فرضت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على السلطات الصحية الأميركية توصية مثيرة للجدل، في ما يخصّ فحوص الكشف عن «كوفيد-19»، على حساب قواعد العمل العلمية السارية، على ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، فيما تحول حفل زفاف في البلاد إلى بؤرة انتشار للفيروس. وتفصيلاً، نشرت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، الوكالة الفيدرالية الصحية الرئيسة في الولايات المتحدة، في أغسطس على موقعها الإلكتروني توصية بعدم إجراء فحص للأشخاص الذين تعرّضوا للفيروس، ولا تظهر عليهم أعراض. ووُجّهت انتقادات شديدة لهذه التوصية، في وقت يطلب فيه الخبراء إجراء فحص لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، لمحاولة وقف انتشار فيروس كورونا المستجدّ، الذي أودى بحياة أكثر من 197 ألف شخص في الولايات المتحدة. ونقلت «نيويورك تايمز» ما ورد في مستندات داخلية، وكذلك تصريحات مسؤولين في المراكز الأميركية لمكافحة المراض والوقاية منها، دون تسميتهم. وكتبت أن التوصية «نُشرت على الموقع الإلكتروني للهيئة، رغم الاعتراضات الشديدة عليها». وبحسب الصحيفة، قال مسؤول في مراكز الوقاية من الأمراض إن وزارة الصحة، في إدارة ترامب والبيت الأبيض، أعادت كتابة النصّ الذي «نُشر على الموقع الرسمي للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بصرف النظر عن الآلية الصارمة للمراجعة العلمية المتبعة في الوكالة»، وخلافاً لرأي العديد من مسؤوليها. وأضافت «نيويورك تايمز» أن العديد من الخبراء الصحيين، في الوكالة، أعربوا عن «اعتراضاتهم الشديدة» على هذه الوثيقة، التي تتضمن بحسب رأيهم «أخطاء أساسية». ولم يمنع هذا الأمر الإدارة الأميركية من تقديم التوصية على أنها موضوعة من جانب «سي دي سي» بموافقة مديره، الدكتور روبرت ريدفيلد. وفي الأسابيع الأخيرة، وُجّهت اتهامات للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والوكالة الأميركية للأدوية، بأنهما تستسلمان لضغوط البيت الأبيض، الرامية للخضوع لرؤية ترامب بشأن الوباء، خصوصاً رغبته في إنعاش الاقتصاد. يأتي ذلك في وقت تحوّل فيه حفل زفاف أقيم الشهر الماضي، في ولاية مين الأميركية الصغيرة قرب كندا، إلى بؤرة كبيرة لتفشي «كوفيد-19»، إذ تسبب في سبع وفيات، وما لا يقل عن 177 إصابة، في تذكير بمخاطر الفيروس في منطقة كانت تظن أنها تخطت أسوأ مراحل الجائحة. وأقيم الزفاف في 7 أغسطس الفائت، بمشاركة 65 شخصاً (وهذا في ذاته مخالف للحد الأقصى، المسموح به رسمياً، وهو 50 شخصاً). وبعد المراسم الدينية، التي أقيمت في كنيسة معمدانية، انتقل المدعوون إلى حفل استقبال أقيم في نزل «بيغ موز إن»، وهما موقعان قريبان من بلدة ميلينوكت الصغيرة، التي يبلغ عدد سكانها 4000 شخص. وبعد 10 أيام، بيّنت الفحوص أن 24 شخصاً لهم علاقة بحفل الزفاف هذا، مصابون بفيروس كورونا المستجد، ما حدا بمركز السيطرة على الأمراض، في مين، إلى فتح تحقيق. وأعلن مدير المركز، نيراف شاه، أول من أمس، محصلة جديدة، تُظهر إصابة 177 شخصاً على الأقل، ووفاة سبعة «لم يكن أيٌّ منهم حاضراً جسدياً» في العرس. ومن خلال عملية التتبع، تبيّن أن في مختلف مناطق ولاية مين عدداً من بؤر الوباء المرتبطة بالعرس، بينها أكثر من 80 إصابة في سجن يقع على بعد 370 كيلومتراً من المكان، كان حارسه حاضراً العرس، و10 حالات محتملة في كنيسة معمدانية أخرى من المنطقة عينها، و39 إصابة وست وفيات في مأوى لكبار السن يبعد نحو 160 كيلومتراً من ميلينوكت. وجاء هذا التفشّي لينغّص فرحة أهالي البلدة ومنطقتها، بعد تخفيف إجراءات التباعد التي اعتُمِدَت في بداية الجائحة، اعتقاداً أن الفيروس أصبح من الماضي. وقال رئيس المجلس البلدي، كودي ماك إيوين: «عندما علمنا بما حصل، التزم الجميع الحجر مجدداً، وأعدنا إغلاق كل شيء في البلدة». وأبدى بعض السكان، بوضوح، غضبهم إزاء منظمي حفل الزفاف، وفي مقدّمهم النزل الذي سحبت رخصته مؤقتاً. وقال نينا أوبريكيس، من الكنيسة