حملت زيارة وزير الخارجية الإيراني د. محمد جواد ظريف لدولة الكويت (الأحد26يوليو2015) بوصفها أول محطة في جولة إقليمية بعد الاتفاق النووي مع المجموعة الدولية (5+1) في14 يوليو مضامين عدة.. فبعد اجتماعه مع سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد أعلن الطرف الإيراني بوضوح عن هذه المضامين من أن الزيارة تأتي لوجود إرادة مشتركة بين البلدين للتعاون والوصول للأهداف والمصالح المشتركة. وتأتي هذه الزيارة بعد 10 أيام فقط من توقيع الاتفاق النووي، مما يدل على أهميتها وأن على إيران أن تقدم كثيراً من التطمينات لدول الخليج العربية لإعادة جسور التعاون وتعزيز العلاقات الودية وحسن الجوار. ومن أهم هذه التطمينات أن تلعب إيران دورا حاسما في تخفيف التوترات في مناطق الصراع وخلق بيئات أكثر استقرارا في كل من سوريا واليمن والعراق ولبنان. ولا شك أن هذا سيؤدي بكل تأكيد إلى مواجهة تحديات التطرف والارهاب والطائفية وبيان أن هذه المشكلات والقضايا «ليست مفيدة وليست في صالح أي من دول المنطقة» كما أكد ذلك الوزير د. ظريف في المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد جلسة مباحثات رسمية مع رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد. ولاشك أن إيران تدرك أن بناء مستقبل مختلف بينها وبين العالم يمر عبر دول الخليج العربي، وتدرك أهمية أن تنتقل إيران من موقف المواجهة إلى موقف التفاوض الحقيقي المبني على الثقة الكاملة. وإن خلق أجواء لبناء مصالح مشتركة، والوقوف ضد التحديات والاخطار المشتركة في المنطقة يتطلب دورا جديدا من إيران. الآن يبقى على إيران أن تثبت صدقيتها وجديتها فيما طرحته من مضامين وأن لا شيئ يمكن أن يفرقنا. سالم الناشي
مشاركة :