إسطنبول (أ ب) يهدد التحرك التركي غير المتوقع بقصف الأكراد في الوقت الذي تتخذ فيه أنقرة إجراءات مشددة تجاه تنظيم «داعش» الإرهابي بإنهاء فترة من الهدوء والاستقرار النسبي في الدولة، سجلت خلالها تحسناً اقتصادياً. ويخشى كثيرون في تركيا من اندلاع حرب جديدة بين الجيش والمتمردين الأكراد تعيدهم إلى فترة مظلمة لم يتمكنوا من نسيانها.وبدأت أنقرة محادثات سلام مع حزب العمال الكردستاني في عام 2012، لتنهي بذلك عقوداً من أعمال العنف التي أسفرت عن آلاف القتلى، ولكن يبدو أن هذه الأيام قد ولت بعد أن أعلنت الجماعة الكردية المتمردة مسؤوليتها عن قتل اثنين من رجال الشرطة، بينما قصفت الطائرات التركية معاقل الأكراد في شمال العراق. ووصف مسؤولون أتراك الضربات الجوية في العراق ضد الأكراد، وفي سوريا ضد «داعش»، بأنها خطوة ضرورية لحماية تركيا من الإرهاب، ولتغيير الديناميكية السلبية غير المواتية على حدودها، مؤكدين أن قصف معاقل «العمال الكردستاني» كان رداً ضرورياً على أعمال العنف الأخيرة. واتهم رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو الجماعة الكردية المتمردة، التي تعتبرها كل من أنقرة وواشنطن منظمة إرهابية، بعدم احترام تعهداتها بسحب مقاتليها المسلحين من الأراضي التركية ونزع سلاحهم. بيد أن قصف المعقل الجبلي لحزب العمال الكردستاني في منطقة «قنديل» العراقية يمثل تصعيداً من شأنه أن يصعب التئام عملية السلام مجدداً، بينما أعلن الحزب بالفعل إنهاء وقف إطلاق النار مع الدولة التركية. وتأتي هذه التطورات بعد تحقيق الأكراد في تركيا مكاسب سياسية كبيرة؛ إذ تمكن حزبهم السياسي الرئيسي «الشعوب الديمقراطي» للمرة الأولى من دخول البرلمان التركي في انتخابات يونيو، بعد تجاوزه عتبة العشرة في المئة من الأصوات. ... المزيد
مشاركة :