شدّد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم على أنه لن يسمح، وفق صلاحياته كرئيس للمجلس، باستخدام أسماء نساء فاضلات من الأسرة الحاكمة أو خارجها، وإقحامهن بشكل يفتقد الى الرجولة والمروءة في أتون الابتزاز السياسي، مؤكداً أن النائب محمد المطير أقحم اسم الشيخة العنود الأحمد في السجالات، إما لأنه يريد إحراج سمو رئيس الوزراء في «عمل ليس به رجولة أو ذرة مروءة»، وإما لأنه «ينافق» ويحاول أن «يمسح جوخ لبعض الشيخات»، وهذا شأنه، لكن مكانه خارج قاعة عبد الله السالم.وإذ أعرب عن يقينه بأن الشريعة والشرع براء من المطير كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، وصف الغانم نقل المطير تصريحاً له أدلى به في العام 2012 ونقله بشكل مجتزأ وربطه بأمور حدثت في العام 2020، بأنه «عمل جبان لا يقوم به إلا وضيع».وقال رئيس مجلس الأمة، في تصريح صحافي بمجلس الأمة أمس، «ردي على إساءة النائب محمد المطير مُلزم، لأنه أقحم اسم سيدة فاضلة يحترمها كل الكويتيين في خلافات سياسية يجب إبعادها عن النساء الفاضلات».ورداً على ادعاء المطير شطب مدح للشيخة العنود الأحمد، أوضح الغانم أنها «سيدة يجمع عليها كل الكويتيين بالمحبة وبطيبها وخيرها وتحظى باحترام الجميع، وهي بعيدة عن السياسة، إلا أنه للأسف أقحمها وذكرَ اسمها مع أسماء سيدات فاضلات باستجواب وزير الداخلية أنس الصالح في مرافعته الهزلية التي كانت مثار تندر كل الكويتيين خلال الفترة الماضية»، في إشارة إلى جلسة استجواب وزير الداخلية الأسبوع الماضي.وإذ أكد أن من واجبه كرئيس للمجلس، ووفقاً للمادة (30) من اللائحة الداخلية، بألا يسمح بإقحام أسماء النساء الفاضلات في الخلافات السياسية وشطب ما يتعلق بذلك، قال الغانم: «المطير حاول أن يصور بأنه تم شطب مدح في هذه السيدة التي تستحق أكثر من المدح، لكن ما ذكره لم يكن مدحاً وإنما كان بصيغة مدح يقصد به الإساءة ولا يخرج ما ذكره عن أمرين كلاهما سيئ: الأمر الأول إما أنك كنت تحاول إحراج سمو رئيس مجلس الوزراء بذِكر محارمه وأسماء نساء في أسرته الصغيرة أثناء هجومك الفج عليه وهذا عمل أقل ما يقال عنه بأن ليس به رجولة أو ذرة مروءة».وخاطب الغانم المطير قائلاً: «إذا كنت تريد أن تهاجم سمو رئيس مجلس الوزراء أو أي سياسي فهاجمه بشخصه أو دلّل على كلامك بمستندات أو بأدلة أو بحجج مقنعة فهذا حقك، لكن أن تذكر أسماء نساء فاضلات ومن بينهن السيدة الشيخة العنود في محاولة لإحراج رئيس الوزراء فهذا عمل ليس به رجولة أو مروءة، ولذلك شطب هو وغيره من هذه المرافعة».وأضاف: «أما الأمر الثاني هو أنك تنافق وتحاول أن تمسح جوخ لبعض الشيخات وهذا شأنك، لكن افعله خارج قاعة عبد الله السالم وليس بالقاعة».وأكد الغانم أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، أياً كان، سواء من الأسرة الحاكمة أو من خارجها، فهو بريء حتى تثبت إدانته، مشيراً إلى أن من يحدّد الإدانة من البراءة في دولة المؤسسات هو القضاء العادل.وأضاف: «نتمنّى السلامة والبراءة للجميع، ولا نتمنّى أن يتعرّض أحد لأي إساءة، لكن الدفاع عن أي شخص أو متهم يكون بالدفاع عن أفعاله وأعماله ويحكم عليه بالإدانة أو بالبراءة بناء على عمله، وليس بناء على مَن هي خالته أو مَن هي عمته أو مَن هي جدته مع احترامي لكل الشخوص والأسماء».وأوضح الغانم أن المادة (29) من الدستور نصت على أن الناس متساوون في الكرامة الإنسانية، وأيضاً متساوون أمام القانون ولا يوجد أحد أعلى من أحد، و«وفق هذه المقاييس فجهات التحقيق لا تسألك ماذا فعلت ولا تحكم عليك بعملك ولكن أول ما تسألك تسألك منو خالتك أو منو عمتك أو منو جدتك؟ وبناء عليه تقرر إذا كنت بريئاً أو مداناً، وهذا الكلام الذي كان يقوله المطير في مرافعته».