أعلنت الخرطوم استعدادها للإسهام الجاد في حل مشكلة الحرب الأهلية المندلعة في جنوب السودان، مشيرة إلى أنها مؤهلة أكثر من غيرها للعب هذا الدور، بسبب التداخل الكبير بين البلدين والعلاقات التاريخية التي تربط بينهما. وقال رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني مصطفى عثمان إسماعيل، إن السودان يعد الدولة الأولى المؤهلة لحل الأزمة بدولة جنوب السودان، معتبراً وجود وزير الخارجية السوداني ضمن اجتماعات الايقاد بالرئيس الأميركي بإثيوبيا اعترافاً دولياً بأهمية دور الخرطوم لمعالجة أزمة جوبا. وشارك وزير الخارجية السوداني دكتور إبراهيم غندور في الاجتماع، تلبية لدعوة أميركية حيث تعهد بأن تبذل بلاده دوراً كبيراً في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الجنوبيين. ودعا المجتمع الدولي إلى بذل مزيد من الضغوط على طرفي الحرب في جنوب السودان. وكانت دول الجوار قد تقدمت بوثيقة للأطراف المتحاربة، تتضمن مقترحا لحل المشكلة، ونص المقترح على أن تكون العاصمة جوبا خالية من قوات الطرفين، وأن تتولى حمايتها قوات تتبع لبعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وأن تبدأ فترة انتقالية مدتها ثلاثة سنوات، يبقى خلالها الرئيس سلفاكير ميارديت في منصبه الحالي، على أن يكون خصمه رياك مشار، نائبا أول للرئيس. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد هدد طرفي الحرب الأهلية في جنوب السودان بأنهم سيواجهون عقوبات دولية، إذا لم يتمكنا من وضع حد للخلاف الدائر بينهما والذي تسبب في حرب أهلية منذ ديسمبر من العام قبل الماضي. وأبدى الرئيس الأميركي تشددا واضحا في أن العقوبات سوف تفرض في حال إخفاق الجلسة القادمة في 17 أغسطس المقبل في وضع حد للقتال الأهلي . وبحث أوباما مع رؤساء كينيا ، وأوغندة ، ورئيس الوزراء الإثيوبي ، ووزير الخارجية السوداني ، السبل الكفيلة بإنهاء الأزمة الإنسانية في الجنوب، مؤكدا أن بلاده تشعر بقلق شديد حيال معاناة المدنيين في الدولة الوليدة . وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسالين الذي استضافت بلاده المحادثات ، " إذا لم يحدث تطور مهم خلال الجلسة القادمة ، سيتعين علينا عندئذ أن نبحث عن الوسائل الأخرى لفرض ضغط أكبر على الطرفين . وستكون العقوبات مؤلمة لكليهما " . من جهته قال رئيس الوزراء الإثيوبي بأن المفاوضات تعثرت وقتاً طويلاً . وقال " الناس على الأرض يعانون ، ولا يمكننا السماح بأن يستمر ذلك . لذلك يجب أن يبعث الاجتماع المقبل للقادة الإقليميين إشارة قوية إلى الطرفين .
مشاركة :