أكدت خبيرة في معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ في ألمانيا، أن موجة حرائق الغابات المدمرة التي تجتاح حاليا أجزاء من غرب الولايات المتحدة هي نتاج تغير مناخي من صنع البشر. ووفقا لـ"الألمانية"، قالت كريستن تونيكه، خبيرة حرائق الغابات في المعهد في تصريحات صحافية، "إن تغير المناخ الذي هو من صنع البشر أسهم بشكل كبير في زيادة المناطق المتضررة من الجفاف والنباتات شديدة الجفاف في غرب الولايات المتحدة". وأضافت أن "شرارة صغيرة ورياحا قوية تكفي لإشعال حرائق هائلة، يمكن أن تسبب ضررا كبيرا". يشار إلى أنه منذ كانون الثاني (يناير) الماضي تسببت الحرائق في تدمير أكثر من 1.3 مليون هكتار في ولاية كاليفورنيا - وهو ما يزيد 26 مرة عما تسببت فيه الحرائق في الفترة نفسها من العام الماضي - بينما اشتعلت النيران في 400 ألف هكتار في ولاية أوريجون. إلى ذلك، أظهر تحليل جديد أنه يتعين على الحكومة البريطانية أن تعجل بتطبيق حظرها على بيع السيارات الأكثر تلوثا بعشرة أعوام، إذا كانت تريد أن تقترب حتى من أهدافها للتغير المناخي، حسبما ذكرت وكالة "بلومبيرج" للأنباء أمس. ووفقا لـ"الألمانية"، تنظر الحكومة البريطانية في تشديد حظرها على السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي، من أجل تعزيز مبيعات السيارات الكهربائية. ومن شأن هذه الخطوة ألا تخفض مستوى التلوث فحسب، بل ستوجد أيضا سوقا ستجتذب شركات تصنيعية ووظائف جديدة إلى المملكة المتحدة. وذكرت "بلومبيرج" أن بريطانيا تجري مشاورات بشأن تعجيل موعد الحظر الحالي لعام 2040 بشأن بيع سيارات البنزين والديزل ليكون في عام 2035 أو أقرب من ذلك إذا كان ممكنا. وقالت الدراسة التي نشرتها مؤسسة التحالف الأخضر الخيرية في لندن ومنظمة السلام الأخضر أمس، "إن فرض حظر في 2030 سيخفض 90 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، بما يعادل انبعاثات الأعوام من 2028 إلى 2032". وأكدت أن ذلك يعني نحو ربع كل انبعاثات المملكة المتحدة في 2019، كما من شأن فرض حظر فقط في عام 2030، أن يضع بريطانيا على طريق الوفاء بهدفها في الوصول إلى صفر انبعاثات بحلول منتصف القرن الحالي. وتكشف تحركات صناع القرار الأوروبيين عن خطة متكاملة لمواجهة آثار التغيرات المناخية على الاقتصاد، حيث تتجه الأهداف نحو الحد من انبعاثات الغازات والكربون مقابل الاستثمار في الزراعة والطاقة المتجددة في أفق 2050، الذي سيشكل مفهوما جديدا يوازن بين انبعاثات غازات الدفيئة وامتصاصها. وسبق أن واجهت القارة الأوروبية منذ عامين تحديا مناخيا تمثل في ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، ما نمّى المخاوف من اندلاع الحرائق، حيث اتخذت تدابير وقائية. وشهدت عدة دول أوروبية حرائق كبيرة أدت في اليونان إلى مقتل ما لا يقل عن 80 شخصا عام 2018. وعرضت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية أمس الأول، خلال أول خطاب لها حول حال الاتحاد الأوروبي، خطة العمل المقبلة، مشددة على ضرورة أن تكون أوروبا أكثر قدرة على مواجهة التهديدات الصحية والتغير المناخي والأزمة الاقتصادية.
مشاركة :