كمال السيد سكرتير جمعية الثقافة والفنون بجدة: والدي كان خطاطًا وتتلمذ على حسني والد سعاد ونجاة

  • 9/18/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عاش بيننا ثلاثة وأربعين عاماً، عمل في إدارة التعليم بالدمام إحدى عشرة سنة، وأكمل الباقي في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، كمال السيد «أبوكريم» أتى إلينا من منبع الفن والثقافة والأدب، من مصر، ومن خلفية ثقافية، فوالده رحمه الله كان خطاطاً بارعاً، تتلمذ على يد الخطاط الكبير محمد كمال حسني، والد كل من الفنانة الراحلة سعاد حسني ونجاة الصغيرة، وأخوه موسيقي متميز، أما هو فكان قارئاً محباً للقراءة، لذلك يقول: حينما عملت في الجمعية شعرت بأنني قريب جداً من هذا المجال. يحمل سمات المصري الأصيل، الطيبة وصفاء القلب، والابتسامة التي تحبه من خلالها. حاورناه ليكون شاهداً على العصر، فهو من شهد بدايات جمعية الثقافة والفنون. * في أي عام كان قدومك للمملكة، وهل جمعية الثقافة والفنون هي أول عمل لك ؟ - وطأت قدماي المملكة تحديداً في الأسبوع الأخير من شهر رمضان عام 1397 قادماً من مصر للعمل بالإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية، وقد كانت إدارة مستحدثة آنذاك.. حيث كان المسمى الأول إدارة التعليم بالدمام، خرجت من المطار في انتظار ركوب مواصلات للدمام.. فرأيت أحدهم يحمل مظروفا مثل الذي معي .. تعرفت عليه .. واستقلينا أتوبيس كاستر مع أسرة مصرية قادمة .. وبدأ السائق في تشغيل الكاسيت بصوت مرتفع بأغاني جنوبية .. وبالطبع كنا مستغربين لأننا لا نعرف اللهجة والموسيقى كانت غريبة على أسماعنا .. نزلت الأسرة المصرية أمام منزلها .. وتبقى العبد الله مع الزميل .. ومن شارع لآخر وتوقف السائق بفرملة سمع صوتها أهل الخبر وقال لنا .. يلا ياشباب هنا الدمام .. دفعنا الأجرة ووقفنا مع الشنط في الشارع لسؤال أحد المارة عن موقع مبنى إدارة التعليم .. وكانت المفاجأة حينما سألنا رجل مسن قادم من صلاة الفجر بالمسجد لو سمحت كيف نصل لإدارة التعليم .. فنظر إلينا باستغراب وقال أنتم هنا في مدينة الثقبة .. وبينكم وبين إدارة التعليم 20 كيلو .. ولما عرف حكايتنا أشفق علينا من المقلب الذي وقعنا به وأشار إلينا بركوب تكسي أصفر والتأكد من أننا بالدمام. وقد استمريت بالعمل بها حتى عام 1408 ما يقارب إحدى عشرة سنة. س- ومتى كانت بداياتك مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام؟ ج- البدايات كانت في عام 1405هـ تحت قيادة الأستاذ صالح أبوحنية مدير الجمعية في ذلك الوقت .. حيث عملت كمتعاون دوام جزئي مع الجمعية وكنت مقرر للجنة الإعلام والنشر التي كانت يرأسها الإعلامي يوسف القضيب. * وهل كان لك اهتمامات ثقافية وفنية قبل مجيئك ؟ - نشأت في أسرة تهتم بالثقافة والفنون .. فلقد كان والدي يرحمه الله من أهم الخطاطين في مصر .. حيث تتلمذ على يد الخطاط الكبير حسني.. والد الفنانة الراحلة سعاد حسني ونجاة الصغيرة، وإخوتي الكبار كانت هوايتهم المفضلة الخط والرسم، أخي الذي يكبرني بأعوام كان من المواهب الموسيقية المتميزة، وكان يعمل بمؤسسة دار الهلال وهي من كبريات المؤسسات الصحفية في مصر وكنت أسبوعيا أقرأ إصدارات دار الهلال (مجلة حواء والكواكب وكتاب الهلال، ومجلات الأطفال سمير وميكي)، ولهذا حينما عملت بالجمعية شعرت بأننى قريب جداً من هذا المجال. * الأنشطة الثقافية ماهي، وما أبرز تلك النشاطات في ذلك الوقت؟ - الأنشطة الثقافية هي كل المناشط التي تهتم بالأدب والفكر، ويتم تقديمها من خلال محاضرات، أمسيات، وندوات، ومناقشات لأهم الإصدارات الأدبية سواء التي صدرت من فترات سابقة أو حديثة، وقد كانت الجمعية تقيم ملتقى أسبوعيا لباقة متميزة من الكتاب والأدباء أذكر منهم على سبيل المثل وليس الحصر الأستاذ محمد العلي، الأستاذ علي الدميني، الأستاذ محمد الدميني، الأستاذ أحمد الملا، الأستاذ عبد الرؤوف الغزال، الأستاذ أحمد سماحة، والأستاذ مبارك العوض وغيرهم الكثير والكثير من الأسماء. كما أذكر مسرحية اللاعبون عن رواية هاملت