واشنطن تريد الاستفادة من عجلة إيران لإبرام اتفاق نووي

  • 11/12/2013
  • 00:00
  • 162
  • 0
  • 0
news-picture

تأمل الولايات المتحدة برأي عدد من المحللين في الاستفادة من عجلة ايران التي تخنقها العقوبات الاقتصادية، لابرام اتفاق بشأن برنامجها النووي رغم المجازفة بتشويش علاقاتها مع اسرائيل وبعض دول المنطقة المعارضة لأية تسوية. ويرى خبراء قابلتهم وكالة فرانس برس غداة فشل مفاوضات جنيف، ان طهران «على عجلة اكثر» من واشنطن لابرام اتفاق موقت مع القوى العظمى، فيما يرغب الامريكيون من جانبهم «جني فائدة» من هذه النافذة الدبلوماسية مع ايران لتفادي حرب جديدة في الشرق الاوسط. وقال حسين ابيش من مجموعة العمل الامريكية حول فلسطين «اميركان تاسك فورس» ان الولايات المتحدة في سعيها الى ابرام اتفاق السبت في جنيف «ربما حاولت الذهاب بعيدا بعض الشيء وبسرعة كبيرة، لكنها اندفعت بحماسة الايرانيين». وراى الخبير «ان تلاقي الرغبات الايرانية والامريكية في تفادي مواجهة هو الذي يجعل التوصل الى اتفاق امرا ممكنا» بعد عشر سنوات من التعثر بشأن مشكلة برنامج طهران النووي المشتبه بانه يخفي مآرب عسكرية تحت ستار انشطة مدنية. ويعارض علي رضا نادر الاخصائي في مركز الدراسات فكرة «تسرع الولايات المتحدة» في التفاهم مع ايران بأي ثمن، علما بان العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين الدولتين منذ العام 1980. فبالرغم من الانفراج منذ المكالمة الهاتفية اواخر سبتمبر بين الرئيسين باراك اوباما وحسن روحاني، ما زالت العلاقات مشوبة بريبة كبيرة ومطبوعة باكثر من ثلاثين سنة من المواجهة والضغينة، ما يمنع في الوقت الحاضر اعادة بناء علاقة ثقة. واعتبر نادر ان ذلك لم يكن ليشكل عائقا امام اي «اتفاق جيد» مؤقت في جنيف «يحد من تخصيب اليورانيوم» ويسجل «خطوة اولى لوقف تقدم ايران نحو (امتلاك) القدرة على انتاج اسلحة نووية». وذكر هذا الخبير بان ادارة اوباما فضلت دوما الطرق الدبلوماسية لتسوية الازمة النووية. وشدد على «انه ليس موقف الولايات المتحدة الذي تغير في الاشهر الاخيرة» بل بالاحرى «ايران هي التي تريد الان التفاوض». وفي الواقع تأمل طهران في تخفيف بعض العقوبات التي تخنق اقتصادها . وبخاصة تلك التي أدت الى تجميد ارصدة في مصارف دول اخرى لكن ليس في الولايات المتحدة، وهي مبالغ تقدر بعشرات المليارات من الدولارات. الا ان وزير الخارجية الامريكية جون كيري الذي توجه على عجل الى جنيف الجمعة مع نظرائه في مجموعة 5+1، نفى الاحد ان يكون يسعى الى تسريع اتفاق مع ايران، مؤكدا ان الولايات المتحدة «ليست عمياء، ولا اعتقد اننا اغبياء» في هذه المحادثات التاريخية. ووجه ايضا رسالة جديدة الى اسرائيل التي تتخوف من تقارب بين الولايات المتحدة وايران، مؤكدا «اعتقد اننا قادرون على معرفة كيف نتصرف بطريقة تخدم مصالح بلادنا والعالم وخاصة حلفاءنا مثل اسرائيل ودول الخليج وغيرها من دول المنطقة». ولفت المحللون في الواقع الى ان اسرائيل ودول خليجية «لا يريدون اي اتفاق» بين واشنطن وطهران. وقال تريتا بارسي رئيس مجموعة الضغط والابحاث في المجلس الوطني الامريكي الايراني «ان الاسرائيليين ابلغوا بأنهم يريدون ان تشنّ الولايات المتحدة الحرب على ايران. فان كان هناك اتفاق لن تكون هناك حرب، لذلك هم منزعجون». ورأى نادر ايضا «قلقا» لدى الاسرائيليين والخليجيين في حال «تحسن العلاقات الامريكية الايرانية على حسابهم» لان ايران ستكسر «عزلتها» وستلعب «دورا اكبر على الساحة الاقليمية». واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه سيبذل «كل ما بوسعه لاقناع القوى العظمى بتفادي ابرام اتفاق سيء» مع العدو الايراني حتى ان اسرائيل ستستخدم تأثيرها على الكونغرس الامريكي الذي يريد قسم منه تشديد العقوبات. أما في جانب الخليج فلفت ابيش الى ان هناك «فقدان ثقة في الولايات المتحدة بصفتها ضامنا للامن الاقليمي». وقال هذا الاخصائي «ان الخليجيين بدأوا يتساءلون لماذا تكافئ الولايات المتحدة أعداءها وتعاقب أصدقاءها».

مشاركة :