المعمدانية: «ما كان ينبغي أن يقيموا هذا العرس. كان حرياً بهم أن يكتفوا بدعوة 50 شخصاً، عملاً بالتدابير الواجب اعتمادها». وأضافت: «لم نعد نستطيع، الآن، أن نذهب إلى أي مكان، ولا أن نفعل أي شيء». أما حاكمة مين، جانيت ميليس، فوجهت، أول من أمس، رسالة تحذير إلى سكان هذه الولاية الزراعية الصغيرة، والبالغ عددهم 1.3 ملايين نسمة، والتي لم تتعدّ نسبة العدوى فيها 0.6، حتى الآن. وقالت إن تفشي الجائحة، بهذه الطريقة، «يهدد بنسف كل التقدم الذي تحقق». وأضافت: «(كوفيد-19) ليس في الجانب الآخر من البوابة، إنه داخل حديقتنا». منذ بداية الجائحة، سُجل في العالم عددٌ من الحوادث، التي أسهمت في انتشار الإصابات بكثافة وسرعة، أولها في الولايات المتحدة مؤتمر في فبراير الفائت، لشركة تكنولوجيا حيوية في بوسطن، كان يشارك فيه 175 شخصاً، ومأتم في جورجيا أصيب فيه أكثر من 100 شخص بالفيروس. ولوحظ تَرَكُّز أعداد كبيرة من الإصابات في بعض الجامعات، خلال الأسابيع الأخيرة، ما سرّع إعادة الطلاب إلى منازلهم. وتشكّل جامعة أونيونتا الرسمية، في شمال ولاية نيويورك، أحدث بؤرة انتشار جامعية، إذ سجلت فيها 670 إصابة، خلال شهر واحد. المفوضية الأوروبية توقع عقداً لتوفير 300 مليون جرعة من لقاح لشركة «سانوفي» يتم توزيع اللقاح المحتمل وفقاً للتعداد السكاني والحاجة إليه. أرشيفية أعلنت المفوضية الأوروبية، أمس، توقيع عقد لتوريد ما يصل إلى 300 مليون جرعة من لقاح «كوفيد-19» المحتمل من شركة «سانوفي-جي إس كيه» للأدوية، بعد شهرين تقريباً من الانتهاء من محادثات استكشافية. وهذا هو ثاني عقد يوقعه الاتحاد الأوروبي، نيابة عن أعضائه الـ27. وسيتم توزيع اللقاح وفقاً للتعداد السكاني، والحاجة إليه، في الدول التي يمكنها، أيضاً، أن تقرر أن تمنح جرعات لدول غير أعضاء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين، أمس: «في الوقت الذي يشهد فيه العديد من الدول بأوروبا موجات جديدة (من الإصابات)، بعد فترة الصيف، أصبحت الحاجة للقاح آمن وفعال أكثر أهمية من ذي قبل؛ للتغلب على الجائحة وتداعياتها المدمرة على اقتصاداتنا ومجتمعاتنا». وتتفاوض اللجنة، أيضاً، على اتفاقيات مماثلة مع منتجين آخرين، بينهم «جونسون آند جونسون» و«كيورفاك» و«مودرنا» و«بايوتك». ووقعت بالفعل عقداً مع «أسترازينيكا». بروكسل - د.ب.أ الأردن يعتزم سجن منظمي المناسبات الاجتماعية الكبرى لاحتواء التفشي أعلن الأردن، أول من أمس، فرض أحكام بالسجن لمدة تصل إلى عام، على كل من ينظم حفلات زواج، أو جنازات، أو تجمعات اجتماعية، يحضرها أكثر من 20 شخصاً، وذلك في أحدث إجراءات تهدف إلى احتواء تفشي فيروس كورونا. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام، أمجد العضايلة، إن الأوامر الأخيرة، التي تنبثق عن قانون الطوارئ، الذي أصدره الملك في أبريل الماضي، ليمنح الحكومة سلطات واسعة تحد من الحقوق المدنية، سيتم تنفيذها بصرامة. وقال العضايلة: «أمر الدفاع الجديد، يأتي استكمالاً للإجراءات التي اتخذتها الحكومة، من أجل الحفاظ على صحة المواطنين وسلامتهم، وبهدف منع التجاوزات والمخالفات، التي أدت إلى انتشار العدوى، وتزايد حالات الإصابة، خلال الأيام الماضية». وأضاف أن السلطات ستفرض غرامات باهظة على الحاضرين. وألقى وزير الصحة، سعد جابر، باللوم في زيادة الحالات بالأسابيع القليلة الماضية على السلوك «غير المسؤول»، في حفلات الزواج، والتجمعات الاجتماعية، حيث يختلط كثيرون دون وضع كمامات، أو تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي. كما علقت السلطات الدراسة لمدة أسبوعين، اعتباراً من الخميس لأكثر من مليونَيْ تلميذ، بعد رصد عشرات الإصابات بين المعلمين والطلاب، منذ إعادة فتح المدارس بداية الشهر، بعد غياب دام خمسة أشهر. عمان - رويترز - المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والوكالة الأميركية للأدوية، متهمتان بأنهما تستسلمان لضغوط البيت الأبيض. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :