هيثم طبّاخة يحوّل منزله في حي القنوات الدمشقي العريق إلى متحف تراثي

  • 7/30/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

«افتح هذا الباب لتدخل عالم ألف ليلة وليلة»، بهذه العبارة التي وضعها على باب منزله يستقبلك هيثم طباخة، 62 عامًا، الذي حوّل منزله لمتحف شخصي يستقبل زواره من أصدقائه الأدباء والفنانين يوميًا وبقية الناس كل يوم سبت ليشاهدوا ما يعرضه من مئات المقتنيات التراثية قديمة في حي القنوات الدمشقي العريق. حَرِصَ أبو محمد على أن يكون متحفه تراثيًا بكل مفرداته حيث الجلسة العربية والقهوة المرّة العربية من خلال مصبّات نحاسية تراثية تدلل على تراثية المكان كما يحرص على ارتداء اللباس الشامي التراثي الذي يتكون من الشروال والقنباز والساكو (الشملة) والطربوش يستقبل به زوار متحفه ليؤكد مرّة ثانية على أن كل شيء عنده يضّج تراثًا. ومن أقدم النماذج النادرة التي يضمها المتحف قال طباخة «لدي كيس سيروم فرنسي عمره 150 سنة ما زال محفوظًا بعلبته، ولدي سيف صنع فرنسي عمره مائتا سنة وموثق التاريخ عليه»، مضيفا: «هي هوايتي منذ صغري جمع المقتنيات القديمة افتتحت». افتتح طباخة متحفه الشخصي قبل نحو خمس سنوات في حي القنوات القديم الذي يسمى حي البكوات والباشاوات وسط دمشق يعرض فيه مقتنيات تراثية يصل عددها لنحو 1500 قطعة يعود تاريخ بعضها لمائتي عام خلت ومن أهمها بابور الكاز (موقد الطبخ أيام زمان) وهو بأربعة أشكال ونماذج لدي جميعها وهي الأخرس والضرب والعادي والبريموس الخاص بالسيران والنزهات. لديه مكاوٍ تراثية مختلفة الأشكال أيضًا مكواة الفحم والمكواة التي تعمل على البابور وتلك على الكهرباء المزودة بريسانس. والأجهزة الهاتفية القديمة وجرن الكبّة وجرن الحمام ورحى جرش القمح ومغسلة ومجلى من الحجر التراثي وصناديق صدفية قديمة ونماذج من السفرطاس (أوعية تراثية توضع فيها الأطعمة الخاصة بالعمال والمسافرين) ومنها السفرطاس النحاسي والبورسلان والألمنيوم والستانلس ستيل. وهناك سفرطاسات بطبقتين وثلاث وأربع. كذلك يعرض مجموعة العملات النادرة والقديمة التي يملكها ومنها عملات ورقية ومعدنية بحيث يعرضها حسب تاريخ سكّها. ولديه أشكال من العطور الشامية القديمة، ونماذج لكرسي الحلّاق والحكيم حيث كان حلّاق الحارة هو طبيبها أيضًا يقوم بالحجامة وقلع الأضراس. كما أنه يعرض النملية الخشبية التراثية (مكان وضع الأطعمة والمواد الغذائية في مطبخ المنزل)، ومحامص بن قديمة «كانت والدتي تحمّص البن فيها على بابور الكاز ومن ثم تطحنه في طاحونة يدوية وبعد ذلك تغلي البن على البابور ونشربها في المساء»، قال طباخة. كذلك يعرض المتحف مجموعة من الصور القديمة، منها صور لتخريج أول دفعة أطباء وصيادلة من جامعة دمشق التي كان اسمها الجامعة السورية تعود لعام 1920 وأخرى تعود لعام 1883 لحارتي القنوات وصورة لتجار سوق البزورية ومعهم الشاعر نزار قباني وهو شاب صغير حيث كان برفقة والده الذي كان يمتلك محلاً في سوق البزورية. ويعرض مقتنيات منزلية تراثية مع معلومات عنها على شكل أمثلة شعبية شامية ومنها النحاس والصوف وكنا في دمشق نتداول مثلاً قديمًا. يقول طباخة «الصوف والنحاس وبنات الناس»، وتفسيره أنّ منتجات الصوف والنحاس كما الزوجة الأصيلة تتحمل كل المتغيرات وتخدم البيت لسنوات طويلة. كذلك يعرض سلال القصب القديمة والمثل الشعبي يقول هنا: «كول التين ورفاع الطين» وتفسيره أن سلّة القصب يوضع فيها ثمار التين والتي تكون في آخر فصل الصيف و«بنفس فترة التين كان أهلنا يحضرون الطين (التراب الأحمر والكلسي) لترميم البيوت القديمة في حارات دمشق، فيأتي التين متناغمًا مع الطين بمثل لطيف». يأمل طباخة أن يحافظ أولاده على هذه المقتنيات «كما وعدوني خاصة أنني فتحت سجلاً خاصًا بالمتحف لكتابات الزوار وتعليقاتهم».

مشاركة :