وأشار رئيس مجلس الأمة إلى أن سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد أكد في خطابه أن القانون فوق الجميع ولا أحد فوق القانون، مضيفاً «سموه أكد على ذلك مراراً وتكراراً وكذلك في مناسبات سابقة لسمو الأمير وكذلك الدستور الذي أقسمنا على احترامه».وقال الغانم: «من ضمن محاولات النائب المطير في الإساءة لي وهذا أمر غير مستغرب منه، كان يقول في مرافعته (لن أقول مثل غيري من يقول لكم تبون الحكم ولا ما تبونه)، أقول له على الأقل من باب الأمانة والرجولة وإن كنت تتحلّى بأخلاق الفرسان فلتقل تصريحي كاملاً من دون اجتزاء».وخاطب المطير بالقول: «أنا قلت هذا الكلام بشكل كامل وليس مجتزأً كما ذكرته في يوليو 2012 في معرض وموقف مختلف تماماً عما حاولت أن تصوّره، فأنا قلت أخاطب ذرية مبارك وأستثني حضرة صاحب السمو وسمو ولي العهد ووجهت نصيحة من ناصح محب وأمين وكانت تتعلّق بمن تأتمر أنت في السابق واليوم بأمره».وأضاف الغانم: «نصيحتي كانت في محلها منذ العام 2012، وثبت صحة كلامي في كل القضايا من بلاغ الكويت والإساءة للقضاء وقروب الفنطاس وغيرها، لكن أنت ما يثبت أنك كنت أداة في ذلك الوقت عندما كانوا مَن تأتمر بأمرهم في الحكومة كنت تقول إن أي استجواب لرئيس الوزراء مخالف للشرع، وبعد خروجهم من الحكومة أصبحت تقول إن استجواب رئيس الوزراء واجب شرعاً، فالآن الشرع يحرم أم يحلل استجواب رئيس الوزراء؟».وتابع: «وإن كنتُ أنا على يقين بأن الشريعة والشرع براء منك كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، فهذا الأمر أنا متأكد منه، ولكن أن تأتي وتذكر هذا الأمر الآن في العام 2020 وتجتزئه وتقرنه بأمر حدث في العام 2012، فأعتقد أنه عمل جبان لا يقوم به إلا وضيع».وأوضح الغانم أن «كل ما يذكرونه بعض الأدوات يبدأ بالحسابات المشبوهة، فهي تذكر المعلومة أو الإشاعة أو التعليمات، وبعدها تأتي على لسان بعض الأدوات مثله ومثل أداة أخرى أيضاً، فحتى من يقفون وراءهم لا يحترمونهم فلا يعطونهم المعلومات أو التعليمات أولاً، بل يضعونها في الحسابات المشبوهة ثم يقولون لهم أنتم الآن الردادات، وهذا أمر راجع لهم فكل إنسان له كرامته ومقامه ومن يقبل على نفسه فالأمر راجع له».واستذكر في هذا الصدد الخطاب التاريخي لسمو نائب الأمير ولي العهد في الثالث والعشرين من أغسطس الماضي عندما وصف الحسابات المشبوهة بمعاول الهدم والافتراء والفتنة، وتأكيده بعدم السماح لفئة ضالة بجر البلد إلى الفتنة والانقسام.وقال في هذا الصدد: «رددت على سموه كرئيس للمجلس وغالبية الأعضاء والشعب الكويتي بالسمع والطاعة، وأؤكد مجدداً بأننا سنقف أمام هذه الفئة الضالة ولن نسمح لها بترويج الأكاذيب والإشاعات بأساليب منحطة والطعن بالذمم والأعراض وكل الأمور السلبية التي شاهدتموها، وسنقتدي ونلتزم بحديث سمو نائب الأمير».ودعا الغانم الشعب الكويتي إلى رصد الأكاذيب والإشاعات التي تحاول بعض الأدوات أن تروجها الآن، معاهداً بأنه سيكشف الكثير مما يحدث في المشهد السياسي بعد فض دور الانعقاد بالأدلة والبراهين والدليل القاطع والواضح.وقال: «سيُفض دور الانعقاد بعد استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء، وسأحاول أن تكون هناك جلسة خاصة أو أكثر إن سمح لنا الوقت، فاستجواب رئيس الوزراء سيكون يوم الثلاثاء، وسيخصص يوم الأربعاء للقوانين وبعدها سيفض دور الانعقاد بناء على تداعيات جلسة الثلاثاء».واختتم الغانم تصريحه قائلاً : «أسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد لكل أبناء الشعب الكويتي ونسأله أن يرجع أميرنا وقائد نهضتنا مُشافى مُعافى إلى البلاد عاجلاً لا آجلاً».
مشاركة :