ذكرت هيئة الخدمات المالية في إندونيسيا أن البنوك الإندونيسية أعادت جدولة قروض بقيمة 863.62 تريليون روبية (58.2 مليار دولار) لعملاء متضررين من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد حتى 24 آب (أغسطس) الماضي. ووفقا لـ"الألمانية"، قال نورهايدا، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة المعنية بالرقابة على الخدمات المالية والمصرفية في إندونيسيا خلال مؤتمر أمس، إن 5.76 مليون مقترض من بين 7.19 مليون مقترض تمت إعادة جدولة ديونهم، يمثلون مشروعات متناهية الصغر وصغيرة ومتوسطة. ووصلت القيمة الإجمالية لقروض المشاريع متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، التي تمت إعادة جدولتها إلى 335.17 تريليون روبية. في الوقت نفسه أعادت شركات التمويل غير المصرفية جدولة ديون بقيمة 166.94 تريليون روبية حتى الثامن من أيلول (سبتمبر) الحالي. ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء، أن تقديرات هيئة الخدمات المالية أكدت أنه قد تتم إعادة جدولة قروض بقيمة 1376 تريليون روبية في 102 بنك. وأظهرت بيانات رسمية أن اقتصاد إندونيسيا سجل أول انكماش فصلي في أكثر من عقدين، بينما وعدت الحكومة بإنفاق تحفيزي أسرع في الأشهر المقبلة بعد تضرر الاقتصاد بشدة من جائحة فيروس كورونا، وذلك بحسب "رويترز". ووفقا للبيانات، التي أصدرتها هيئة الإحصاء في إندونيسيا الشهر الماضي، فإن أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا انكمش 5.32 في المائة، في الربع الثاني من العام، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو أول هبوط فصلي من نوعه منذ 1999، ويعد ذلك أسوأ من الانكماش المسجل في الربع الأول من هذا العام والبالغ 2.97 في المائة. وأظهرت البيانات تأثيرا واسع النطاق للجائحة والقيود، التي فرضتها الحكومة لاحتوائه، حيث انخفض انفاق الأسر وأرجأت الشركات الاستثمار، بينما تضررت الصادرات من انخفاض الطلب العالمي وأسعار السلع الأولية. وبدأت إندونيسيا تخفيف القيود في أجزاء من البلاد في حزيران (يونيو)، لكن عدد الإصابات بفيروس كورونا تسارع في تموز (يوليو). ومن جهة أخرى، أدى الوباء إلى زيادة الطلب على أبراج الاتصالات السلكية واللاسلكية التابعة لشركة تاور بيرساما للبنية التحتية في إندونيسيا، حيث يقضي الإندونيسيون وقتا أطول في المنزل بدلا من مراكز المدن. وذكرت وكالة "بلومبيرج" للأنباء أن تاور بيرساما تتوقع أن تتجاوز هدفها المتمثل في تثبيت 3500 وحدة للإيجار هذا العام، حيث سجلت بالفعل حجز أكثر من 2500 وحدة في النصف الأول، حسبما قال حلمي يوسمان سانتوسو المدير المالي في تصريحات إعلامية، ويعد هذا مقياسا لعدد وحدات الإرسال المثبتة في أبراج الشركة. وأكد سانتوسو أنه يتعين على مشغلي شبكات الهاتف المحمول الإندونيسيين اللحاق بالركب، لأنهم لم يستثمروا بقدر ما ينبغي خارج مناطق الأعمال والمناطق التجارية، مقارنة بأقرانهم الإقليميين. وأوضح أن هذا يعني أنهم سيلجأون الآن إلى مشغلي الأبراج مثل تاور بيرساما لتركيب أجهزة إرسال لدعم ملايين الأشخاص، الذين يعملون ويدرسون من المنزل، مضيفا "لقد حول الوباء حركة الاتصالات السلكية واللاسلكية إلى المناطق السكنية عوضا عن المناطق التجارية، لذلك فإننا نتلقى طلبا كبيرا لتغطية المناطق التي كانت حركة الاتصالات فيها منخفضة في الماضي". ومن المقرر أن يساعد هذا الطلب الشركة عندما تعيد تمويل سنداتها، التي تبلغ قيمتها 1.47 تريليون روبية (99 مليون دولار) المستحقة في 2021، بعد أن جمعت 2.2 تريليون روبية من سوق الديون حتى الآن هذا العام. وانخفضت أسهم الشركة 0.4 في المائة، أمس، ما يقلص مكاسبها منذ بداية العام حتى الآن إلى 1.2 في المائة.
مشاركة :