بعد إلقاء القبض على بعض قياداتها ورحيل المدير الفني للمنتخب الأول لكرة القدم، تسير الكرة البوليفية إلى المجهول دون بوصلة قبل 68 يوما من انطلاق تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا. واستغل القضاء البوليفي التحقيقات الموسعة التي تتم في الوقت الحالي مع مسؤولين بارزين في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد أن قبض عليهم في مدينة زيوريخ السويسرية في 27 مايو (أيار) الماضي، ليمضي قدما هو الآخر في فتح تحقيقات حول بلاغات تتهم بعض القائمين على شؤون الكرة في بوليفيا بالفساد. يذكر أنه ألقي القبض على كارلوس تشافيز رئيس اتحاد بوليفيا لكرة القدم والذي يشغل أيضا منصب أمين صندوق اتحاد أميركا الجنوبية للكرة «كونميبول»، ونائبه خورخي خوستينيانو والأمين العام للاتحاد بيدرو زامبرانو، بالإضافة إلى فرض الإقامة الجبرية على الأمين التنفيذي ألبيرتو لوزادا في بيته. واتهم المسؤولون الأربعة بارتكاب بعض الجرائم المالية والتربح بشكل غير شرعي واستغلال النفوذ والاحتيال. وشملت التحقيقات الأخيرة اتهام مسؤولين آخرين في الكرة البوليفية مثل ماركو أورتيغا رئيس رابطة الدوري البوليفي وأمين صندوق اتحاد الكرة والتر زوليتا، اللذين أفرج عنهما في وقت لاحق بعد أن ثبت عدم تورطهما. وقام المسؤولان بإرسال خطابين للفيفا وكونميبول يشرحان فيه حيثيات براءتهما من التهم المنسوبة إليهما. وتظل عملية اختيار شخص آخر يخلف تشافيز في منصب رئيس الاتحاد البوليفي لكرة القدم قيد التعطيل حيث إن الأخير لم يعلن عن استقالته من منصبه ولا يزال يحتفظ بكامل صلاحياته وسلطاته في قيادة الاتحاد. وقال المتحدث باسم اتحاد بوليفيا لكرة القدم: «تشافيز يمكنه اتخاذ قرارات من محبسه لأنه محبوس احتياطيا ولم يصدر بصدده أي أحكام جنائية». ورغم ذلك، قرر القضاء البوليفي تجميد الحسابات البنكية للاتحاد الكروي في البلاد والذي يدار في الوقت الراهن من قبل قيادات من الصف الثاني. وذكر تشافيز: «أنا ضحية لشيء دبر ضدي على مستوى السلطات العليا»، دون أن يذكر بشكل صريح اسم الرئيس البوليفي إيفو موراليس. وأصبح تشافيز مقتنعا أن القضاء في بلاده يتعامل معه وفقا لأوامر عليا. وقال موراليس، الذي يعرف بولعه بكرة القدم، في أكثر من مناسبة: «هناك مسؤولون يعيشون على حساب كرة القدم وليس من أجلها». ورغم كل الشبهات والاتهامات أعيد اختيار تشافيز لفترة ولاية ثالثة لرئاسة الاتحاد البوليفي لكرة القدم عام 2014. واحتفى مارسيلو كلاوري المليونير صاحب النفوذ الواسع ومالك نادي بوليفار بسقوط تشافيز، حسبما أفاد المتحدث باسم الاتحاد البوليفي لكرة القدم، بيد أن كلاوري لم يكشف عن نيته بعد في الترشح لرئاسة الاتحاد. ويرى الصحافي المخضرم تيتو دي لا فينيا الذي قضى 60 عاما في الصحافة الرياضية أن التحقيقات الجارية في الوقت الحالي ما كانت لتفتح لولا فضائح الفيفا الأخيرة: «أشعر أن وزارة العدل استغلت هذا الحدث العالمي لاتخاذ مثل هذه الإجراءات ضد قادة الاتحاد». ويساند 75 في المائة من الجماهير البوليفية التحقيقات الجارية مع تشافيز، بينما يرفض 25 في المائة منهم حجزه احتياطيا داخل أحد السجون، حسبما أفادت نتائج استطلاع للرأي نشرته صحيفة «الديبير» يوم الاثنين الماضي. ومن الناحية الرياضية أصبحت كل الأمور محل شك كبير، حيث تم عزل مارويسيو سوريا من مهمة الإدارة الفنية للمنتخب بالبوليفي الأول لكرة القدم، بيد أن إلغاء التعاقد لم يتخذ شكله القانوني النهائي قبل التحفظ على لوزادا تحت الإقامة الجبرية في منزله. ويرى قائد المنتخب البوليفي لكرة القدم رونالدو رالديس أن الأفضل للكرة البوليفية هو استمرار ماوريسيو سوريا في منصبه. وذكر رالديس: «هناك عمال جيد تم تنفيذه منذ قدوم ماوريسيو سوريا قبل ستة أشهر.. سيكون أمرا جيدا إذا ما استمر في منصبه وهذا ما أكدنا عليه كلاعبين من أجل أن ننعم بفرصة العمل بهدوء ومواجهة ما هو قادم، حيث إننا أصبحنا على دراية كافية بما يحمله المدرب من أفكار». وتستهل بوليفيا مشوارها في التصفيات المؤهلة للمونديال في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل على ملعبها أمام منتخب أوروغواي، في المباراة التي ستشهد غياب نجمين من أهم عناصر المنتخب الأوروغواياني وهما المهاجمان لويس سواريز وإيدينسون كافاني بسبب عقوبة الإيقاف الموقعة على كليهما. وتابع رالديس: «من الجيد أن نبدأ على ملعبنا وأن تكون المباراة الثانية أمام فريق مقارب في المستوى الفني (الإكوادور في العاصمة كيتو)».
مشاركة :