الأنظمة المعمول بها أمام مثل هذه التحديات والمتغيرات، التي تفرض علينا طرائق مختلفة ونماذج لابد أن تكون إبداعية للاستجابة لها، والتعامل معها. وتابع المالك: “مفهوم الاستشراف ليس جديدا في ثقافة عالمنا الإسلامي، لكننا نجد أنفسنا اليوم في تحد لإحيائه، وهذا ما تسعى الإيسيسكو لتحقيقه من خلال نشر فكر الاستشراف ومعارف الاستباق وتوسيع دائرة التمكن، في إطار المواثيق الأخلاقية، التي تربط بين الأجيال الحالية والمستقبلية، حيث بدا واضحا جليا أن استشراف المستقبل أحد أنجع سبل الحفاظ على الموروث الثقافي الفكري والاجتماعي والعلمي والاقتصادي، وتطوره ودعمه لتحقيق الرخاء والازدهار، وتزداد أهميته في ظل توقعات علمية بارتفاع نسب الفقر والأمية بالعالم، مع التزايد الكبير في عدد السكان، إذا ترجح التوقعات أن يصل عدد سكان العالم إلى 9.7 مليار نسمة عام 2050م، و11.2 مليار نسمه عام 2100م”. وأضاف المدير العام للإيسيسكو أن الاستشراف وسيلة عقلانية لتجاوز الغموض السائد حول المستقبل، وتبديد المخاوف، فالأزمات تصنع الأمل وتجبرنا على ابتكار وسائل خلاقة في العمل وتمنحنا دروسا لاستخلاص العبر وبناء مستقبل أكثر إشراقا واستدامة، موضحا أنه انطلاقا من ذلك تسعى الإيسيسكو إلى تحقيق هذه الأهداف لتشمل عالمنا الإسلامي وشعوبه، من خلال القيام بدراسات محكمة دقيقة وندوات علمية سديدة ودورات تدريبية مفيدة، للمضي قدما نحو بناء مستقبل أفضل نستشرف معالمه ونستبق أحداثه.
مشاركة :