نسمات الحياة بين الاخذ والعطاء

  • 9/18/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رسالة حياة اعيشها املاً وشغفاً انفاس حياتنا حياتين احداهما عطاء والآخر أخذ، السعادة الحقيقية للحياة ان تعطي حباً في العطاء قبل الأخذ دون ان تنتظر مقابل، فكلنا كبشر بالفطرة نحب الأخذ أكثر من العطاء، ونتلذذ بذلك ويشترك في هذه الفطرة معظم البشر، لكن نستثني من ذلك من يريد العيش بسعادة غامرة وراحة بال وهدوء وتصالح مع الذات ورقي، عليه ان يتعلم العطاء قبل الأخذ، لأن التلذذ بالعطاء لايعرفه سوى الكبار، نعم اقصد الكبار اصحاب الأخلاق السامية والرفيعة والنبيلة. ان كنت فعلاً ترغب بالسكن والسكون عليك ان تتعلم العطاء حتى في الظروف الضيقة والخانقة واجمل العطاء عندما لايكون مهيأ له السبل، تعلم آية النور كيف تهدي النور لمن حولك وان كانت خفاياك حالكة.. جرب ان تنثر عبير احاديثك ومشاعرك والهاماتك بين الناس كي يتذكروك بالحسنى في غيابك وكن الجميل الذي يذكر بالجميل ويدعوا له.. تعلم أن تهب الابتسامة لمن قابلت، وان كنت تتألم.. ابذل مافي وسعك في خدمة الناس ولاتنتظر منهم جزاء ولا شكوراً افعلها لوجه الله. تعلم العطاء بلا حدود وليكون مبدئه منك لك نعم اعطى روحك قلبك عقلك جسدك حد الاكتفاء لتتضح بما تحوى من جمال وتتنوع في العطاء فعطاء الخارج اكتفاء لعطاء في الداخل وتشبع. امنح عطائك دون انتظار للثناء أو جميلاً فمن أعطى فقد ارتقى بعطائه. فالجزاء الجميل ممن يملك الدنيا والآخره وعنده خزائن السماوات والارض وجنة فيها مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولاخطر على قلب بشر.. فثواب العطاء بركة ويمسح متاعبك في الدنيا، وتنال الأحجار المضاعف في الآخره باذن الله عز وجل، فالعطاء يخبىء لك فرجاً قريباً من حيث لا تحتسب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لئن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا)وقال الرسول صلى الله عليه وسلم(والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه) وقال رسول الله صلىالله عليه وسلم(صنائع المعروف تقى مصارع السوء). اجمل مافي سمات المعتادين على العطاء تجد قلوبهم هادئة وابتسامتهم راضية واثقة ونفوسهم مطمئنة مستكينة، يعرفون بسيماهم ونجدهم رواد في كل مكان وكل زمان، وهم رموز في فريق واسرة كل قسم وادارة ومنظمة وحي ومدينة ودولة، يجودون بالمال ان تطلب الامر ويضحون بالنفس بنفوس راضية طواعية للوطن وخدمة الوطن، يقدمون راحة غيرهم عَلى راحتهم وهنائه، هم أسعد أهل الأرض، ولهم في السماء ذكر حسن، وأجر عظيم. فالمتعة الحقيقية في الحياة، تأتي بان تصهر قوتك الذاتية في خدمة الآخرين، بدلاً من ان تتحول الى كيان أناني بالشكوى، فالعطاء بمعناه الحقيقي يقربنا الى الله، فتراه ابعد مايكون عن عطاء المادة، وهذا أرخص عطاء في المفهوم الانساني.. لا بل تجد العطاء الحق يرتقي الى عطاء المعرفة كعطاء اسمى، عطاء وقوده محبة واعية، دليل حكمة بريئة وقائدة عقل مستنير، عندما تعتاد العطاء ستفاجأ بأنك أكثر شخص قد اخذ. ان العطاء اخذ لا واعي.. والاخذ من الآخر عطاء بدوره فمن يأخذ منك، يتيح لك فرصة للعطاء ومن يعطيك يفسح لك المجال في العطاء أيضاً، لانك ستعطيه فيأخذ.. فتعطي انت مما اخذت، لكن حذاري من العطاء الذي ينمو علي خلفية الاخذ.. فهو حتماً لن يثمر.. فكما يبهت الحب الذي يتغذي بالهدايا وينتعش بتحقيق الرغبات والغايات، فيضمحل فجأة ومن دون سابق إنذار.. كذلك يبهت العطاء ويذبل قبل ان ينضج، ان هو تغذي بحب الاخذ او ارتوي به غاية.. ان من يعطي من قلبه ينسي انه اعطي.. ومن تعلم فن العطاء من القلب، فيخلد.. ويحيا ابد الدهر في ذهن الحياة ووجدانها.. وكذلك الوطن فهو ليس مجرد حيزاً جغرافياً نعيش به فحسب، فالوطن تاريخ المرء وجذوره، ومخزونه الثقافي، وكل مايمت اليه بصله. فالشعور والاحساس والعلاقة الايجابية التي تحقق الارتباط القوي بين الفرد ووطنه ويسعي الي ترجمت كل ذلك علي ارض الواقع من خلال استعداده لبناء وطنه والتضحية من اجله بكل حب وحمايته والدفاع عنه يتجسد ذلك ضمن اطار من الذهب الخالص، صنعته الانتماء الخالد للوطن لانه يكتسب ذاتياً ولاتملي عليه لانه شعور يتوارث يولد مع الفرد من خلال الارتباط العميق بوالديه وبالارض وتزداد قيمة هذا الانتماء للوطن كلما تقدم الانسان في العمر حيث العلاقة بينهما طردية حيث ينمو ويترعرع منذ نعومة اظافره ويرتبط بالوطن من خلال مؤسسات المجتمع من مساجد ومدارس وبيئة عمل والاحتفاء باليوم الوطني ماهو الحكاية جميلة تروي روعة الانتماء وعمق العطاء في اجمل رواية وطنية ليتحول هذا اليوم من مجرد احتفالية فقط بالمناسبة الي مشاركة نوعية من خلال المواطنين بمساهمات في وضع لمساتهم علي ارض الواقع برسم ترجمة لعطاء مميز تتمثل في مبادرات وفعاليات ومساهمات وابراز لنقاط القوة الوطنية لتكون الصورة النهائية لمشاركة فريدة لوحة وطنية صنعة بحب وطن بلمسة جميلة مبهرة غرست فيها قيمة الانتماء الوطني بشكل عطاء دائم، وطني الحبيب وهل احب سواك، خبير الموارد البشرية وكوتش السعادة المهنية المستشار عقيلة الغامدي

مشاركة :