أبوظبي: مساعد الزياني دعا وزير الخارجية الأميركي إيران إلى إثبات سلمية برنامجها النووي وكسر جمود مفاوضات الملف النووي الإيراني من خلال الدبلوماسية دون اللجوء إلى الحل العسكري، مشيرا إلى أن السلاح النووي الإيراني هو تهديد للمنطقة بأكملها وإسرائيل. وقال جون كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي عقد البارحة في العاصمة أبوظبي «خلال اجتماعات مجموعة (5 + 1) قدمنا عرضا للإيرانيين إلا أنه لم يلق القبول من طرفهم، لذا سنستمر في العقوبات المفروضة على إيران حتى يتم وضع الضمانات والتوصل لاتفاق يرضي كل الأطراف». ونفى كيري التقارير عن وجود خلافات بين القوى الكبرى وأشار إلى أن إيران غير مستعدة لقبول الخطة في هذه المرحلة. وأضاف أن القوى كانت متوحدة يوم السبت حين قدمنا عرضا للإيرانيين والفرنسيين وافقوا عليه ونحن وافقنا عليه والجميع اتفقوا على أنه عرض عادل. كانت هناك وحدة لكن إيران لم تستطع أن تقبله في تلك اللحظة، لم تستطع قبول هذا. وقال «نأمل أن نتمكن من التوصل خلال الأشهر المقبلة إلى اتفاق يكون مقبولا من الجميع». وأبدى كيري تفهما إزاء «قلق» رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «لكن العقوبات وضعت لكي تؤدي إلى المفاوضات» حسب قوله. وأضاف «ما نفعله سيحمي إسرائيل بشكل أكثر فاعلية». وأضاف وزير الخارجية الأميركي «إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يؤكد دائما أن الولايات المتحدة ملتزمة بحماية أمنها وأمن حلفائها بالمنطقة ولن تسمح لإيران باستخدام السلاح النووي لتهديد المنطقة أو التسبب في عدم استقرارها». وأضاف «إن أوباما شخص يلتزم بكلمته وعندما ترشح للانتخابات وعد بالقضاء على تنظيم القاعدة وبن لادن وقد تم ذلك بالفعل إضافة لالتزامه بالعمل مع السعودية ضد الإرهاب في اليمن والتحول الديمقراطي في الصومال وإنهاء الحرب في العراق ومنع القذافي من قتل شعبه». وكان كيري قد وصل أول من أمس إلى الإمارات والتقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأطلعه على نتائج المفاوضات والمشاورات التي أجرتها القوى الكبرى «5+1» حول ملف إيران النووي وما أحرزته من تقدم نحو التوصل إلى اتفاق لحل سلمي لمسألة البرنامج النووي الإيراني. وتطرق اللقاء إلى الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة مع مختلف القوى الدولية لحث ائتلاف المعارضة السورية لحضور مؤتمر «جنيف 2» والعمل من أجل إنهاء النزاع المتفاقم في سوريا بما يضع حدا لمعاناة الشعب السوري. وعن اللقاء مع ولي عهد أبوظبي قال كيري «إن اللقاء مع الشيخ محمد تناول العلاقات مع الإمارات والتي نعدها استراتيجية وقوية وهي مبنية على أساس الالتزام والأمن المشترك». وأضاف: «اتفقنا خلال اللقاء على إنهاء الحرب في سوريا بشكل سلمي، والتي تسببت في مقتل كثير من أبناء الشعب السوري، إضافة إلى تغذية العنف المتطرف وزيادة نشاط الإرهابيين الذين يشكلون خطرا على أمن المنطقة والأمن العالمي»، مثمنا دور الإمارات في دعم الشعب السوري من أجل تحقيق أهدافه وتطلعاته وكذلك دعم المعارضة السورية وعقد مؤتمر (جنيف 2) في أقرب فرصة ممكنة». وقال وزير الخارجية الأميركي: «قمنا بمناقشة أهمية تحول مصر نحو حكومة مدنية شاملة، وديمقراطية تحترم حرية وحقوق جميع المصريين»، مشيرا إلى أن استقرار مصر هو من استقرار المنطقة، ومبينا إلى اتفاق الولايات المتحدة مع الإمارات على دعم مصر اقتصاديا. ولفت كيري إلى أن الولايات المتحدة تتفاوض حاليا مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بشأن التوقيع على اتفاقية تسمح بوجود أميركي مستمر في أفغانستان». وبشأن مفاوضات عملية السلام أعرب كيري عن أمله في استمرارية المفاوضات من أجل التوصل إلى حل تتفق عليه كل الأطراف. إلى ذلك أكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أن العلاقات بين دولة الإمارات والولايات المتحدة في أفضل حالاتها، وأن زيارة جون كيري وزير الخارجية الأميركي للدولة خير دليل على ذلك. وقال خلال المؤتمر الصحافي: «إن الإمارات تمتلك برنامجا نوويا يتسم بالسلمية والشفافية ويشهد القبول والشراكة الدولية ولن نقوم بتخصيب اليورانيوم». وأشار إلى أن زيارة وزير الخارجية الأميركي للدولة كانت مثمرة وناجحة، مشيرا إلى استقبال الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لجون كيري، والذي تم خلاله تبادل وجهات النظر حول عدد من قضايا المنطقة خاصة المباحثات حول عقد مؤتمر جنيف والوضع في سوريا والتطورات الإيجابية في مصر». وقال إن زيارة كيري لمصر كانت قوية وإيجابية ودليلا على تشجيع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لخارطة الطريق في مصر. وأضاف: «تم بحث عملية السلام في الشرق الأوسط والتي يقوم من خلالها وزير الخارجية الأميركي بجهد كبير وقوي، وهو أفضل جهد رأيته من قبل أي إدارة أميركية لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وزاد الشيخ عبد الله «نشجع الحوار بين القوى الدولية وإيران في اجتماعات (مجموعة 5 + 1) سواء الحالية أو السابقة ونرى أن أفضل السبل للحل هو الحوار السياسي والدبلوماسي، وعلى إيران أن تثبت حسن نياتها وأن تكون واضحة وشفافة بشأن برنامجها النووي مع منظمة الطاقة الدولية أو المجتمع الدولي»
مشاركة :