للكاتب وليم شكسبير وإخراج المخرج جمال قاسم على مسرح جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران في التسعينيات الميلادي، وكان من ضمن شخصيات المسرحية شخصية (اوفيليا) والتي تم تصنيعها من الفوم وكان حجمها كبيرا، وتم لفها بقماش أبيض ووضعها في حوض سيارة بكب، وأثناء توجهنا من الجمعية للظهران استوقفتنا سيارة شرطة لمعاينة هذا الجسم الغريب الملفوف بقماش أبيض، وبعد معاينة المجسم تم السماح لنا بالسير وتأخر عرض المسرحية لبعض الوقت وكانت من المواقف الطريفة. * أسست جمعية الثقافة والفنون بالمملكة في عهد الراحل الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله بهدف إيجاد مكان لاحتضان كافة المواهب الإبداعية، من وجهة نظرك هل قامت الجمعية بدورها التي أسست من أجله؟ - الجمعية تجاوز عمرها منذ إنشائها أكثر من 45 عاما، ومن أهم أهدافها التي أنشأت من أجلها رعاية الفنانين، الاهتمام بالمواهب الشابة وصقل مواهبها وإبرازها، ولقد سعت الجمعية خلال مشوارها الطويل لتحقيق هذه الأهداف بالإمكانيات والمخصصات المتاحة. * انتقلت الجمعية من رعاية الشباب إلى وزارة الإعلام وأخيراً وزارة الثقافة، فهل هذه التغييرات كان لها تأثير على الجمعية ومسيرتها؟ - عملت الجمعية كما ذكرت تحت مظلة العديد من الدوائر الحكومية التي لها كل التقدير لدورها في رعاية ومؤازرة ومساندة الجمعية خلال مشوارها وذلك من خلال تقديم الدعم المالي والإداري واللوجستي لكي تقوم الجمعية بدورها وتحقيق الأهداف المرجوة، وكل جهة من الجهات التي ذكرتها كان حريصاً على تقديم الدعم اللازم للجمعية وفقاً لما هو مخصص لها من اعتمادات. * تضم الجمعية أنشطة فنية وثقافية متنوعة، كيف رأيت الإقبال عليها، وأي تلك الأنشطة يستحوذ على اهتمام الشباب؟ - خلال الفترة الطويلة التي قضيتها بالجمعية كان الشباب يتوافد باستمرار بحثاً عن الالتحاق بدورات في مجال الموسيقى أو المسرح والكتابة المسرحية والقصة القصيرة والفنون التشكيلية، وقد تخرج من هذه الدورات أعداد كبيرة بدأت تشق طريقها في عالم الفنون، إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأ الإقبال يتزايد بشكل أكبر، وفئة الشباب اهتماماتهم مسرحية وموسيقية، أما فئة السيدات يشاركن في مجال الفنون التشكيلية، كما بدأ الاهتمام يتزايد للمشاركة في مجال الأفلام القصيرة، مجال الفيديوآرت. * موقف إنساني تتذكره ولا يمكن أن تنساه من خلال تعاملاتك بالجمعية؟ - الموقف الإنساني الذي كان يتكرر أمامي شهرياً في فترة تواجد الفنان الإنسان الموسيقار صالح الشهري يرحمه الله .. عندما كان يتولى رئاسة قسم الموسيقى بالجمعية .. كان في نهاية كل شهر يدخل قسم المحاسبة ويتسلم المكافآت الشهرية الخاصة به .. ويقوم وبكل هدوء بطي النقود ويتوجه لعمال الجمعية ويوزع عليهم كامل المكافآت الخاصة به .. فقد كان يرحمه الله له أعمال خيرية ولا يبوح بها لأحد .. وهذه شهادة حق لرجل في ذمة الله. * ها أنت بعد سنوات طويلة من العمل تغادر المملكة، ماذا تقول لها، وماهي النصيحة التي تقدمها لمن سيأتي بعدك ويعمل في نفس عملك؟ - في ختام رحلة العمل الطويلة في ربوع وطني الثاني .. المملكة العربية السعودية والذي عشت فيه أكثر ماعشت في وطني الأم .. مصر الحبيبة .. يسرني أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير والامتنان لكل من عملت معهم سواء قيادات أو زملاء. فقد كانوا جميعاً سبباً من أسباب نجاحي في أداء المهام التي كلفت بها. وشعرت وأنا بينهم بأنني بين أهلي وأحبائي، فشكراً من القلب لكل من تعاملت معه خلال فترة وجودي بالمملكة، ولمن سيأتي بعدي أقول له ستكون في أيد أمينة وبين زملاء أحباء يعملون بروح الفريق الواحد وسيكونون بالنسبة لك بمثابة إخوة، سيقدمون لك كل الدعم لأداء الأعمال التي ستكلف بالقيام بها بكل أريحية. وفي الختام أتمنى للجمعية الغالية (جمعية الثقافة والفنون بالدمام) كل التوفيق فى استكمال رسالتها الهامة والمؤثرة مجتمعياً لتخريج أجيال متميزة في مجال الثقافة والأدب والفنون البصرية المتنوعة.

مشاركة :